الذي اختاره أبو العلاء في " الصاهل والشاحج "
قال: (والضروب الثلاثة الأخيرة من البسيط فيهن انكسار وضعف وركاكة، وهذه
الأوزان الثلاثة لا يستعملها المحدثون إلا أن يخبنوا الثالث منها في العروض والضرب
وإذا قدم عهد الشاعر كان ديوانه مظنة لمثل هذه الأوزان النادرة وما أفلح وزن منها قط
ولا يجيء حسناً في السمع إلا أن يلحقه بعض التغيير عما هو في الأصل
فمن ذلك قول عبيد:
تصبو وأنى لها التصابي # أنى وقد راعك المشيبُ
من يسأل الناس يحرموه # وسائل الله لا يخيبُ
فهذان البيتان إنما حسنا في الوزن لأجل شيء سقط منهما، فقبلتهما الغريزة الخالصة
ألا ترى قوله:
والمرء ما عاش في تكذيب # طول الحياة له تعذيبُ
كيف هو مخالف لهذين البيتين)
ووزن هذا البيت الذي استثقله أبو العلاء هو نفسه الوزن الذي سماه الشيخ جلال
وآخرون المخلع الصافي
وقد نص الدماميني على أن " فعولن " من ضروب المخلع بقوله في " العيون الفاخرة "
معلقاً على البيت
أصبحتُ والشيب قد علاني # أدعو حثيثاً إلى الخضاب
: وهذا هو المسمى عندهم بالمخلع. والمولدون التزموا الخبن في هذه العروض
وضربها لحسن ذوقه، وهو من لزوم ما لا يلزم
أما قول الدماميني: (وقد جاء في مخلع البسيط " مفعولن " مكان " فعولن " وهو شاذ)
فهو كلام مختل لأنه استشهد لذلك بالبيت
فسر بودٍّ وسر بكرهٍ # ما سارت الذلل السراعُ
انظر العيون الفاخرة طبعة البابي الحلبي ص 56
وقد جاءت عبارته في طبعة الخانجي (وقد جاء في المخلع مفعولن مكان فاعلن. . .
الخ) وهي أيضاً عبارة مضطربة
وتقطيع البيت يقتضي أن يكون الكلام:
وقد جاء في المخلع " فعلن " مكان " فاعلن "
وقد نص الجوهري على أن خبن مفعولن إلى فعولن من جوازات المخلع قال: (
والتخليع: قطع مستفعلن في العروض والضرب جميعاً فينقلان إلى مفعولن فيسمى
البيت مخلعاً وبيته
ما هيج الشوق من أطلال # أضحت قفاراً كوحي الواحي
ويجوز خبن مفعولن. . لتبقى فعولن)
قال في التاج: والمخلع من الشعر مفعولن في الضرب السادس من البسيط وسمي بذلك
لأنه خلعت أوتاده في ضروبه وعروضه إلا أن اسم التخليع لحقه بقطع نون " مستفعلن "
لأنها من البيت كاليدين فكأنهما يداه خلعتا منه
ويذكر هنا أن السكاكي في " مفتاح العلوم " سمى كل مجازيء البسيط مخلعات
ومما تجدر الإشارة إليه في المخلعات أن معظم مخلعات ابن فركون جاءت أعجازها
" مستفعلاتن متفعلن "
وهو ما عده الشيخ جلال من البسيط التاسع وقطعه
" مستفعلن فاعلن فعلْ"
إلا أن صدورها " مستفعلاتن مستفعلاتن "
وهو نمط لم يذكره الشيخ جلال وقد فاته أيضاً أن يعد في مجازيء البسيط مجزوء حسن حسني الطويراني وهو (مستفعلن فاعلن فاعلن)
وله على هذا الوزن قطعتان، الأولى قوله:
إن جئت أرض الصعيد احترز# من مائها بل ومن تربها
والثانية قوله:
لما خلونا وطاب اللقا # والقرب عنا أبان النوى
وهو أقرب ما يكون إلى ما عده جلال من البسيط الثامن
وننبه أيضاً إلى أن " مستفعلن فاعلن فعيل " الذي عده الخفاجي في
أوزان الموشحات في كتابه " القصيدة العربية " ص 86 هو نفسه مخلع البسيط وقد مثَّل
له بالبيت
يا جيرة الأبرق اليمان # هل لي إلى وصلكم سبيل
ولاستجلاء أوزان المخلع ننوه إلى العلاقة بينه وبين مجزوء الدوبيت فليس بينهما إلا أن
تحذف الألف من مستفعلاتن الأولى التي في المخلع لتبقى
" مستفعلتن متفعلاتن " وهو مجزوء الدوبيت
وفي ديوان شرف الدين الأنصاري " ابن قاضي حماة "
نماذج من هذا الدوبيت
وهكذا أيضاً تستطيع تحويل الكثير من مجازيء الخفيف إلى
مخلع بإضافة حرف إلى أوله أو إلى أوله وآخره
ومثال ذلك قول أحمد تقي الدين
دمت يا موطني المفدى # موطن المجد والعلا
نحن نمشى فداك جندا # نحن أبناؤك الأولى
ومن المخلعات المشهورة أغنية " النهر الخالد "
وهي من شعر محمود حسن إسماعيل وألحان محمد عبد الوهاب
وأغنية " أغار من نسمة الجنوب "
وهي من شعر أحمد رامي وألحان السنباطي وغناء أم كلثوم
ومن نوادر المخلعات مخلع للكوكباني وهو القطعة السادسة في ديوانه
وأوله (يا مخجل البدر في التمام)
وقد مزج فيه العامي بالفصيح فمن ذلك قوله
سفرت عن غرتك فأغنت # بالليل عن غرة الصباح
والكوكباني من رواد الشعر الممزوج " بين العامي والفصيح "
ـ[أبو بدر]ــــــــ[26 - 02 - 2006, 12:28 ص]ـ
أخي الطائي
بل لك الشكر والتقدير.
أخي زهير أحمد ظاظا
شكرا لهذا المفيد من بحر علمك.
وفي الإشارة إلى بعض الأوزان التي وردت بودي أن أشير إلى هذا الفصل الذي لا يخلو من مشترك معها ومن فائدة، وهو من منتدى أستاذنا خشان وفيه حوار مفيد بينه وبين الدكتور عمر خلوف.
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=426
ـ[صابر ربحي راشد ابو سنينة]ــــــــ[26 - 02 - 2006, 02:31 م]ـ
اخي الطائي
لاأرى الا ما ترى ولك التحية0