3 - جعل همزة القطع وصلاً والوصل قطعاً: ومثاله قول الفرزدق في هجاء خالد بن عبدالله القسري:
وكيف يؤم الناس من كانت امهُ * تدينُ بأن الله ليس بواحد ِ
فقد جعل همزة القطع في (أمه) همزة وصل ٍ , وهذا كثيرٌ جداً وأقل منه جعل همزة الوصل قطعاً , ومثاله قول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت:
فلذا أغتربتُ في الشام حتى * ظن أهلي مرجماتُ الظنون ِ
فقد جعل همزة الوصل في (اغتربت) همزة قطع ٍ , ومثاله أيضاً قول الجواهري:
ولقد رأيت فويق دجلة منظراً * ألشعر لا يقوى على تحليله ِ
فقد قطع همزة (الشعر) الموصولة.
4 - تسكين المتحرك وتحرك الساكن: كقول أبي العلاء المعري:
وقد يقالُ عثار الرجل ِ إن عثرت * ولا يقالُ عثار الرَجْل ِ إن عثرا
فقد سكن الجيم في (الرَجُل) مع انها متحركةٌ وكذلك قول محمد مجذوب السوري:
كتلٌ من الترب المهين ِ بخرْبة ٍ * سكر الذباب بها فراح يعربدُ
فقد سكن الراء في (خَرِبَة).
ويكثر تسكين المتحرك في ضميري الغائب والغائبة (هو , هي) إذا سبقهما حرفا (الواو , الفاء) وأقل من ذلك اذا سبقهما حرفا (الهمزة , اللام) وهذا جائز في الشعر وغيره , ومن أمثلة ذلك قول أمرئ القيس:
فأخطأتهُ المنايا قِيس َ أنملة ٍ * ولا تحرّزَ إلا وهْو مكتوبُ
وقول أحمد شوقي في الهمزية النبوية:
نظمت أسامي الرسل فهْي َ صحيفة ٌ * في اللوح واسم محمّد ٍ طُغَراء ُ
وقول الشاعر:
ما لها الأيّام تبكي ما لها؟ * أهْيَ مثلي ضيّعت آمالها
أما تحريك الساكن فانه كثيرٌ جداً أيضاً ومنه:
أ-تحريك الحرف الساكن أصلا ً في الكلمة: مثل:
تباً لطالب دنياً لا بقاء َ لها * كأنما هيَ في تصريفها حُلُُمُ
فقد حرك اللام في (حلْم) الساكنة اصلاً.
ب-تحريك الياء بالفتح: كقول أمرئ القيس:
ظللتُ ردائي فوق رأسيَ قاعداً * أعدّ الحصى ما تنقضي عبراتي
ولا يجوز تحريك ياء حرف الجر (في) فلا يقال (فيَ البيت).
ج- تحريك ميم الجماعة: فإذا كان ما قبلها مضموماً حركت بالضم نحو (هُمُ) وان كان ما قبلها مكسوراً حركت بالكسر نحو (بهِم ِ) ولا يكون ما قبلها مفتوحاً.
ومثال ذلك قول المتنبي في رثاء جدته:
لئن لذ ّ يوم الشامتين بيومها * فقد ولدت مني لأنفهِم ِ رغما
فقد حرك ميم (أنفهم) بالكسر , وقول ابي طالب (ع):
قابلتُ جهلهُمُ حلماً ومغفرة ً * والعفو عن قدرة ٍ ضرب ٌ من الكرم ِ
فقد حرك ميم (جهلهم) بالضم.
د- كسر آخر الكلمة اذا كان ساكنا ً: لأن الساكن اذا حرك في اللغة العربية حرك بالكسر لأنها الحركة الأقرب الى السكون وهذا خاص بالروي فقط , وقد يكسر أيضاَ لإلتقاء الساكنين اينما كان , ومثال الاول , قول عنترة العبسي:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها * قيل ُ الفوارس ويكَ عنتر ُ أقدم ِ
فقد كسر ميم (اقدم) وهو فعل أمر ٍ مبني على السكون , وقول امرئ القيس:
تطاول َ ليلك َ بالإثمد ِ * ونام َ الخلي ّ ولم ترقد ِ
فقد كسر دال (ترقد) وهو فعل مضارع مجزوم بحرف الجزم (لم) وعلامة جزمه السكون.
ومثال الثاني , قول لبيد:
عفت ِ الديار ُ محلها فمقامها * بمنى ً تأبّد َ غولها فرجامها
فقد كسر تاء التأنيث الساكنة في (عفت) لالتقائها بالف (ال) التعريف الساكنة.
5 - تخفيف الحرف المشدّد: ويكثر استخدامه في روي القوافي المقيدة (المنتهية بحرف صحيح ساكن)
ولم يجيزوه ويستسيغوه في حشو البيت الشعري , ومثاله قول أمرئ القيس:
يُعل ّ به بردُ أنيابها * إذا النجم وسط السماء استقلْ
فقد خفف التشديد في (استقلّ).
6 - تخفيف الهمزة: وهذا كثير في الشعر وغيره ومثاله قول المتنبي:
تُهنّا بصور ٍ أم نهنئها بكا * وقلّ الذي صور ٌ وأنت لهُ لكا
فخفف همزة (تهنأ). وقد تخفف الهمزة لأجل الوزن تارة ً، كما في المثال السابق فهي متحركة بالضم وتخفيفها يعني تسكينها حفاظاً على الوزن ومنه أيضاً قول الفرزدق:
راحت بمسلمة َالبغالُ عشيّة ً * فارعَيْ فزارة ُلا هناكِ المرتع ُ
يريد: لا هنأك ِ.
وقد تخفف لأجل القافية تارة ً أخرى، وذلك في عند وقوعها في حدود القافية كقول الشاعر:
لبنان مجلى ً للجمال وجنّة ٌ * رسمت روائعها يمين الباري
فلا يمكنه استخدام كلمة (البارئ) دون تخفيف لاحتياجه الى الى قافية الراء المكسورة.
وكقول ابي تمام:
¥