ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 01:41 ص]ـ
.. ألا يكون كلام الوليد صحيحا و يكون قد قصد الأوزان من ناحية الموسيقى .. يعني أنهم كانوا يعرفون هذه البحور من خلال الألحان .. الكثير من الشعراء سواء شعراء الشعر الفصيح أو الشعر النبطي الذين لا يعرفون العروض .. يكتبون الشعر على الألحان .. و قد لاحظت أنه عند إضافة سبب خفيف أو أكثر على وزن ما فإنه لا ينطبق نفس اللحن على الوزن الجديد .. ألا يفسر لنا هذا أن الأعاريض و الأضرب إنما هي ألحان مختلفة تم كتابة الشعر عليها .. و الخليل قام بتحويل هذه الألحان على شكل تفاعيل عروضية .. و الوليد قصد الألحان المختلفة التي يعرفونها .. و لا أعتقد أن العرب كانت تكتب على غير طريقة الألحان و الترنم .. شكرا لكم:)
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 09:43 م]ـ
أخي منصور
إن كل ما قلته صحيح قلبا وقالبا، وإلا فكيف تعرف العرب القدماء على البحور والتزموا بها ولم نجد أحدا منهم تنقل من بحر إلى بحر أو خلط بين الضروب في قصيدة واحدة. لكن هذه المعرفة هي مما يدخل في باب الممارسة العملية والتدريب الذي يكسب المرء بالمران نوعا من السليقة، فتجده ينظم شعرا صحيحا، ثم هو بعد ذلك يعرضه على الغناء فإذا استقام على اللحن علمت أنه أصبح سائغا وتحقق له الذيوع والانتشار. هكذا إذن عرف العرب الشعر قبل الخليل، ووضعوا لأوزانه الشائعة توصيفات خاصة بها، وهذه التوصيفات أو الأسماء لا تعدو أن تكون الشفرة الإيقاعية التي ما إن يسمعها المرء حتى يستعيد في ذهنه إيقاع الوزن المقصود، كما نقول نحن في الشام: تغنى (عتابا) ونحن نقصد أبياتا على بحر الوافر. وكما نسمى في بادية فلسطين أنواعا من القول مثل: الرزع والبدع، والأول هو وزن البسيط والآخر على وزن الخبب.
لكن هذا كله يعود إلى الجانب التطبيقي من الموضوع، وقد مارسته في محاولاتي الأولى لكتابة الشعر الموزون، وهو ما يمارسه شعراء الشعر العامي والنبطي.
وأما ما فعله الخليل رحمه الله واستحق عليه الريادة، فهو أنه أخضع هذه الظاهرة الموسيقية التي كانت معروفة عند الوليد وغيره في نطاق العلم. وهذا العلم لم يكن معروفا عند العرب قديما، ولأن ابن فارس كان يؤمن بالنظرية التوفيقية في العلوم كافة افترض بأن هذا العلم كان معروفا في الأزمان الغابرة، وربما حسبه مما تعلمه آدم حين علمه الله الأسماء كلها. ومع ذلك فإن ابن فارس لم يكن ينكر أولية الخليل في إحياء علم عفا عليه الزمن منذ ما لا يكاد يحصى من القرون، أي منذ كانت تسمى اللغة السامية الأم، وقبل أن تتشكل منها اللغة العربية التي نتكلم بها منذ نحو قرنين قبل الإسلام كما قال الجاحظ.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 10:29 م]ـ
وهذه أيضا من المحاولات الحديثة في تعلم الوزن، وهي استمرار للفن التطبيقي الذي كان يمارس منذ أيام الوليد، وهو على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31331
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 02:26 م]ـ
وهذه أيضا من المحاولات الحديثة في تعلم الوزن، وهي استمرار للفن التطبيقي الذي كان يمارس منذ أيام الوليد، وهو على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31331
.. هل أخطأت في الرابط أستاذ سليمان؟ .. هذا موضوع قديم لي كتبته .. حاولت فيه تبسيط العروض من خلال رابط الأجزاء المتشابهة في الأوزان في بداية البيت .. و بهذا يتوصل الطالب إلى تحديد عدد معين من الأوزان ثم يستنتج الوزن المطلوب .. و لعل هذا الموضوع يمكن أن يتوسع أكثر من ذلك .. شكرا لك أستاذ سليمان .. و لكن ما رأيك لو قمت بتطبيق عملي على تلك العبارة التي قلتها في الرد السابق من أن زيادة السبب الخفيف على الوزن يؤدي إلى تغير اللحن .. سأقوم بوضع موضوع و أطبق فيه لحن معين على وزن ثم أطبقه على نفس الوزن بإضافة سبب خفيف .. و بهذا نتحقق من أن الأعاريض و الأضرب هي فقط مجرد ألحان متنوعة .. العجيب أن الشعر النبطي يكتبون على العديد من الأوزان و لا يتقيدون بأوزان معينة كما نتقيد نحن .. لا أعتقد أن هناك سبب يفسر ذلك إلا أن شعراء الشعر النبطي يقومون باختراع اللحن مع اختراع الوزن .. و مسألة التلحين تسهل الكتابة على الوزن أكثر فكم وزن هو في التلحين أجمل منه في النطق العادي. شكرا لك أستاذ:)
ـ[الباز]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 10:53 م]ـ
ليست رواية الوليد رواية يتيمة في هذا الصدد
فقد جاء في السيرة أيضا رواية أخرى مشابهة:
قال: لقيت رجلاً بمكة يزعم أن الله أرسله على دينك. قلت: ماذا يقول الناس فيه؟ قال:
يقولون إنه شاعرٌ وساحرٌ وكاهنٌ. (قال: وكان أنيس أحد الشعراء وفي رواية عنه: والله ما سمعت بأشعر من أخي أنيس - لقد ناقض اثنى عشر شاعرا في الجاهلية أنا أحدهم) ..
فقال أنيس: لقد سمعت قول الكهانة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشّعر فلم يلتئم، وما يلتئم والله على لسان أحد بعدى أنه شعرٌ، ووالله إنه لصادقٌ وإنهم لكاذبون
وبملاءمة الروايتين نستنتج أن الذين كانوا يعرفون أوزان الشعر
هو صفوة المجتمع (الشعراء وبعض الكبراء) وأن عامة الناس لم تكن تفرق بين الشعر والنثر؛ فبمجرد سماعهم لما يظهر فيه السجع يظنونه شعرا وإلا لما اتهموا الرسول
صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر، بينما الذين قلت أنهم الصفوة -تجوزا-
كانوا يقومون بعرض القرآن على أوزان الشعر محاولة منهم لاكتشاف أيّ تطابق فيه مع أيٍّ منها مما يعني أنهم كانوا يعرفون الأوزان وأنواعها (حتى ولو لم تكن معرفة اصطلاحية) ..
وأنا هنا أكاد أجزم أن قول الشعر على البديهة دون معرفة الأوزان
ضرب من المستحيل لأننا لم نسمع أبدا بشاعر قال شعرا دون أن يُطرق برهة ليوائم كلامه على أحد أوزان الشعر ..
¥