ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 12:46 ص]ـ
أخي الفاضل (أبو أحمد) ..
لك مني خالص التحية والاحترام ..
القصائد التي أخلّت أو خرجت عن (قواعد الخليل الجامعة) ربما لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، والشذوذ يؤكد القاعدة ولا يلغيها
وفي الوقت الذي اتخذها بعضهم ذريعةً لهم، لحاجات في أنفسهم، فإننا يجب أن لا نعوّل على ذلك البتّة.
فماذا يعني وجود خلل في قصيدةٍ أو قصيدتين، لشاعر ما أو أكثر؟!
إن ذلك لن ينحرف بقاعدةٍ ثابتة، تواطأ عليها آلاف الشعراء، منتشرين في الزمان والمكان، بما يشبه التواتر في النقل.
إن الأخطاء التي وردت في قصيدة (عبيد بن الأبرص) أفدح مما رأيتَه في قصيدة (المرقش) المذكورة، لأنه جمع فيها بين مجزوء البسيط، والمخلّع، والرجز والمنسرح ...
فهل نتخذها إماماً، أو نتمحّلُ لها المخارج لإنقاذها من محنتها؟
وما المانع في أن يختلّ الوزن مرةً لدى واحدٍ من ألوف الشعراء، أو في قصيدة واحدة من قصائد ذلك الشاعر؟
أليس مثل ذلك الشاعر عرضةً للخطأ أو السهو؟
وأين العصمةُ لشاعرٍ ربما قال قصيدته مخموراً حتى الثمالة؟!
ألا يجوز أن تكون بعض تلك الأخطاء ناجمة عن جهلِ أو سهو النساخ والرواة؟
إن كل ذلك ممكن يا أخي، ولكنه لا يُشكّلُ ظاهرةً تجعلنا نشكك في جلّ ما جاءنا من شعر.
بورك فيك أخي، وأرجو أن لا تتردد في طرح ما يقدح الخواطر، ويجلو النواظر، ويزيد من ألق العلم والعلماء.
** معذرة لأخي الكبير الأستاذ خشان عن الخلل في نقل الشطر الأول من قصيدة أسامة عبد الرحمن، والذي يجب أن يكون:
لو يزرعُ [في] دربي بدْراً
وإن كنت على يقين أن ذلك لن يمرّ عليه.
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 12:17 ص]ـ
أخي واستاذي الكريم الدكتور عمرمخلوف،
غمرتني بلطفك عندما شجعتني على طرح ما يقدح الخواطر، ويجلو النواظر ... ، ولكن أرجو منك ان يتسع صدرك ويظل ميدانا يسرح فيه محبوك، وأنا منهم، لأنك ربما تجد فيما أطرحه ما يوحي لك بأنني كثير الإلحاح، وانا كذلك بالفعل، ولا يهدأ، في العادة لي بال حتى اصل إلى ما يريح بالي، ويشفي غليلي من الإجابة على التساؤلات التي ترد إلى خاطري.
ولا ادري من هؤلاء الذين اتخذوا ما سميتَه بالشذوذ ذريعة لهم، لحاجات في انفسهم، ولا ما هدفوا إليه من وراء ذلك، ولكن بالنسبة لي ليس لي من هذا الأمر إلا حب المعرفة، وصدق العاطفة نحو اجدادنا العظماء الذين اتهم نفسي أحيانا بالشوفينية بسبب محبتي لهم على علاتهم، إلا اولئك الذين أدركوا الإسلام الحنيف ونا صبوه ونا صبوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العداء السافروهم يعلمون تمام العلم صدقه الذي لا ريب فيه، ولكنها "لا تعمى الأبصارولكن تعمى القلوب التي في الصدور".أقول لحضرتك هذا لأطمئنك انني لست من اولئك الذين لديهم حاجات في انفسهم. الخلل الذي في قصيدة المرقش ـ ولم أسلم بعد في أنه خلل ـ وفي غير قصائد المرقش، ليس من المحتم علينا ان نعزوه إلى شرب الخمر بشكل قطعي ذلك لأن قصائد امريء القيس الذي اشتهرت عنه كثرة تناوله للخمر، وكثيرون غيره، لا نجد له، على حد علمي، بيتا من الشعر واحدا فيه خلل في الوزن.أما العرضة للخطا والسهو فهو امر وارد، ولكن في المقابل، تجد ان أولئك القوم ما قالوا الشعر إلا سليقة وطبعا، كما تعلم حضرتك، والأهم من ذلك ان القرءان الكريم أنزله الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقومه أبلغ اهل الأرض عبارة، وأفصحهم لسانا، وتحداهم بهذا، وهذا يدل أوضح ما يدل على سلامة سليقتهم واستقامة ألسنتهم وأوزان أشعارهم وامثالهم. وما دام الأمر ليس قطعي الثبوت ولا قطعي الدلالة في اتهامهم بالإخلال بالوزن فأرى أن لنا مخرجا آخر يتمثل في التفكرفي نشاة الشعر واوزانه، وهذا ما لا يتيسر لمثلي بل لمثلك، ولكن عندي ما أشترك فيه مع حضرتك لعلك ترى فيما اقول شيئا يستأهل الوقوف عنده ولو برهة من الزمن قصيرة. وهناك امر أود ان اذكره وهو أنني لا أتمكن من عرض أفكاري بطريقة منظمة فليُعنكَ الله عليَّ. بالنسبة للموضوع مدار البحث، خطر لي أن الكبار في السن الذين لم يسمعوا لا بالخليل ولا بتفاعيله ومنهم (الزجالون) يقولون اشعارهم ويتحاشوْا الوقوع في الزحافات والعلل وذلك بمط اصواتهم، وهذا ما يحدث معي انا أيضا حينما اترنم بأبيات من الرجزوتصادفني
¥