منه قولهم: وَحْمَى ولا حَبَل، أي لا يذكر له شيء إلا اشتهاه، كشَهْوَة الحُبْلى، وهي الوَحْمَى. ومنه: المرء تَوَّاق إلى ما لمِ يَنَل. وقولهم: يَبْعَث الكلابَ عن مَرَابضها، أي يَطْرُدها طَمَعاً أن يَجدَ شيئاً يأكله من تَحْتها. ومنه قولهم: أَراد أن يأكل بيَدَيْن. ومنه الحديثُ المرفوع: الرَّغْبة شُؤْم.
الغلط في القياس
منه قولُهم: ليس قَطاً مثلَ قُطَيّ.
وقال ابن الأسْلت:
ليس قطاً مثل قُطَيّ ولا ال = مَرْعِيُّ في الأقوام كالرَّاعي
ومنه قولهم: مُذَكِّيةٌ تقاس بالْجذَاَع. يُضرب لمن يَقيس الكَبِير بالصغير. والمُذَكِّية، هي المُسِنَّة من الخيل.
وضع الشيء في غير موضعه
منه: كمُسْتَبْضع التَّمر إلى هَجَر. وهجر: معدن التمر.
قال الشاعر:
فإنّا وَمَنْ يَهْدِي القَصائدَ نَحْوَنا = كمُسْتَبْضع تمراً إلى أَهْل خَيْبرَا
ومنه قولهم: كمُعَلِّمة أُمّها الرضاع. ومنه الحديث المرفوع: رُب حامِل فِقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه. وفيمن وَضع الشيء في غير موضعه " قولهم ": ظَلَمَ مَن اسْترعى الذئبَ الغَنَم.
وقال ابن هَرْمة:
كتاركةٍ بيضها بالعَرَاء = ومًلحِفة بيضَ أُخرى جَناحَا
يصف النعامة التي تحصُن بيضَ غيرها وتُضيع بيضَها.
كفران النعمة
منه: سَمِّنْ كلبَك يأكُلك. أحشّك وتَرُوثني! قاله في مخاطبة فرسه، أي أعْلفك الحشيشَ وتروث عليّ؟
ومنه قولُ الآخر:
أُعلَمه الرِّمايةَ كلَّ يومٍ = فلمَّا اشتدَ ساعدُه رَمَاني
التدبر
منه قولهم: لا ماءكِ أَبقَيْتِ ولا دَرَنك أنْقيت. وقولهم: لا أبوك نُشرِ ولا التراب نَفِد. أصل هذا المثل لرجل قال: ليتني أعرف قبرَ أبي حتى آخذ من تُرابه على رأسي.
التهمة
منه قولهم: عسى الغوَير أَبْؤُساً. والأبؤس: جمع بأس. قال ابن الكَلْبي: الغوَير: ماء معروف لكَلْب. وهذا مثل تكلَّمت به الزباء، وذلك أنها وجَّهت قَصِيراَ اللَخْميّ بالعِير ليَجْلِب لها من بَزّ العراق، وكان يَطلبها بدم جَذيمة الأبرش، فجعل الأحمال صناديق، وجعل في كل صُندوق رجلاً معه السلاح، ثم تنكّب بهم الطريقَ وأخذ على الغُوَير، فسألْت عن خَبره فأُخبرَت بذلك، فقالت: عسى الغُوَير أَبْؤُساً. تقول: عسى أن يأتي الغُوَير بشرّ، واستنكرت أخذَه على غير الطريق. ومنه: سَقَطت به النصيحةُ على الظِّنَّة، أي نصحتَه فاتهمك. ومنه: لا تَنْقُش الشوكةَ بمثلها " فإنّ ضَلْعها معها ". يقول: لا تَستَعِن في حاجتك بمَن هو ومنه:
إذا غاب منها كَوْكبٌ لاحَ كَوكب
وقولهم: رأسٌ برأسٍ وزيادةِ خَسمائة. قالها الفرزدق في رجل كان في جيش، فقال " صاحبُ الجيش ": مَن جاء برأس فله للمطلوب منه الحاجة أَنْصح " منه لك ".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 03:11 ص]ـ
تأخير الشيء وقت الحاجة إليه
منه: لا عطر بعد عروس. وأصل هذا أن عروسا أهديت فوجدها الرجل تفلة، فقال لها: أين الطيب؟ قالت: ادخرته؛ قال: لا عطر بعد عروس. وقولهم: لا بقاء للحمية بعد الحرمة. يقول: إنما يحمى الإنسان حريمه فإذا ذهبت فلا حمية له.
الإساءة قبل الإحسان
منه: يسبق درته غراره. الغرار: قلة اللبن. والدرة: كثرته. ويسبق سيله مطره.
البخل
ما عنده خير ولا مير سواء هو والعدم. والعدم والعدم لغتان. ما بض حجره. والبض: أقل السيلان. ما تبل إحدى يديه الأخرى.
الجبن
إن الجبان حتفه من فوقه.
" ومثله " في القرآن: " يحسبون كل صيحة عليهم ". ومنه: كل أزب نفور. وقف شعره، واقشعرت ذؤابته. معناه: قام شعره من الفزع. وشرق بريقه.
الجبان يتواعد بما لا يفعل - الصدق ينبي عنك لا الوعيد. ينبي " عنك ": يدفع عنك، من ينبو. ومنه: أوسعتهم شتما وأودوا بالإبل.
وقيل لأعرابي خاصم امرأته إلى السلطان " فقيل له: ما صنعت معها؟ " قال: كبها الله لوجهها ولو أمر بي إلى السجن.
الاستغناء بالحاضر عن الغائب
قولهم: إن ذهب عير فعير في الرباط. خمسمائة " درهم. فبرز رجل وقتل رجلا من العدو، فأعطاه خمسمائة درهم "، ثم برز ثانية، فقتل، فبكى عليه أهله، فقال لهم الفرزدق: أما ترضون رأسا برأس وزيادة خمسمائة؟
المقادير
منه قولهم: المقادير تريك ما لا يخطر ببالك. وقولهم: إذا نزل القدر غشى البصر. وإذا نزل الحين غطى العين. ولا يغنى حذر من قدر. ومن مأمنه يؤتى الحذر. وقولهم: وكيف توقى ظهر ما أنت راكبه.
الرجل يأتي إلى حتفه
¥