ولا تستغرب هذه الكلمة (يا حبيبي) فمثلها في هذا السياق لا يستغرب في لسان أهل هذه الطبقة.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[21 - 02 - 07, 06:00 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
واسمحوا لي بملاحظتين في بداية قراءتي لهذا الكتاب الذي أسأل الله أن يعينني وإخواني على فهمه وإتمامه.
الملاحظة الأولى: جاء في بيان تلبيس الجهمية ما نصه (1\ 7):
"ثم رأيت أن هؤلاء المعترضين ليسوا مستقلين بهذا الأمر، استقلال شيوخ الفلاسفة والمتكلمين، فالاكتفاء بجوابهم لا يحصل ما فيه المقصود للطالبين، وآثار الكلام فيها الشبه المعارضة لما أنزل الله من الكتاب، حتى صارت السنة تُضِلُّ ما شاء الله من الفضلاء، أولي الألباب في هذا الباب، وحصل من الاشتباه والالتباس، ما أوجب حيرة أكثر الناس، واستشعر المعارضون لنا، أنهم عاجزون عن المناظرة، التي تكون بين أهل العلم والإيمان، فعدلوا إلى طريق أهل الجهل والظلم والبهتان، وقابلوا أهل السنة بما قدروا عليه من البغي باليد عندهم واللسان، نظير ما فعلوه قديماً من الامتحان."اهـ
كلمة "السنة" في قوله: "حتى صارت السنة تُضِلُّ ما شاء الله من الفضلاء" الذي يظهر أن فيها تصحيفاً، فكيف تُضِلُّ السنة ما شاء الله من الفضلاء بسبب آثار الكلام التي فيها الشبه المعارضة لما أنزل الله من الكتاب.
ولعل صواب العبارة "ألسنة".
الملاحظة الثانية: زاد المحقق وفقه الله كلمتي "إلا" و "لما" في (1\ 45) وذكر أن "لما" زيادة من درء تعارض العقل والنقل.
والملاحظة تتعلق بزيادة "إلا" فقط:
جاء في بيان تلبيس الجهمية ما نصه مع الزيادتين بين قوسين:
"وذكر عنه أنه قال في كتاب «التوحيد» في مسألة الجهمية: «يقال لهم: إذا قلنا: الإنسان لا مماس ولا مباين للمكان، فهذا محال. فلابد من نعم، قيل لهم: فهو لا مماس ولا مباين. فإذا قالوا: نعم. قيل لهم: فهو بصفة المحال من المخلوقين، الذي لا يكون ولا يثبت [إلا] في الوهم. فإن قالوا: نعم. قيل: فينبغي أن يكون بصفة المحال من كل جهة، كما كان بصفة المحال من هذه الجهة. وقيل لهم: أليس لا يقال [لما] ليس بثابت في الإنسان مماس ولا مباين. فإذا قالوا: نعم. قيل: فأخبرونا عن معبودكم. مماس هو أو مباين؟ فإذا قالوا: لا يوصف بهما. قيل لهم: فصفة إثبات الخالق كصفة عدم المخلوق، فلم لا تقولون: عدم، كما تقولون الإنسان عدم، إذا وصفتموه بصفة العدم. وقيل لهم: إذا كان عدم المخلوق وجوداً له، وكان العدم وجوداً. كان الجهل علماً والعجز قوة». اهـ
فأنت ترى أن المعنى يصح مع حذف [إلا]، وذلك أن ما لا يكون ولا يثبت حتى في الوهم يصير محالاً وقوعه.
والله أعلم.
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 08:35 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم أوافقك في الموضعين أخي الحبيب الشيخ همام ..
وقد مرّ عليّ في أوّل تصفّحي للكتاب موضع آخر أثبت فيه المحقق الصواب في الحاشية حاذفًا كلمةً من المخطوط وقال: ترجّح عندي حذف كلمة كذا ..
ولستُ أستحضر الموضع الآن فلم أدوّنه، غير أن ما ظهر لي حينها أنّ المعنى يستقيم بها لا من غيرها.
===
أمّا ما ذكرت أخي همام فواضح الصحّة، فاستدلال ابن كلاب منصب على أن الجهمية يثبتون لله الصفة المستحيلة الممتنعة في المخلوق التي لا تثبت في التوهّم = لا تثبت في الوهم = لا تثبت في الذهن.
وإقحام [إلا] عجيب غريب، هادم للجملة.
===
وقد لا حظتُ أيضًا التطابق في علامات الترقيم (في هذا الموضع) مع نظيره في درء التعارض (6/ 120)، وفي الحقيقة لو أنّ علامات الترقيم على الجادة؛ لساعدت كثيرًا في ضبط معنى العبارة.
ولو كنتُ مكانهم لأثبتها هكذا:
((وذكر عنه أنه قال في كتاب «التوحيد» في مسألة الجهمية:
«يقال لهم: إذا قلنا: الإنسان لا مماس ولا مباين للمكان، فهذا محال؟
فلابد من نعم.
قيل لهم: فهو لا مماس ولا مباين؟
فإذا قالوا: نعم، قيل لهم: فهو بصفة المُحال من المخلوقين، الذي لا يكون ولا يثبت ## [إلا] ## في الوهم؟
فإن قالوا: نعم، قيل: فينبغي أن يكون بصفة المُحال من كل جهة، كما كان بصفة المُحال من هذه الجهة.
وقيل لهم: أليس لا يقال [لما] ليس بثابت في الإنسان مماس ولا مباين؟
فإذا قالوا: نعم. قيل: فأخبرونا عن معبودكم؛ مماس هو أو مباين؟
فإذا قالوا: لا يوصف بهما؛ قيل لهم: فصفة إثبات الخالق كصفة عدم المخلوق؟!
فلم لا تقولون: عدم، كما تقولون الإنسان عدم، إذا وصفتموه بصفة العدم؟!
وقيل لهم: إذا كان عدم المخلوق وجوداً له، وكان العدم وجوداً؛ كان الجهل علماً والعجز قوة!)) اهـ.
أقول:
والموضع الأخير يحتمل استفهام الاستنكار أيضًا، ويحتمل غير الاستفهام على الإلزام والتهكم.
وأما قوله: (قيل لهم: فهو بصفة المُحال من المخلوقين الذي لا يكون ولا يثبت في الوهم؟) عبارة صحيحة تامة وزيادة [إلا] تفسدها.
ومعناها: فهو بصفة المُحال من المخلوقين الذي لا يكون ولا يثبت في الذهن أو في التوهم.
وتعبير التوهم = الوهم = الذهن متوارد مستعمل كثيرًا منهم ومن شيخ الإسلام في عين هذا المعنى.
جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
¥