تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 01:31 م]ـ

أستاذنا د. عمرمخلوف، حفظك الله ورعاك،

أشكرك على الإجابة، وما قصدته بالنسبة لأشكال البحور ربما أسات في توضيحه. ما أردت معرفته هوما سبق وقلته حضرتك من أن للمتدارك عندكم ما يزيد على العشرين صورة، وأن للخبب ما يربو على ثلاثين، بينما أجد فيما بين يدي من مراجع تحصر هذه الأعداد من الأشكال في أقل من ذلك، وهذا ما قصدته باختلاف الروايات. هذا، وإني انتهز الفرصة لأطرح سؤالا آخر وهو: هل يجوز الحكم على أشعار من سبقوا الخليل بقوانين الخليل بصورة مطلقة أم علينا ان نأخذ في الحسبان نشأة الشعر وتطوره وارتقاءه عبر مئات السنين قبل الخليل ـ عليه سحائب الرحمة ـ؟، وان التفاعيل بعضها سابق للبعض الآخر في النشوء ولم تتميز عن بعضها إلا في عصور متأخرة، وبهذا ينتفي التعلل بغفلة الرواة أو سهو النساخ.؟

بوركت أيها الأخ الكريم، ومعذرة على إشغالك.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 12:27 ص]ـ

الأخ أبو أحمد

حياك الله ...

معلوم أن لكل بحر عدداً من الصور التي تندرج تصنيفياً تحت مظلته.

فللكامل الخليلي مثلاً تسع صور، وللطويل ثلاث، وللبسيط خمس (تامة ومجزوءة)، وهكذا بقية البحور، لم تتجاوز في مجملها ثلاثاً وستين صورة خليلية.

ولحسن الحظ، دأب الشعراء منذ عهد الخليل على ابتكار الصور الجديدة، حتى بلغت عندنا مئات الصور، والتي لم تجد من يلمّ شعثها على الرغم من أن معظمها يندرج تحت خيمة البحور الخليلية.

ونمثل لمثل هذا بما جاء على تام البحر الكامل على الضروب: (متفاعلاتن ومتفاعلانْ وفعِلاتانْ وفعِلانْ)

يقول أبو العتاهية:

فلينظر الرجلُ اللبيبُ لنفسهِ** فجميعُ ما هُوَ كائنٌ لا بدَّ آتِ

عشْ ما بدا لكَ أنْ تعيشَ بغبطةٍ ** ما أقربَ المَحْيا الطويلَ من المماتِ

ويقول أبو الحجاج بن عتبة:

انظرْ إلى القصَبِ الذي تهفو بهِ ** ريحُ الصّّبا وتُميلُهُ نحو الرؤوسْ

أوَما كَفاهُ شُربُهُ منْ طَلِّهِ ** حتى لقد جعَلَتْ غدائرُهُ تنوسْ

ويقول ابن الحسين الصنعاني:

نُبِّئْتُ أنكَ يا حسينُ هجوتني ** فعلامَ ذلك يا أبا عبد اللهْ

ومشورتي أنْ لا تُحرِّكَ ساكناً ** وإذا عزمتَ الأمرَ فاستَخِرِ اللهْ

وأخيراً يقول يزيد بن الصعقة:

يا أيها الملِكُ المَقيتُ أَما ترى ** ليلاً وصبحاً كيفَ يختلفانْ

واعلمْ وأيقنْ أنّ ملكُكَ زائلٌ ** واعلمْ بأنّ كما تدينُ تُدانْ

أما جواب سؤالك الثاني:

فقد استوعب الخليل جُلّ أشعار الأولين حتى عصره، واستنبط قواعده على أساسها، فكانت هذه القواعد جامعة مانعة، لا زالت حتى اليوم قادرةً على الحكم على وزن الشعر العربي قديمه وحديثه.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 12:38 ص]ـ

أستاذي خشان

حياك الله وبياك ..

يقول أحمد بهكلي:

أَتُسافرُ عنّا (أحمدْ) ** قالتْها أختُ الفرقدْ

والدمعُ يُلعثمها ويَدٌ ** لا شُلَّتْ نحوي تمتدْ

وتولّتْ عني خافضةً ** طرْفاً مكسوراً مُجهَدْ

وللبردّوني:

نسَبي راياتٌ حُمْرٌ ** وفتوحاتٌ ذهبيّهْ

فلماذا تستغْربُني ** هذي الزّمَرُ الخشبيّهْ

ومثل ذلك كثير.

هذا بالنقصان، وإن شئت بالزيادة، فلأسامة عبد الرحمن:

لو يزرعُ دربي بدْراً ** يتَلألأُ في ليلِ متاهاتي

لكنّي أسرقُ ليلاً مِنْ ** شجَرِ الخلْدِ جميعَ الثمَراتِ

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 10:59 ص]ـ

ولحسن الحظ، دأب الشعراء منذ عهد الخليل على ابتكار الصور الجديدة، حتى بلغت عندنا مئات الصور، والتي لم تجد من يلمّ شعثها على الرغم من أن معظمها يندرج تحت خيمة البحور الخليلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي الكريم الدكتور عمر مخلوف،

ما أوضحتَه هو ما كنت أسعى إلى معرفته بالنسبة لما استحدثه الناس بعد الخليل، وهذا ما يوضح أسباب الاختلاف في أعداد هذه الصور. أما بالنسبة للحكم على أشعار من سبقوا الخليل بقوانين الخليل فما عنيته أبعد من الإجابة التي تفضلت عليَّ بها. لقد رميتُ من وراء تساؤلي هو فهم ما رُوي، مثلا، عن قصيدة المرقش الأكبر، ووصفها أن بها خللا في الوزن عند من عدَّ القصيدة من السريع، وإليك الأبيات المعنية،أبدؤها بمطلع القصيدة، ولو انك، لا بد، تعلمُها:

هل بالديار ان تجيب صمم = لو كان رسم ناطقا كلّمْ

وديارُ أسـ /ماءَ التي تبلتْ = قلبي فعيني ماؤها يُسجمْ

ماذا علينا أن غزا ملكٌ = من آل جفـ /نة ظالمٌ / مُرغمْ

الواضح أن أول البيت الثاني "مُتَفاعِلن"،والحشو من عجز البيت الثالث "مُتَفاعِلن" أيضا. وكما هو معلوم عن الرجز السريع انه لا يحتمل دخول"مُتَفاعِلن"عليه بدلا من " مستفعلن" من هنا، حكم المعري وغيره على اختلال الوزن اعتمادا على قواعد الخليل، والبعض يُرجع ذلك إلى غفلة راو او سهو ناسخ،ولو ان الغفلة تُقبل اكثر عند الحذف أو التصحيف لا عند التثبيت.

ولكن .. ألا يحق لنا أن نذهب إلى أن ذلك لم يكن خللا أو سهوا ونبحثَ فيما إذا كان الأمر يتعلق بالعلاقة، التي ربما تكون وثيقة، بين التفعيلتين زمن نشوءٍ أو إيقاع موسيقى، وأن الشعراء، حينذاك، لم يعتبروا ذلك خللا وإنما بداية انتقال من" مستفعلن"إلى "مُتَفاعِلن"أو العكس؟. هذا ما أتطلع إلى البحث فيه دون أن اقصد إلى إشغال وقتك الثمين في أمر ربما يكون معروفا للكثيرين وأنا اجهله، أما إذا كان لديك من الوقت ما يمكن ان تتكرم به على متطفل مثلي فلا بأس، ولك جزيل الحمد والثناء، وشكرك لا اقدر عليه لأن الشكر، كما تعلم حضرتك، يكون بالعمل لا باللسان.

بارك الله لك ولنا في علمك واتساع مداركك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير