- "عرفات" صاحب جولات المفاوضات المشهورة مع اليهود.
- و"السادات" أول رئيس عربي يزور إسرائيل وأول من يعقد معها معاهدة سلام.
أما المنتميات إلى الإسلام فلم تظفر بالجائزة منهن غير الإيرانية "شيرين عبادي"، وقالت لجنة نوبل النرويجية إنها اختارت عبادي للفوز بالجائزة مكافأة لها على تركيزها على النهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية في بلدها.
علماً بأن المحامية "شيرين" –وكانت قاضية قبل الثورة- عرفت بسعيها الدؤوب لما يسميه الغربيون نهوضاً بحقوق النساء والأطفال، وذلك من خلال العمل على تغيير قوانين الطلاق والإرث! وسن الزواج وغيرها من تعاليم الإسلام التي يرى الغربيون أنها ظالمة!
ولا عجب فالمراقبون يرون أن جائزة نوبل هي "جائزة معايير الغرب الثقافية والسياسية، أكثر من أي شيء آخر .. وهي أداة النظام العام للغرب، أكثر مما هي أداة ثقافية نزيهة بين نخبة أو نخب سويدية مستنيرة وهي مستمرة في هذا النهج بدليل تاريخها الثقافي الملوث المستمر منذ "بوريس باسترناك" والدكتور "زيفاكو"، وآخرون" فإذا كان عدو الغرب هو الشيوعية، مُنحت الجائزة لمنشق عن الشيوعية يُستحسن أن يكون يهودياً ولهذا السبب تحديداً حازها "باسترناك".
لقد قال رئيس اللجنة الخماسية القائمة على الجائز "أوليه دانبولت ميوس" بأن نيل "عبادي" للجائزة:"رسالة للإيرانيين، وللعالم الإسلامي، بل وللعالم كله، إن الكفاح من أجل الحرية يجب أن يأتي في المقدمة".
وذلك وسط اندهاش عدد كبير من المراقبين لاختيار عبادي للجائزة عام 2003م خاصة مع ترشيح "فاتسلاف هافل" الرئيس التشيكي السابق، والبابا "يوحنا بولس الثاني" بابا الكنيسة الأرثوذكسية، المهدد بالانقراض نظراً لظروفه الصحية، ورأى المراقبون أن اختيار اللجنة لعبادي يحمل رسالة واضحة تبين مدى اهتمامهم بما يسمونه حقوق الإنسان في عالم اليوم.
ولعل نيل "عبادي" للجائزة أعاد للذاكرة ضعف نسبة النساء الآتي نلنها (لاتتجاوز الـ10% فقد أحرزنها 11 امرأة من مجموع 114 فائزا) وهذا بدوره كان محركاً أساسياً لحملة ترشيح "ألف امرأة لجائزة نوبل للسلام لعام 2005م" والتي انطلقت بمبادرة سويسرية لتُعمّم ويتم تبنيها في كثير من دول العالم. وتهدف الحملة –فيما زعموا- إلى تسليط الضوء على دور ملايين النساء اللواتي كرّسن حياتهن من أجل تأسيس ثقافة جديدة للسلام كتلك التي نادت بها "عبادي".
وعلى الرغم من ظهور هذه الملاحظات حول الجائزة نجد أن بعض مثقفينا استثارته الحملة النسوية الألفية لنوبل فسعى للترويج لها، مع أن في ذلك دعوة خفية لنسائنا بمجاراة داعية تغير قوانين الإرث والطلاق! والخروج عن جملة معايير ثقافتنا الإسلامية نحو الثقافة الغربية.
ولما تفطن "خاتمي" لتلك الدعوة لم يجد بداً من الإيحاء لـ"عبادي" برفض الجائزة المشينة لبلاده والعالم الإسلامي كما قال.
وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي شنها المحافظون الإيرانيون على "عبادي" وجائزتها، فإن ردة فعل الإيرانيين كانت ردة فعل ميتة مقارنة بالسوفيت في عصور ما قبل الانهيار، فعندما أعلنت اللجنة المختصة بأن المستحق لجائزة نوبل للآداب هو اليهودي الروسي المنسلخ عن الثقافة الشرقية إلى الغربية "بوريس باسترناك" وذلك في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1958م، رأى السوفيت أن في منح "باسترناك" الجائزة تشجيعاً له على تفلته من القيم الاشتراكية السوفيتية فصدر الرد الحاسم قاضياً: باعتبار اختيار "باسترناك" للجائزة عدوانا على الاتحاد السوفيتي، ثم توالت الردود العنيفة منتقدة مضمون الرواية التي من أجلها رشح "باسترناك"، كما شنت حملة شعواء على الكتاب السوفيت المنشقين الذين يعملون بالأكاديمية السويدية لجائزة نوبل والذين كانوا وراء اختيار "باسترناك". الأمر الذي أسفر عنه اعتذار "باسترناك" عن الجائزة على مضض.
ثم واصلت الصحافة السوفيتية هجماتها على الرواية وصاحبها وتجاوزت ذلك إلى الجائزة ومانحيها، الذين احتفوا على حد تعبير بعض المجلات الروسية بـ" كاتب يخون بلاده وبكتاب تافه"، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فطرد عقبها "باسترناك" من اتحاد الكتاب، ثم أسقطت هويته وبعضهم نادى بتصفيته الأمر الذي استدعى تدخل الرئيس الهندي الأسبق "نهرو" شافعاً لدى "خورشوف" من أجل حماية "باسترناك".
وبَعْدُ:
أتُرى امرأة مسلمة محافظة تتشرف بالانضمام إلى تلك القائمة القاتمة؟.
وهبها رضيت فهل تُختار بغير تنصلها عن دينها وأعرافها؟.
وهبها تنصلت فتهودت أو تغرَّبت، فكيف ستكون ردة فعل مجتمع يعتز بدينه وقيمه وأخلاقه وأعرافه أضعاف ما يعتز الاشتراكي بفكر ماركس أو لينين؟.
وهل حقاً بلغت السذاجة عند من يروج للحملة حد طموحهم في نيل المرأة المحافظة لها، أم أنها خطوة من ورائها مآرب أخرى؟.
أسئلة نتركها للفطنة ..
ومن يعش ير والأيام مقبلة ... يلوح للمرء في أحداثها العجبُ
http://www.meshkat.net/new/*******s.php?catid=6&artid=6399
¥