وقال الحسن -رضي الله عنه-: " ما استقصى كريم قط؛ قال الله تعالى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} [التحريم:3]
و قال عمرو المكي -رحمه الله-: " من المروءة التغافل عن زلل الإخوان "
وقال الأعمش -رحمه الله-: " التغافل يطفئ شراً كثيراً "
وقال الشافعي -رحمه الله-: " الكيس العاقل هو الفطن المتغافل "
و قال جعفر -رحمه الله-: " عظموا أقدراكم بالتغافل "
و قال بعض العارفين: " تناسَ مساوئ الإخوان تستدِم ودّهم "
قال الشاعر:
أحبُ من الأخوانِ كل مواتيِ **** وكلَ غضيضُ الطرفِ عن هفواتِ
و قال أخر:
ويغضُ طرفاً عن إساءةِ من أساءَ **** و يحلمُ عند جهلِ الصاحبِ
و قال أخر:
ليس الغبي بسيدٍ في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي
إذان فالناس يكرهون من ينقب عن الزلات و لا ينساها
فلنتغاضى أو نتغابى حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر الأمور و توافهها
88888888888888888888888888888888888888888888
ثانياً / كن متعاونا مع الآخرين:
(تريد الأخذ تعلم العطاء)
قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
" ... من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته " صحيح البخاري
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
" صنائع المعروف تقي مصارع السوء " حسنه الألباني
وقال ابن عباس -رضي الله عنه-:
" ما رأيت رجلاً أوليته معروفاً إلا أضاء ما بينه وبيني , ولا رأيت رجلاً فرط إليه مني شيء إلا أظلم ما بيني وبينه "
وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: " المعروف أميز زرع, وأفضل كنز, ولا يتم إلا بثلاث خصال:
بتعجيله وتصغيره وستره , فإذا عجل فقد هنأ , وإذا صغر فقد عظم , وإذا ستر فقد تمم "
و قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-:
" في كل شيء سرف إلا في إتيان مكرمة أو إصطناع معروف أو إظهار مروءة "
وقال بعض العارفين: " صاحب المعروف لا يقع فإذا وقع أصاب متكئا "
وقد قيل: " من سمحت نفسه بالعطاء استعبد أبناء الدنيا "
و قال المهلب: " عجبت لمن يشتري المماليك بماله ولايشتري الأحرار بمعروفه "
وقال أيضاً: " ليس للأحرار ثمن إلا الإكرام فأكرم حراً تملكه "
قال المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته **** و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا
و قال الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه **** لا يذهب العرف بين الله والناس
88888888888888888888888888888888888888888888
ثالثاً / كن رفيقاً , قدر عواطف الآخرين ولا تجرح مشاعرهم:
قال الرسول صلى الله عليه و سلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " صحيح البخاري
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم: " إن الله يحب الرفق في الأمر كله " صحيح البخاري
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه " صحيح مسلم
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:
" لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال يا رسول الله إن أنساً غلام كيس فليخدمك, قال: فخدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لمَ صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لمَ لم تصنع هذا هكذا ".
و تأمل في هذا الوقف النبوي و كيف كان الرسول صلى الله عليه و سلم يرفق بالصبيان:
" ... قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها!
حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك؟
قال: كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " صححه الألباني
و هذا موقف أخر نتعلمه من معلم البشرية صلى الله عليه و سلم:
استأذن أبا بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف.
ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف.
قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة " اجمعي عليك ثيابك "
فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله!
ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن عثمان رجل حي. وإني خشيت، إن أذنت له على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي حاجته ". صحيح مسلم
¥