تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

97هـ) وكان مع قتيبة بن مسلم الباهلي في ما وراء النهر فقال: "كأنها السماء للخضرة، وقصورها الكواكب للإشراق، ونهرها المجرة للاعتراض، وسورها الشمس للإطباق". (المسالك والممالك) [المقدمة، ص 33].

وقد كانت سمرقند مركزاً من مراكز العلم، وفيها كان يُصنع ورق الكتابة ذو الجودة الفائقة وبه اشتهرت، وقال السمعاني في صناعة الكاغد: "وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند " [الأنساب، 5/ 18]، وبحكم كون سمرقند مدينة تقع على ثغور البلاد الإسلامية وهي عرضة أبداً للهجوم من شتى الطامعين، فقد استدعت الضرورة أن تعزز حاميتها بالمقاتلين الذين كان كثير منهم من المطوَّعة الذين كانوا يأتون من بقاع العالم الإسلامي تطوعاً للجهاد في تلك الثغور، ونجد لقب "المطوَّعي" يتردد كثيراً في كتاب القند، وهذا الموقع للمدينة هو الذي جعل البعض يبالغ في مدح سمرقند دفاعاً عن ثغور المسلمين وتشجيعاً لحمايتها، ويشكك محقق الكتاب في بعض الأحاديث المروية في ثنايا الكتاب والمنسوبة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - عن سمرقند وفضائلها [المقدمة، ص 35].

وقد جاء في ديوان ابن الفتح البُسْتي وهو يردُّ على من يساوي بين سمرقند وبلخ:

لِلنَّاسِ فِي أُخرَاهُمُ جَنَّةٌ وَجَنَّةِ الدُّنيَا سَمرقَندُ

يَا مَن يُسَوِّي أَرضَ بَلخٍ بِهَا هَل يَستَوِي الْحَنظَلُ وَالقَندُ

واستمرت سمرقند في ممارسة دورها الحضاري، إلا أن تعاقب الغزوات وخاصة المغولية قد أدت إلى نهبها، وطرد الكثير من سكانها، لكنها استعادت عافيتها عندما اختارها تيمورلنك في 771هـ عاصمة لدولته واهتم بها الملوك من بعده، إلى أن احتلها القياصرة الروس أول مرة عام 1480م، وقاموا بالقتل واستباحة الدماء والتنكيل وحروب الإبادة الشاملة التي شنت ضد المسلمين وخاصة في عهد إيفان الملقب بالرهيب (1530 - 1584م) فكان على المسلمين أن ينتصروا أو يتركوا أوطانهم ويهاجروا، واستمرت هذه السياسة في عهد خلفائه وخاصة أسرة روانوف في القرن السابع عشر، وقد نهب الروس خيرات المنطقة وثرواتها الاقتصادية وسيطروا على المراكز التجارية في سمرقند وطشقند (ص 36).

وخلال عهد السيطرة الشيوعية (1917– 1991م) لبلدان آسيا الوسطى، جرى التركيز على تدمير أوزبكستان وحواضرها التاريخية سمرقند وطشقند وبخارى، خصوصاً مدارسها ومساجدها التاريخية، ففي العهد الشيوعي أغلقت المعاهد الدينية، وفرضت ضرائب على المساجد وحولت ألوف المساجد إلى مواخير ونواد وإسطبلات، وحولت جامعة سمرقند إلى نادٍ، وصودرت جميع أراضي الأوقاف الإسلامية، ودمرت مطبعة في قازان كانت تطبع القرآن الكريم، ووضعوا قيوداً على أداء فريضة الحج، ومنع المسلمين من أداء الزكاة وحتى منع الصوم بحجة أنه معطل للإنتاج، وتم تهجير المسلمين إلى مناطق ثانية، وجلب الروس واليهود والمسيحيين إلى مناطق المسلمين لتضييع الهوية الإسلامية مما أدى إلى خفض عدد المسلمين بشكل كبير (سمرقند، تاريخها وحضارتها، 34).

مصير العرب في سمرقند:

وقد ذكر مؤلف كتاب (المسلمون المنسيون في الاتحاد السوفياتي) عام 1959م: أوردت الإحصائية السوفيتية أن هناك 7987 عربياً يستوطنون في الأساس وادي زرفشان الأسفل بين سمرقند وبحيرة قرة كول وهناك مجموعات منهم أقل أهمية تعيش في أوزبكستان الجنوبية، وكانت الجالية العربية في طريقها إلى الدمج السريع بالسكان المحليين، وقد امتزجت الأوزبكية والفارسية إلى حد كبير بلغتهم التي يتكلمون بها، وأخذوا يستخدمون الأوزبكية كلغة أدبية، يتكلم 34% منهم بالعربية و 34% الطاجيكية و28% الأوزبكية، وأخيراً لم يُمثل العرب في قوائم القوميات التي أعدتها السلطات السوفياتية في إحصائياتها خلال عامي 1970 و 1979م (المسلمون المنسيون في الاتحاد السوفياتي ص 146، نقلاً عن مقدمة القند، ص 38).

مؤلف كتاب القند:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير