بل أخاطب المؤلف نفسه وأقول: أًبحثتَ حقاً عن مصادر يا أخي الكريم حتى تسعفك لتورد غير الذي أوردته، أم أنك اقتصرتَ على جهود من جمعها واكتفيتَ بما سهل عليك وتيسَّر؟
لقد تيسَّر لي بحمد الله وتوفيقه مئات التراجم الجديدة لأفذاذ من العلماء وآخرين مغمورين ممن فاتني ذكرهم سابقاً أو استجدَّت وفاتهم من بعد، ضمن أكثر من أربعة آلاف ترجمة من الأعلام والمؤلفين والنساء، أدعو الله تعالى أن ييسر نشرها لتستفيد منها مرة أخرى، ولكن بالأمانة يا ابن الإسلام، يا ابن دين العلم ودين الأمانة.
في حين لم أستفد من كتابيك كليهما، اللذين زادا على الألفي صفحة، سوى سنوات الوفاة لثلاثة علماء، هم: حسن محمد تميم، ومحمد الهادي اليشرطي، وقاسم الشماعي. ومصدر ترجمة الأولين متوفر.
إشارات إلى أسلوب الأخذ من تتمة الأعلام في المتن والهامش:
لا مزيد على ما ذكرت، ومن أراد التوثق مما قلت فأمامه الكتابان في المكتبات، ليقارن ويحكم، ولكن يبدو أنه لا بد من الكلام، فلعله يلفت النظر إلى ذلك أكثر، وفيه يظهر اللوم والعتب على المؤلف الكريم أكثر، باختيار ما أورده من أمثلة، وهي قصيرة وقليلة، لكن يستوحى منها التبكيت:
- قلت في ترجمة أحمد الحسين العاكولي إنني رأيته وصليت خلفه مذ كنت طالباً في ثانوية عربستان بالقامشلي .. إلخ .. فأورده كما هو! وأشار في المصدر إلى "ذيل الأعلام" يعني التتمة. ولا تورد التراجم المنقولة كذلك.
- وفي ترجمة بكري بن عبده الحلبي قلت في الهامش: أمدني بالترجمة فلان، فقال هو كذلك، ولم يذكر التتمة.
- وقلت في ترجمة حامد بن علوي الحداد: زودنا بها الشيخ محمد الرشيد، وذكر هو أيضاً كذلك في هامش الترجمة، ولم يشر إلى التتمة، ومن المؤكد أنه لم يزوده بها.
ومثلها في ترجمة محمد عبدالقادر الحكيم ...
- مفتي لبنان "حسن خالد" رحمه الله، نقل ترجمته بحروفها من التتمة، ولم يشر إلى المصدر كالعادة، وكان بإمكانه أن يحصِّل ترجمته هناك بسهولة، ولكنها السهولة، والراحة، اللتان تتطلبان هذا الفعل.
- وقلت في هامش ترجمة عبد الله عبد الغني خياط، بعد إيراد عدة مصادر: (انظر مصادر أخرى في المستدرك) فأثبته كما هو .. ولا مستدرك لديه.
- قلت في ترجمة عبد السلام هارون إنني اطلعت على كتبه التي اشترتها مكتبة الملك فهد، وتقدمت بطلب إلى إدارة المكتبة لتقييد حواشيه ... وقال هو كذلك! ولم يشر إلى المصدر.
- وفي ترجمة الأستاذ عبد العزيز الرفاعي قلت إنه سألني قبل وفاته بأيام عن كذا .. فأورده كما هو ... ولم يشر إلى التتمة في الهامش، ومثل هذا الكلام غير موجود في تلك المصادر التي أوردها، بل هو كلام من عندي ...
- وقلت في ترجمة كامل البابا إنه غَيْرُ سَمِيِّه وزير الكهرباء السوري، فكتب ذلك هو أيضاً، ولم يشر ...
- وعملت لمحمد أبي الفضل إبراهيم ترجمتين: في الأصل ثم المستدرك، وكتبت في الهامش الآخر: وهي الترجمة البديلة عن السابقة، فكتب هو كذلك في هامش ترجمته، ولا ترجمة سابقة له عنده!
- وفي ترجمة نعمت صدقي كتبت في هامش ترجمتها: رأيت في مقدمة كتابها "بديع صنع الله ما يفيد وفاتها ... إلخ". وذكر هو ما ذكرته دون ذكر التتمة.
- وذكرت المصدر في هامش ترجمة محمد يوسف سبتي وقلت إثره: ورد مرة سبتي وأخرى سيتي، والترجمة غير واضحة تماماً، وكتب هو كذلك في هامش الترجمة، ولم يذكر التتمة مصدراً.
* * *
ودأبه في نقل التراجم من التتمة أن ينقلها كما هي تماماً، وحتى المؤلفات التي أوردها إذا ذكرتها كاملة البيانات أوردها كاملة، وإذا اقتصرت على العنوان اقتصر فيها على العنوان ..
وورد في أكثر من هامش عنده (وانظر المستدرك) نقلاً من هوامش التتمة، وهو لا مستدرك عنده كما قلت، وكما تأتي أمثلة على ذلك.
الوثائق وما إليها:
- أوردت خريطة إيران مبيناً فيها مناطق أهل السنة في ترجمة محمد بن محمد صالح ضيائي، وأوردها هو كذلك مع الترجمة، ولم يشر إلى المصدر كالعادة.
- وأوردت نموذجاً من خط وتوقيع الشهيد عبد الله عزام، حصلت عليه من قبل أستاذ من دير الزور يسكن الطائف، وأثبته هو كذلك دون الإشادة إلى المصدر.
- وأوردت ثلاثة نماذج من خطوط محمد الطاهر الكردي وأورد هو الثلاثة ...
¥