تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوقفة الخامسة: إن قضية التحقيق للنصوص لا تقتصر على نسخة بخط المؤلف، وإلا لكان استعمال عوامة لنسخة الميرغني عبثاً. بل إن التحقيق يكون بالرجوع إلى موارد المؤلف ومن استقى منه، وكذلك بالرجوع إلى نسخ المؤلف المقربين فالمؤلف أحياناً يضيف إضافات على بعض نسخ تلامذته بالدرس أو عند المذاكرة، ونجد ذلك جلياً في إضافات المزي على تحفة الأشراف من ذلك إضافاته على نسخة ابن كثير ونسخة ابن السراج. وحصول مثل هذا لابن حجر وارد أكثر؛ يدل عليه سوء خط الحافظ ابن حجر، وتوارد تلامذته عنه لينقلوا عنه نقلاً واسعاً؛ كما صنع البقاعي حينما الف كتاب النكت الوفية وغالبه من قول الحافظ ابن حجر، زد على ذلك أن كثيراً من نسخ التقريب المطبوعة والمخطوطة فيها إضافات على أصل الحافظ ابن حجر؛ وعليه فرجوع عوامة إلى نسخة الحافظ ابن حجر ليس كافياً لتصويب الخطأ من الصواب والحكم في ذلك ثم بناء أحكام على أعمدة هي أوهى من بيت العنكبوت.

ثم لا يخفى على أدنى طالب علم أن نسخ التقريب المخطوطة كثيرة جداً؛ فليس من المعقول أن جملة: (جميع النسخ الخطية والمطبوعة) يراد بها جميع المخطوطات التي على وجه المعمورة.

ثم كيف يحكم على إنسان بأمر ولا يقرأ له شرطه فيما يذكر حتى يفهم منه هذا الفهم.

ثم كيف يرجع إلى الفرع دون الأصل فيعتمد على بحث أليكتروني دون النظر إلى الكتاب الأصل، فهل هذه هي طرائق المحدثين في تصحيح الكتب والكتابة؟

وإذا كان ذلك فهل كذلك فهل يحق الحكم على هذا العمل دون التوثق من نسبة القول إلى قائله مع ذكر الشيخ عوامة (ذُكر)

هذا ما لدي، وأقول لمن لا يرتضي:

شعر الشيخ أبي محمد الألفي

ـــــــــــ

حَسْبِي مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّكَ بَيْنَنَا ... أَخْلَصْتَ فِي وُدٍّ لَنَا وَسَرَائِرِ

وَلأَنْتَ فِينَا دُرَّةٌ مَكنونَةٌ ... تَعْلُو عَلَى تَعْدِيلِِهَا بِجَوَاهِرِ

وَرَأَيتُ فِي الدِّيوَانِ قَدْرَكَ عَالِيَاً ... وَالنَّاسُ تَهْتِفُ بِالثََّنَاءِ الْعَاطِرِ

كَلِمَاتٍ صِدْقٍ أَتْبَعَتْ نَجْمَ الْهُدَى ... إذْ لاحَ بَيْنَ حَنَادِسٍ وَدَيَاجِرِ

أبقَاكَ رَبُّكَ سَالِمَاً فِي غِبْطَةٍ ... جَذَلانَ يَجْنِى كُلَّ حَظٍّ وَافِرِ

وقد أجابه الشيخ ماهر بقوله: ((أجزل الله لك الثواب وأدخلك الجنة بغير حساب.

فأجاب الشيخ أبي محمد بقوله:

قَالَ الشَّيْخُ الْمُحَدِّثُ الْعَلاَّمَةُ مَاهِرُ الْفَحْل

شيخنا أبا محمد الألفي أجزل الله لك الثواب وأدخلك الجنة بغير حساب.

ـــ،،، ـــ

حَفِظَكُمْ اللهُ وأَعْلَى قَدْرَكُمْ. وَجَعَلَ جَنَّةَ الْخُلْدِ مَثْوَاكُمْ وَدَارَكُمْ.

يَا سَيِّدَاً فَاقَ أَهْلَ الْمُلْتَقَى ... وَمَنْ رَقَى بِالْمَجْدِ أَعْلَى مَقَامِ

وَفَاضِلَ وَقْتِهِ وَكَنْزَ التُّقَى ... وَبَقِيَّةَ الأَسْلافِ وَمِسْكَ الْخِتَامِ

يَرْوِى حَدِيثَ الْفَضْلِ عَنْ وَالِدٍ ... وَعَنْ جُدُودٍ فِي الْبَرَايَا كِرَامِ

بَلْ. أَنْتَ شَيْخُنَا وَأُسْتَاذُنَا وَمُعَلِّمُنَا. وَمُفِيدُنَا وَقُدْوَتُنَا وَمُفَهِّمُنَا.

وَاسِطَةُ عِقْدِ الْمُدَقِّقِينَ الْمُحَقِّقِبنَ. وَبَقِيَّةُ مَنْ غَبَرَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ.

وَرَوْضَةُ عِلْمٍ أَيْنَعَتْ رِيَاحِينَاً وَأَزْهَارَا. وَسَمَاءُ فَضْلٍ أَرْسَلَتْ غَيْثَاً مِدْرَارَا.

وَشَمْسُ أَنْوَارٍ أَشْرَقَتْ مِنْ سَمَاءِ مَعَارِفٍ. فَأَرْسَلَتْ أَشِعَةَ ضِيَاءٍ مِنْ أَزْمَانٍ سَوَالِفٍ.

وهذه القصيدة أرسلها العلامة الدكتور عامر مهدي صالح العلواني عن طريق ملتقى أهل الحديث، فقال:

إلى الشيخ الفاضل الدكتور ماهر الفحل أهدي هذه الأبيات عسى أن تنال إعجابكم، ولعلي أفي ببعض فضلكم، وأحزي يداً من بيض أياديكم ... :

تَعِبَ الطريقُ وأنتَ بعدُكَ سائِرُ

أوَمَا لدربِكَ كالبقيَّةِ آخِرُ

يا آخِرَ الناسِ الذينَ أحبُّهُم

وكبيرةٌ جداً أقولُ الآخِرُ

ما زلتَ في أرضِ العراقِ منارةً

تَهْدِي إذا في البحرِ ضلَّ مُسافِرُ

فغداً سيُحكى أن جُهدَكَ ثروةٌ

إنْ لم يَصُنْها في الكنوزِ الحاضرُ

يا ممطِرَ الكفينِ علماً واسعاً

ما عادَ بعدك من يكونُ الماطرُ

فاصبر على أرضٍ يُرادُ بأهلِها

أن لا يكونَ العلمُ فيها الزائرُ

فلقد يَحارُ إذا أتاكَ بشعرهِ

للمدحِ، يا شيخَ الحديثِ، الشاعرُ

سلِّم على الأنبارِ كيفَ صباحُها

ومساؤها كيفَ الحمامُ الطائرُ

كيفَ الفراتُ وكيفَ كيفَ مياهُهُ

والجسرُ والنخلُ الطويلُ الساحرُ

اشتاقُ للسوقِ القديمِ لغابةٍ

يمشي الهوينى إن أتاها الخاطرُ

قد لا أعودُ لوجهِ أميَ باسماً

ولعشِّه المهدومِ عادَ الطائرُ

لكنْ هناك البابُ يكرهُ نفسَهُ

إن لم تكن للدارِ أنتَ الزائرُ

أكَلَتْ على صبري وقد شَرِبَتْ هنا

مِحَنٌ جَرَتْ تصطكُّ وهيَ دوائرُ

لكنْ عزائيَ أنَّ مثلَكَ صابرٌ

فيها وأنَّ سحابَ علمِكَ ماطرُ

فكان جواب الشيخ أبي محمد الألفي على تلك القصيدة:

مَا زِلْتَ فِي أَرْضِ الْعِرَاقِ مَنَارَةً ... تَهْدِي إِذَا فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مُسَافِرُ

ــــ،،، ــــ

أَتُرَاهُ وَفَّاكَ الْمَدِيحَ الشَّاعِرُ ... يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الطَّاهِرُ

يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي عَلْيَاؤُهُ ... كَلِمٌ تَنَاقَلُهُ اللَّيَالِي سَائِرُ

يَا مَاهِرَاً وَالْكُلُّ يَعْرِفُ فَضْلَهُ ... وَالْفَضْلُ كَالشَّمْسِِ الْمُنِيْرَةِ بَاهِرُ

حَبْرُ الْعِرَاقِ وَحَرْبُ مُبْتَدِعٍ بِهِ ... حَرْبٌ مُضَرَّسَةٌ وَنَصْرٌ قَاهِرُ

وَالسُّنَّةُ الْغَرَّاءُ تَفْخَرُ أَنَّهُ ... فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ طَبِيبٌ مَاهِرُ

فَاسْلَمْ مَدَى الأَيَّامِ فَذَّاً مَاجِدَاً ... بِصِفَاتِ فَخْرِكَ لِلنُّجُومِ مُنَاظِرُ


¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير