أما مؤلف كتاب القند في ذكر علماء سمرقند فهو حسب ما ذكره أبو سعد السمعاني: "أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النسفي، السمرقندي، الحافظ من أهل نسف، سكن سمرقند، إمام فقيه فاضل عارف بالمذهب والأدب، وصنف في الفقه والحديث ونظم كتاب الجامع الصغير (للشيباني المتوفى 189هـ) ودُفن بسمرقند، أما شيوخه فكثيرون، قال السمعاني تليمذه: " كتب لي بالإجازة وقال: " شيوخي خمسمائة وخمسون رجلاً. ذكر ابن النجار بقوله: " قدم بغداد حاجاً. توفي سنة 537هـ ودفن بمقبرة وصفها أبو طاهر السمرقندي بقوله: تقع داخل مدينة سمرقند في طرف القسم الشرقي فيها، وكانت في الأصل بستاناً، وفي الطرف الغربي صحن توجد فيه حضيرة المفتين، يقال: إنه مدفون فيها أربعمائة من المفتين، ويحتمل إنها هي تل أصحاب الحديث التي ترد الإشارة إليه كثيراً في كتاب القند بوصفه مدفناً لأصحاب الحديث (ص20).
من آثار النسفي وكتبه:
قال ابن النجار: "كان فقيهاً فاضلاً مفسراً أديباً متفنناً، وقد صنف كتباً في التفسير والحديث والشروط ... ولعله صنف مائة مصنف (ذيل تاريخ بغدد 20/ 99)، وقد كتبت على بعض كتبه الشروح، ودعاه أصيل الدين الواعظ (ت 883هـ) مفتي الثقلين، وهذه بعض آثاره المخطوطة والمطبوعة والمفقودة:
1 - الإجازات المترجمة بالحروف المعجمة.
2 - الإشعار بالمختار من الأشعار.
3 - الأكمل الأطول، في تفسير القرآن، 4 مجلدات.
4 - بعث الرغائب لبحث الغرائب.
5 - تاريخ بخارى.
6 - تطويل الأشعار لتحصيل الأخبار.
7 - تعداد الشيوخ لعمر، جمع فيه شيوخه وهم خمسمائة وخمسون شيخاً.
8 - تفسير نسفي بالفارسية، حققه عزيز الله جويني وطبع بطهران 1997م اعتماداً على ثلاث مخطوطات من خراسان وأفغانستان وتركيا.
9 - التيسير في التفسير.
10 - منطومة الجامع الصغير.
11 - شرح الأصول، شرح كتاب الأصول لابن دلال الكرخي.
12 - طلبة الطلبة، في الاصطلاحات الفقهية على مذهب الحنفية، طبع مراراً في مصر وبيروت.
13 - عقائد النسفي أو العقائد النسفية، مختصر في علم التوحيد، طبع عدة مرات.
14 - في بيان مذهب التصوف وأهله، مخطوطة بإستانبول بالفارسية.
15 - المختار من الأشعار في عشرين مجلداً.
16 - مشارع الشارع في فروع الحنفية.
17 - مطلع النجوم ومجمع العلوم، دائرة معارف في شتى العلوم.
18 - معجم شيوخ النسفي.
19 - النجاح في شرح أخبار كتاب الصحاح.
20 - القند في ذكر علماء سمرقند.
وكتب أخرى مخطوطة أو مفقودة (انظر مراجعها في المقدمة، ص 21 - 24).
أهمية الكتاب:
وكتاب القند في ذكر علماء سمرقند مرجع هام لحوالي 1232 من الرواة والمحدثين والتابعين والأعلام والأمراء الذين عاشوا وسكنوا أو مروا بسمرقند، وكذلك يحتوي الكتاب على جملة من الأحاديث النبوية، ومعلومات عن البلدان والمدن والقرى وبعض الوقائع والحوادث التاريخية.
والكتاب يحتوي على عدد من الأحاديث النبوية المروية عن النبي - صلي الله عليه وسلم - وقد جمعها المحقق في نهاية الكتاب مع رواتها (ص 713 - 748)، ورغم الأهمية الخاصة التي يتمتع بها كتاب القند في كونه مرجعاً ينقل عن مصادر لم يعد لها أثر اليوم، ويذكر مواقع وقرى ويترجم لأشخاص لا نعثر على مجموعة كبيرة منهم في كتب التاريخ والرجال المتوفرة، إلا أن بعض الأحاديث المروية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، يوجد في بعضها ما يشير إلى ضعف أسانيدها (ص 25)، وقد نقل المحقق بعض هذه الأحاديث مشفوعة بمصادرها (ص 24 - 29).
قال حاجي خليفة في مادة تواريخ سمرقند: ألف فيه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري (350 – 432هـ) وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي (ت 405هـ) والذيل عليه لأبي حفص عمر بن محمد النسفي ومنتخب القند لتلميذه محمد بن عبدالجليل السمرقندي (كشف الظنون 1/ 296)، وهناك كتاب القندية المدون بالفارسية لمحمد بن عبدالجليل السمرقندي الذي يتحدث فيه عن مقابر مدينة سمرقند، والذي توجد مخطوطاته في مكتبات آسيا الوسطى.
وأما عن اسم كتاب القند الذي فيما نحن فيه فيرد أحياناً باسم القند في ذكر علماء سمرقند، وأحياناً القند في تاريخ سمرقند وفي أحيان أخر تاريخ سمرقند، ويقال اختصاراً القند (ص30).
¥