واعترض بعض الأفاضل الفطناء أدام الله توفيقهم وبارك فيهم، فاعتذر الكاتب الأستاذ ((أبو وكيع الغمري وفقه الله)) وقال ما نصه: ((و لمزيد توضيح موقفي = أَزِيْد , فأقول: إنه مما دفعني لارفاق هذا الموضوع هنا = كلمتان قرأتهما في ايجابات الدكتور موراني .. و هما:
الأولى:
) وأما ما أوصي أنا طالب العلم المسلم فإِنَّني أُذكِّرُ كُلَّ ذي عِلْمٍ بالحرص على حفظ كتب التراث في الدراسات القرآنية خاصةً والتراثية عامة، وهي كنوزٌ ونوادر لم تر نورَ الشمس إلى الآن، بل ما تزال مُختبئةً على رفوف المكتبات. وهي في حاجة إلى طلابٍ نبهاء يتصدون لتحقيقها، وإخراجها للناس، وفي هذا وفاء لمؤلفيها الذين بذلوا في تأليفها وقتاً وجهداً كبيراً. فشُدّوا الرِّحالَ إلى هذه الأماكنِ قَدْرَ الاستطاعةِ، وابذلوا في ذلك ما يستحقه من التعب والمال، فكأَنَّهُ صار فرضاً عليكم ولن يقوم به أحدٌ نيابةً عنكم، ومَنْ يَرَ تلكَ النوادرَ والكنوز المخبئة يفهمُ حقيقةَ المثل القائل: في الزوايا خبايا).
الثانية:
(تعرفت على وفاء هؤلاء الذين صحبتهم في القاهرة، حيث جئت زائراً لهم بعد اثني عشر عاماً، وعندما دخلت السكة في الحارة التي كنت أتجول فيها يومياً قام التاجر الفلاني من كرسيه، وقام الآخر، والثالث ورحبوا بي، وسلَّموا عليَّ باسمي وهو بلا شك غريب عليهم لأنه اسم (خَواجة)، و سلُّموا عليَّ كأَنني فارقتُهم بالأمس. فهنا أخاطبكم جَميعاً: مَنْ يبحث عن هذا الكرمِ وهذا الوفاءِ في المجتمع الغربي فإنه يبحث عنه بلا جدوى!)) انتهى.
لقد سَرَتِ ((الحقنة)) في جسد المسروق المسلوب!!
فظنَّ المسروق المسلوب صاحب الحقّ في غفلةٍ عن مكر السارق وكيده ودهائه أن السارق قد أصبح إيجابيًّا ينصح مخلصًا مشفقًا على التراث!!
وحين يجد السارق فرصةً سانحةً للصيد في ((الماء العكر)) يتقدَّم وينفث سمومه فورًا، ولا ينسَ أن يغلفها بغلاف الخوف على التراث!!
نشر بعض الناس كتاب ((السنة)) لعبد الله بن الإمام أحمد رحمة الله عليهما لكنه قد أسقط فصلاً كاملاً منه، وأشار لهذا في مقدمة الكتاب، لكنَّ ثائرة الغيورين على التراث لم تهدأ، رغم إشارة الناشر لحذفه هذا الفصل من الكتاب، فكأَنَّه اختصره، ولكن كان عليه أن يكتب على طرة الكتاب الخارجية: ((اختصار))، لأنه لا يُقْبَل من كائنٍ مهما كان أن ينشر كتابًا ويُسْقِط منه حرفًا واحدًا عامدًا مُتَعَمِّدًا لذلك، إلا أن يختصر الكتاب، وينشره باسمٍ صريحٍ دالٍّ على الاختصار، فهذا شأنٌ آخر.
لكنَّ أحد الذين نشروا كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد رحمهما الله قد اجتهد في إسقاط فصلٍ من الكتاب، وأشار إلى ذلك في المقدمة، ومع هذا لم يرضَ الغيورون على التراث بصنيعه هذا، رغم وجود الفصل والحمد لله في باقي طبعات الكتاب، ولهم الحق في هذا كله؛ فللتراث حرمة لا تقل عن حرمة المال والعرض، ولا يصح تجاوز حدود هذه الحرمة مهما كان، إلا بشاهد ذلك وبَيِّنَته، كالنصِّ الواضح الصريح على الاختصار، والإعلان عن ذلك على طرة الكتاب، وعنوانه الأصلي.
وهنا كتب موراني ليقول ما نصه: ((هذا الاحترام لكبار أئمتكم شيء منشود.
غير أنّ لب المسألة ما زال قائما: هل أسقط بابا تاما من الكتاب عمدا أم لا؟
وهذا السؤال لا علاقة له باحترام الأئمة على الاطلاق.
ان كان حذف بابا من الكتاب (مهما كان الكتاب ومهما كان الباب) فهذا عبث بالتراث , ومن هنا: مرفوض.
هذا للتوضيح قبل أن يكثر الكلام.
موراني)) انتهى كلام موراني في ((ملتقى أهل الحديث)):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23936&page=1&pp=40
ويقول في نفس الموضع هناك أيضًا: ((الى من يهمه هذا الأمر ذو خطورة:
لم يبتعد أحد من الموضوع الأصلي. نحن بصدد الأمانة عند التحقيق للكتاب واخراجه كما أصر على ذلك الشيخ محمود خليل المحترم.
هنا نناقش امر ادخال الأشكال الى النص ومسألة ذكر ما وضع الناسخ من الاشكال في نسخته أو لم يضعه , وهناك يأتينا الخبر عن حذف باب كامل من كتاب ما.
فكيف يواجه المرء هذا الأمر؟ يتعمق في الموضوع الأصلي المرحّب به من ناحية ويتجاهل الموضوع الآخر تجاهلا من ناحية أخرى , ربما للمصلحة الشرعية أيضا؟
¥