تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والخبن يدخل البسيط وجوباً وجوازاً , أما وجوباً ففي العروض دائماً الا في حالة التصريع ,اما الضرب فأما أن يكون على وزن (فَعِلُنْ) المخبونة أو على وزن (فَعْلُنْ) المقطوعة ولا يجيء العروض والضرب صحيحين الا شذوذاً , كما قال الشاعر:

يا رب ذي سؤدد قلنا له مرة ً إن المساعي لمن يبغي بناء العلا

أو كقول الشاعر:

وبلدة ٍ مجهل ٍ تمسي الرياح بها لواعباً وهي ناءٍ عرضها خاليه ْ

أو كقول الاعشى:

ولا تكوني كمن لا يرتجي أوبة ً لذي اغتراب ٍ ولا يرجوا له رجَعَا

وأما جوازاًففي جميع اجزائه الاخرى فيما عدا العروض والضرب ومثال ذلك:

لقد خلت حقبٌ صروفها عجبً فأحدثت غيراً وأعقبت دولا

وقد ذكروا أن خبن (مستفعلن) يجوز في اول تفاعيل الصدر والعجز ويقبح في غير ذلك لأنه يسبب ركة في الشعر.

وأقول: ان جاز خبن مستفعلن فما الفرق بين وقوعها في اول الصدر أو في أوسطه

ما دام لا يوجد هناك ثقل في الكلام ولا نبو وما دامت الموسيقى الايقاعية للشعر لا تتغير، والأمثلة التي وردت فيها مستفعلن مخبونة ًفي غير الاوليين من الاعاريض كثيرة منها قول النابغة الذبياني:

سراتهُ ما خلا لبانهُ لهقٌ وفي القواائم مثل الوشم بالقار ِ

وقال أيضاً:

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا ونصفهُ فقد ِ

وقال أيضاً:

وقلت يا قوم إن الليث منقبض ٌ على براثنه ِ لوثبة الضاري

وقال الاعشى:

علّقتها عرضاً وعلّقت رجلاً غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل ُ

وأما خبن (فاعلن) في حشو البسيط فهو جائز وليس هناك اختلاف في الموسيقى بين

(فاعلن) و (فعلن) , وربما كان استخدام (فعلن) أكثر رونقاً وجمالاً لأنه يضفي حركة وانسيابية على البحر البسيط.

وأما (فاعلن) التي في العروض والضرب فقد علمت بأن خبنهما واجب ويعد زحافاً لازماً اي جاريا ً مجرى العلة.

وأنا شخصياً أرى أن لا داعي لان نرهق أنفسنا في التحليل والتبرير لنقتنع أن وزن البسيط هو:

مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

وأنه لا يأتي الا مخبوناً.

لأن هذا يعد من باب لزوم ما لا يلزم , فعلام نلتزم التفعلية المخبونة (فَعٍلُنْ) دائماً

مع العلم أنها وردت صحيحة (فاعلن) في وزن البسيط؟ وعلام نعد الابيات التي جاءت على هذا الوزن شاذة ً وهو الوزن الصحيح؟

وبدلاً من كل هذا العناء والتناقض يمكن أن نقول ان وزن البسيط هو:

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

وعليه فإن الامثلة الواردة على الوزن السابق هي من شاذة ٌ فعلاً وإنما وضعت من قبل العروضيون لأنهم اذا لم يجدوا مثالاً من شعر العرب وضعوا شاهداً من عند أنفسهم وأن الابيات اللاحقة على هذا الوزن بعد وضعه جاءت على قصد اتباع شواذ القول , كما أن الوزن السابق لا فائدة منه الا اقتطاع البسيط من الدائرة الاولى (دائرة المختلف) وفي رأيي أن الدوائر ليست بشيءٍ من المهم التمسك والتقيد به وانما وضعت لتسهيل حفظ ومعرفة البحور الشعرية وأن الخليل انما وضعها اعتمادا على تقارب البحور الشعرية , والدليل على عدم أهمية الدوائر العروضية أن المولدين استنبطوا بحوراًكثيرة ً لم يعرفها الخليل ولم يستخدمها العرب.

2 - الطي:

حذف الساكن الرابع في (مستفعلن) فتصبح (مستعلن) والتي تقابلها عروضياً (مفتعلن).

وقد قالوا ان الطي مقبول في الشطر الاول فقط وقال آخرون أنه شاذ ومستقبح.

وأرى أن القول الاول لا معنى له لأن جوازه ومقبوليته في الشطر الاول تساويها في الشطر الثاني، هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى: ورود التفعيلة المطوية في امثلة كثيرة من شعر العرب في كلا الشطرين على حد سواء، ومنها قول كعب بن زهير:

قد ترك العاملاتُ الراسمات به ِ من الأحزة في حافاتهِ حُنُفا

وقول النابغة الذبياني:

أو أضع البيت في سوداء مظلمة ٍ تقيد العير لا يسري بها الساري

وقول الاعشى:

إنا نقاتلهم ثُمّتَ نقتلهم عند اللقاء وهم جاءوا وهم جهلوا

وقول كعب بن زهير:

يا ويحها لو أنها خُلةً صدقت ما وعدت أو لو أن النصح مقبول ُ

وكان الفرزدق يكثر من استخدم التفعيلة المطوية في شعره وقد حكم عليه المعري بأنه يتتبع شواذ الكلام ويأتي بكلامه على سوء النظم.

ومن أمثلة ورود الطي في جميع أجزاء البسيط:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير