[القند في ذكر علماء سمرقند للنسفي]
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 08:27 م]ـ
يوسف الهادي صادق العبادي
المصدر: مجلة عالم الكتب، المجلد السادس والعشرون، العددان: الأول والثاني (عدد مزدوج)، رجب – شعبان / رمضان- شوال، سنة 1425هـ، تنشر باتفاق خاص مع المجلة.
ضمن سلسلة "تراث ما وراء النهر" صدر كتاب "القند في ذكر علماء سمرقند" لنجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي (461 - 537هـ) في طبعة بتحقيق يوسف الهادي، بواسطة مركز نشر التراث المخطوط في طهران (1420هـ/ 1999م).
وقد أهدى المحقق الكتاب لحمد الجاسر (المقدمة ص 7)؛ لما لاقاه منه من تعاون في هذا المجال، يقول المحقق: "وإذا كان لي أن أشكر أحداً فهو الأخ الكريم الأستاذ حمد الجاسر، الذي بادر متفضلاً؛ فأرسل لي مصورة من مخطوطة مكتبة طرخان والده سي، مشفوعة بالنسخة المطبوعة منه في الرياض، مما مكنني من إتمام عملي بيسر" [المقدمة ص 40].
وقد اعتمدت طبعة طهران على مخطوطتين:
1 - مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، وتحتوي على تراجم الأشخاص الذين تبتدئ أسماؤهم بالحروف من الألف حتى الجيم وهي تراجم غير موجودة في مخطوطة إستانبول التي نشرت سنة 1412هـ في السعودية، حيث تضيف مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس 192 ترجمة لم تنشر في طبعة الرياض.
2 - مخطوطة إستانبول التي اعتمدت عليها طبعة الرياض، مكتبة الكوثر عام 1412هـ بتقديم محمد نظر الفاريابي.
والذي دعا المحقق إلى إعادة تحقيق هذا الكتاب؛ أولاً: إكمال أعلام النسخة الأولى (حروف الألف إلى الجيم). ثانياً: وجود عدة ملاحظات أساسية على طبعة مكتبة الكوثر في الرياض: فمخطوطة استانبول التي نشرت في الرياض بتحقيق محمد نظر الفاريابي، وهي طبعة عليها مآخذ (ص11) ومن ذلك سقوط سبع تراجم منها، ذكرت أسماء أصحابها في آخر صفحة 566 من طبعة الرياض وهي غير موجودة في نص الكتاب إضافة إلى أخطاء وقعت خلال نسخ الكتاب وطبعه مما جعل النص غامضاً أحياناً إلى درجة يستحيل معها فهم النص. ولقد كان ينبغي لمن يقدم على طبع أو تحقيق كتاب كهذا أن تكون له معرفة بعلم الرجال والتاريخ وجغرافية البلاد التي دارت تراجم الكتاب مدارها. كما احتوت على أخطاء طباعية أدت إلى ضياع الرسم الحقيقي لاسم الموضع أو النسبة التي نسب إليها المترجم له. فقد ذكر اسم علي السنكباتي (في صفحة 87 من طبعة الرياض) ثم ذكر باسم السكاني (في صفحة 129) والحقيقة أن الرجل هو السنكباثي (انظر صفحات 219، 221، 240، 241 من طبعة طهران) [المقدمة ص 12].
ويعزو يوسف الهادي محقق هذه الطبعة كثيراً من الأخطاء المطبعية إلى أنها جاءت من منضد الحروف الذي لم يطبعها بالشكل الصحيح، ويبدو أن خط المخطوطة الجميل هو الذي دفع ناشرها إلى تسليمها إلى منضد الحروف الذي لم يكن يعرف شيئاً خارج نطاق عمله، فطبع الكلمات بالشكل الذي رآه هو صحيحاً، وأن دور محمد نظر الفاريابي قد اقتصر على كتابة المقدمة (ص 12)، وقد أحصى المحقق مجموعة من الأخطاء المطبعية التي حرفت المعلومات الصحيحة وذكرها في المقدمة، ثم يقول: فإذا أضفنا إلى ذلك الأغلاط التي حرفت المعلومات الصحيحة وذكرها في المقدمة، ثم يقول: فإذا أضفنا إلى ذلك الأغلاط التي حدثت في فهرسي الكتاب (فهرس التراجم، وفهرس الأحاديث) إضافة إلى الأخطاء في الترقيم المذكور حيث يحال إلى رقم معين فلا نجده ينطبق على الرقم المذكور في أول كل ترجمة [المقدمة ص 15].
سمرقند وأهميتها الجغرافية والعلمية:
قال المؤرخ المجري فامبري وهو يصف بخارى وسمرقند: "ظلت بخارى مركز الثقافة القديمة وفنون العلم هي وسمرقند التي ذاع صيتها بما حبتها الطبيعة من جمال وفتنة" [تاريخ بخارى، 147] وقال بارتولد: "إنها ظلت من حيث الرقعة وعدد السكان أولى مدن ما وراء النهر قاطبة حتى تلك العهود التي كانت فيها بُخارى عاصمة للبلاد، كما حدث في عهد السامانيين، وهذه المكانة التي نالتها سمرقند إنما ترجع قبل كل شيء إلى موضعها الجغرافي الفريد، عند ملتقى الطرق التجارية الكبرى القادمة من الهند (مارة ببلخ) ومن إيران (مارة بمرو) ومن أراضي الترك، كما أن ما امتازت به المنطقة المحيطة بها من خصب فوق المألوف. جعل من الميسور لعدد هائل من السكان أن يجتمعوا في بقعة واحدة، (تركستان، 170)، ووصفها ابن المنذر الشيباني (18 –
¥