تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذيول هي نوع من أنواع التأليف، ولقد شاع في التراث العربي هذا النوع من التأليف، وهناك مسميات أخرى مثل: التتمة، التكملة، الصلة، صلة الصلة، الفوات. ولكن الأشهر والأغلب استخداما هو الذيل.

ونحن في هذا المقال سنتطرق لنوع من الذيول خاص بنوعية من التأليف طبيعتها تقتضي عملية التذييل والمتابعة بشكل مستمر. هذا التأليف هو الضبط الوراقي (أو ما يعبر عنه بالببليوجرافيا، والتي تُعنى بوصف الكتب). فمن المعلوم أن تأليف الكتب عملية مستمرة لا تقف عند حد أو زمن، وهذا مايقتضيه تطور العلم، وحاجة الناس للعلم بجميع صوره لا تنقطع. ولقد عرف تراثنا عملية الضبط الوراقي في هذا المجال، ولعل الراشد والمبدع في هذا المجال صاحب الفهرست ابن النديم (ت،438هـ). تلاه محاولات عدة منها ما هو شامل ومنها ما هو خاص بمؤلفات عالم معين، والمجال المتاح لهذا المقال لا يسمح لنا بتتبعها.

ومن أهم الأعمال الببليوجرافية في تراثنا هو كتاب حاجي خليفة (ت، 1067هـ) كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون. هذه الموسوعة الببليوجرافية التي رصدت لنا ما يقارب ثمانية عشر ألف عنوان من كتب التراث. وكتاب حاجي خليفة توقف في رصد الكتب عند تاريخ وفاة مؤلفه، علاوة على أنه فاته كثير من الكتب التي ألفت قبله. والفترة التي تلت وفاة مؤلف الكشف تعد من أحلك الفترات التي مرت بها أمتنا فيما يتعلق بتأليف الكتب ورصدها. حيث يؤرخ عدد ليس بالقليل أن فترة الانحطاط في الحضارة الإسلامية كانت بدايتها في القرن العاشر الهجري أو قبل ذلك بقليل. على أية حال، ما نحن بصدده هو الحاجة الماسة لرصد ما تم تأليفه من كتب بعد حاجي خليفة؛ لذا نجد أن بعض العلماء شمروا عن ساعد الجد، وحاولوا استكمال ما بدأه حاجي خليفة، ومن قبله ابن النديم. أقول شرع بعض العلماء خصوصا علماء الدولة العثمانية (التي ينتمي إليها حاجي خليفة (بجمع ما فات حاجي خليفة والتذييل على كتابه الكشف. ولقد ذكر أبو المعالي المرعشي النجفي في مقدمة كشف الظنون أن هناك ذيولا على الكشف حاولت أن تستدرك على حاجي خليفة، ومن هذه الذيول مايلي:

1 التذكار الجامع للآثار للعلامة السيد حسين العباسي النبهاني الحلبي (ت، 1096هـ). اختصر كشف الظنون وزاد عليه ما فات المؤلف، وما ألف بعده، ونسخته موجودة بتمامها في مكتبة «يكثي (وتعني الجديد) جامع» من جوامع استانبول.

2 ذيل كشف الظنون للعلامة محمد عزتي أفندي المشهور (بوشنة زاده) الاسلامبولي (ت، 1092هـ)، ولا يزال مسودة.

3 ذيل العلامة نوعي أفندي (ت، 1201هـ).

4 آثارتو للعلامة أحمد طاهر أفندي الشهير ب حنفي زاده (ت،1217هـ) طبع في ليبزيج (ملحقا بآخر المجلد السادس من كشف الظنون) بعناية المستشرق فلوجل. وهذا الذيل به نحو من 5000 كتاب، مابين مؤلفات عربية وفارسية وتركية، ليست موجودة في كشف الظنون.

5 ذيل العلامة محمد أفندي الأرض رومي، والمسمى ب «عثمانلي مؤلفري» ذكر فيه تآليف علماء الدولة العثمانية.

6 ذيل العلامة عارف حكمت بك (ت، 1275هـ) وصل فيه إلى حرف الجيم.

7 إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، للعلامة إسماعيل باشا بن محمد أمين أفندي بن سليم الباباني البغدادي، (ت، 1339هـ) طبع عام 1346هـ هذا الذيل يحوي قرابة 19000 كتاب.

8 ذيل إسماعيل صائب سنجر، لم يتمه، (ولا تزال نسخة هذا الذيل مخطوطة (.

وذكر شعبان خليفة في كتابه الببليوجرافيا أو علم الكتاب (ص.233 (أن هناك كتابان آخران، البعض يعدهما من ذيول كشف الظنون، والبعض الآخر يرى غير ذلك. هذان الكتابان هما:

9 الكتاب الأول: لعربة جيار شيخ إبراهيم أفندي (ت، 1179 ه (، حيث عد الأستاذ إبراهيم الإبياري هذا الكتاب ذيلا لكشف الظنون (تراث الإنسانية 3:412)، بينما الدكتور شعبان خليفة يرى أن هذا الكتاب ليس ذيلا على الكشف، وإنما هو عمل مستقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير