ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 02 - 2010, 10:45 م]ـ
أخي الكريم لا وجه للمقارنة بين حب الفتاة وحب الأم، لأن كل حب منها يندرج تحت حب مختلف عن الآخر، فحب المعشوقة حب عاطفي، وحب الأم حب عقلي.
لقد علا صوت العقل على صوت العاطفة عند كثير عزة، وحب من هذا القبيل لا يُدخِل صاحبه دائرة العشق.
وكلامي هذا لا يعني أنه لا يكون المحب عاشقا إلا إذا جُن أم مات، فكم من عاشق عمر طويلا وجذوة الحب في قلبه تستعر.
المهم يا عزيزي أن يحيا الحب في قلب المحب ولا يبرح مكانه ما دام له قلب ينبض.
ثم هذا دليل من أدلة سأعرضها في هذه النافذة.
للحديث بقية
وماذا تقول أخي زاهر في من فقد ماله فجن؟
هل يندرج هذا الحب تحت عباءة العشق؟
وأخالفك الرأي في أن حب الأم يندرج في دائرة الحب العقلي ...
حب الأم خاصة في سن الطفولة هو حب عاطفي وقد تصل مرحلة الطفولة عند بعض الناس إلى مراحل متقدمة من العمر ...
ويقول المثل الشائع: " يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة " ..
أخي العزيز زاهرا: أعرف شخصين كانا شديدين التعلق بأمهما أصيبا بالاكتئاب فور وفاتهن وما زالا وكانا في سن الشباب (ما بين ستة عشر وثمانية عشر عاماً) ...
فهل لديك علم أنت عن أي شخص في وقتنا هذا أصيب بالجنون لفقدان زوجة أو حبيبة أو (عشيقة) حسب قولك .. علماً بأنني لا أحب أن يطلق هذا اللفظ على المحبوبة؟ ..
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 12:00 ص]ـ
وماذا تقول أخي زاهر في من فقد ماله فجن؟
هل يندرج هذا الحب تحت عباءة العشق؟
لا.
وأخالفك الرأي في أن حب الأم يندرج في دائرة الحب العقلي ...
من حقك، وأحترم رأيك رغم أنني ما زلت أخالفك.
حب الأم خاصة في سن الطفولة هو حب عاطفي وقد تصل مرحلة الطفولة عند بعض الناس إلى مراحل متقدمة من العمر ...
ويقول المثل الشائع: " يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة " ..
لا أنكر العاطفة بين الأم وابنها لكنها عاطفة مختلفة عن عاطفة الحب، وهذه العاطفة يتحكم فيها العقل، بدليل أن الإنسان يحب أمه وإن لم تتوفر فيها المقومات التي يحبها، ويفضلها على غيرها فما الذي يدفعه لذلك؟ إنه العقل يا عزيزي.
أخي العزيز زاهرا: أعرف شخصين كانا شديدين التعلق بأمهما أصيبا بالاكتئاب فور وفاتهن وما زالا وكانا في سن الشباب (ما بين ستة عشر وثمانية عشر عاماً) ...
هذا مرض أخي وليس العشق كذلك.
فهل لديك علم أنت عن أي شخص في وقتنا هذا أصيب بالجنون لفقدان زوجة أو حبيبة أو (عشيقة) حسب قولك .. علماً بأنني لا أحب أن يطلق هذا اللفظ على المحبوبة؟
نعم. لدي من القصص الواقعية ما يشيب لها شعر الرأس، لكنني لا أعرف أحدا أصيب بالجنون بسبب العشق في إيامنا.
..
إن لم تقتنع بهذه النقطة وما هي إلا مقدمة فربما تقتنع بغيرها، فلدي الكثير من الأدلة والبراهين التي تثبث صحة ما أذهب إليه وسأوافيكم بها تباعا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 12:52 ص]ـ
لا أنكر العاطفة بين الأم وابنها لكنها عاطفة مختلفة عن عاطفة الحب، وهذه العاطفة يتحكم فيها العقل، بدليل أن الإنسان يحب أمه وإن لم تتوفر فيها مقومات الجمال والجاذبية
هذا هو الدليل على أن الطفل يحب أمه بالعاطفة ...
ولوكان يحبها بالعقل لما أحبها وهي لا يتوفر فيها أسس الجاذبية.
ويفضلها على غيرها فما الذي يدفعه لذلك؟ إنه العقل يا عزيزي.
نعم هو عقل الطفل المولود الذي يحب أمه بحاسة الشم قبل أي حاسة أخرى ... ولو كان الطفل يحبها لجمالها ... يمكننا القول أنه إعجاب .. وبالتالي يكون حب مجنون ليلى هو مجرد إعجاب ورغبة ...
سؤال صريح ...
لو أن مجنون ليلى بعد أن أحب ليلى تبين له أنها ليست امرأة سوية كبقية النساء (تميل للذكورة أكثر من الأنوثة) لا داعي للخوض أكثر في هذا الأمر ... تعرف ماذا أقصد هل يبقى على حبها؟.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 02:20 ص]ـ
السيد زاهر
أنتظر أن تنتهي من عرض الأدلة و الاحتجاج،لأختم الحديث.
و حتى ذاك سأتابع من بعيد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 03:49 ص]ـ
إن لم تقتنع بهذه النقطة وما هي إلا مقدمة فربما تقتنع بغيرها، فلدي الكثير من الأدلة والبراهين التي تثبث صحة ما أذهب إليه وسأوافيكم بها تباعا.
روي أن عبد الملك بن مروان سأل كثير عزة عن أعجب خبر له مع عزة فقال: يا أمير المؤمنين حججت ذات سنة وحج زوج عزة معها ولم يعلم أحد بصاحبه، فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعام لرفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلي وهي لا تعلم إنها خيمتي وكنت أبري سهما، فلما رأيتها جعلت أبري لحمي وانظر اليها حتى بريت ذراعي وأنا لا أعلم به والدم يجري ...
أخي زاهرا ..
ماذا تقول فيما سلف .. أليس الجنون أقل درجة من أن يبري المرء ذراعه وهو لا يدري؟
وأحب أن أذكرك .. أن رسول الله:= تجلد وصبر عند فراق أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها .. وكان يحبها حباًَ عظيماً لم يضاهيه حب في الدنيا ..
.. ولا تشبيه .. وآسف على المقارنة ..
وما الأفضل ... أن نقتدي برسول الله:= أم بهذا المجنون الذي اتخذته برهاناً؟
والتجلد والصبر والإيمان بالله أفضل من ترك العنان للجنون الذي هو دليل على ضعف الإيمان وقلة الحيلة ...
ألم يسافر كثير من المدينة المنورة إلى مصر لقيم زمناً بجوار مكان إقامة عزة ولو من بعيد؟ ... أليس هذا دليل على شدة حبه لعزة؟ .. ترك البلاد والعباد وذهب لمصر ليكون بحوارها ولو من بعيد ..
ألم يسافر كثير للحج ... وهذا دليل على إيمانه .... والمؤمن يتوكل على الله دائما.
وأخيراً وليس آخر ... ألا يترك المجاهد زوجته وأولاده ويرحل للحياة الآخرة في سبيل الله؟ وهو مستعد لترك كل متاع الدنيا ولو على كراهية لإرضاء ربه ...
هل بقي عندك أعذار لمن يجن من أجل متاع الدنيا؟
أنا لا أنكر على أحد حبه العذري بشرط ألا يؤذي أحدا (لا نفسه ولا من يحب).
¥