ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 05:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذه تحيّة إعجاب وإكبار لإخوتي الكرام ...
مررتُ لأبديَ غبطتي وسروري بتتبع تألقكم في هذا العلم الخطير، ولأنهل من علمكم الغزير ...
كما مررتُ لألقيَ التحية عليكم فأنتم أهل لأن تُحَيَّوا ...
تطفُّلاً أقول إن البيت من (الرمل)!!!
وفي خجلٍ أطرح بيتاً:
مُوفٍ على مُهَجٍ في يوم ذي رهجٍ .... كأنه أجل يسعى إلى أمل
وأختم بسؤال أعيتني إجابته ردحاً من الزمن:
لماذا يكثر التدوير في بحر (الخفيف)؟
أرجو أن أجد عندكم الإجابة الشافية ...
وإلى لقاء ...
ـ[حازم]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 08:20 م]ـ
أستاذي الفاضل / الطائي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقًّا أخجلتني بعذب كلماتك وجميل تواضعك
ولا أرى إلا الإشراق بدا وأضاء جنبات هذه الزاوية بمرورك الجميل
نعم هو كذلك، البيت من الرمل، ولستُ مَن يعلِّق على إجابتكم، إنما هو لبيان ما قلتم.
وعن بيتكم هو من البسيط، ضربه مخبون كعروضه.
أما عن سؤالكم، فلا علم لي بإجابته، لعلّ الأستاذ / رهين المحبسين يتولَّى أمره.
وبكل أحترامٍ أضع بيتًا جديدًا , فقط من أجل استمرارية هذه المسابقة الرائعة.
كأنَّما باتَ ناعمًا جزلاً && في جنَّةِ الخلدِ من يعانقها
دمت بكلِّ الودّ مع أعذب تحية
ـ[رهين المحبسين]ــــــــ[03 - 07 - 2004, 01:06 ص]ـ
النجمان المتألقان / الطائي و حازم
تحية عاطرة أبعثها لكما أستاذيّ العظيمين ..
سأبدأ بإتمام شروط المسابقة؛ فبيتك أخي حازم من المنسرح، و بيتي هو ذا في انتظار مبضع التشريح:
ما حكّ جلدك مثل ظفركْ ... فتولّ أنت جميع أمرك ْ
أما سؤالك أخي الطائي، فسأجتهد في إجابته، فإن جانبت الصواب، فاعذروا حسن نيتي.
التدوير ـ كما هو معلوم ـ كلمة مشتركة في الصدر و العجز، و الشاعر يلجأ إلى التدوير لإتمام معنى، صعب إتمامه بالوقوف عند العروض، فكان الاسترسال واجبا.
و هذا يكون في الأبيات المجزوءة بأكثر مما هو في الأبيات التامة، و إن كان يكثر في الخفيف التام، فهو في الخفيف المجزوء أكثر، ودليله يكون بقياس عدد الأبيات المدورة في قصيدتين، إحداهما من الخفيف التام و الأخرى من الخفيف المجزوء لشاعرٍ واحد حتتى تتشابه الظروف و المقدرة اللغوية، و هذا ما فعلته مع ديوان (البحتري)، فلقيت أن 21 بيتا من الخفيف التام حوت 12 بيتا مدورا ـ وهو عدد كبير قياسا بالأبيات التامة من البحور الأخرى ـ، بينما 17 بيتا من الخفيف المجزوء حوت 14 بيتا مدورا، أي أن 3 أبيات فقط سلمت من التدوير!
و أعلم أن سؤالك أخي الطائي إنما كان عن كثرة التدوير في الخفيف التام تحديدا و هذا ما سأختصر في إجابته في نقطتين وهما:
- أن الأسباب أسرع نطقا ـ كما هو معلوم ـ من الأوتاد، ومنه سمي السريع سريعا؛ لكثرة أسبابه، و إذا أتينا للخفيف لوجدنا أنه زاخرٌ بالأسباب، و قد يتساءل متسائل: إذا كانت المسألة مسألة أسباب لكان السريع أحق بالتدويرمن الخفيف لوفرة أسبابه، وله أقول: و لكن كثرة التحويرات و التغييرات التي يصاب بها السريع و أشباهه، تمنح الشاعر اختيارات عديدة، و بالتالي تسهّل عليه ختم الكلام عند نهاية الصدر، بينما الأمر معكوس في الخفيف وهذا ما ستناقشه النقطة الثانية.
- أن التدوير إنما يكون في نهاية الشطر الأول و بداية الشطر الثاني؛ أي هو متعلق بالعروض و ما بعدها، فكلما تنوعت العروض و ازدادت تحويراتها ـ إضافة إلى تغييرات الحشو ـ، كان أيسر للشاعر أن يتفادى التدوير، ولو نظرنا لعروض الخفيف، لوجدناها محصورة في (فاعلاتن) ـ إذا كان الضرب فاعلاتن و هو الشائع ـ، ولوجدنا جملة التغييرات في الشطر تنحصر في الخبن والطي، وأما الباقي فهو نادر وقبيح.
- نقطة مشتركة: إن التغييرات التي يصاب بها شطر الخفيف تساهم في زيادة الأسباب في الشطر، فـ (فاعلاتن = سبب ـ وتد ـ سبب) إذا أصابها الخبن أصبحت (فعلاتن = سبب ـ سبب ـ سبب)، و (مستفعلن = سبب - سبب - وتد) إذا أصابها الطي أصبحت (مستعلن = سبب - سبب - سبب).
ـ نقطة جامعة (على أسلوب علم المنطق): يصاب الخفيف بجملة التغييرات فتزداد الأسباب، و زيادة الأسباب تؤدي إلى سرعة النطق، و سرعة النطق تؤدي إلى الاسترسال، وبالتالي يجد الشاعر نفسه مضطرا إلى استخدام التدوير لإتمام الكلام.
هذا والله أعلم ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[03 - 07 - 2004, 02:55 ص]ـ
يُروى أن الخليل بن أحمد - رحمه الله - طَلب منه أحدهم أن يدرس عليه العروض، فكدّ الطالب ذهنه أملاً في
الاستيعاب والفهم، وعبثًا فعل ذلك، فأنِف منه الخليل وطلب منه تقطيع بيت عمرو بن معديكرب:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيعُ
من عينيته التي مطلعها:
أمنْ ريحانَةَ الداعي السَميعُ ... يؤرقني وأَصحابِي هُجوعُ
ففهم الطالب مغزى الإمام العروضي فانصرف راشدًا. وأنا أستغرب من فهم هذا الطالب لمغزى البيت وتقصيره
في فهم العروض.
في ظني أن الخليل ربما أصابه الإحباط من هذا الطالب، ولو قدِّر أن يكون هذا الطالب هو الأستاذ أزكري الحسين،
أو الأستاذ الطائي، أو الأستاذ رهين المحبسين، أو الأستاذ حازم، أو الأستاذة نرجس فماذا سيقول؟
أتوقع أن تسطّر كتب الأدب والسيَر اعتزاز الخليل بأمثال هؤلاء العمالقة.
وقد ذكر ابن جني في الخصائص أن هذا المتعلم هو أبو سعيد الأصمعي.
وأنا أسطّر إعجابي بحواراتكم التي تنضح علمًا وأدبًا وخُلُقًا، فلله أنتم، لن يشقى بكم الجليس.
أنا لست عروضيًا، وإن كنتُ أحب هذا العلم، ودرسته (بالتخفيف والتثقيل). لكن لطلاب ربما فاقهم تلميذُ
الخليل في العروض.
أما بيت الأستاذ رهين المحبسين فجاءه مبضع لا يقطع.
البيت ينسب إلى الإمام الشافعي، رحمه الله، وبعده:
وإذا قصدت لحاجةٍ ... فاقصد لمعترفٍ بقدركْ
وهو من مجزوء الكامل، ودخله الترفيل، فتصير متفاعلن: متفاعلاتن، لأنه زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد
مجموع.
¥