[رثاء العلامة ابن جبرين]
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 12:46 ص]ـ
كتبت هذه القصيدة في رثاء العلامة ابن جبرين رحمه الله و قد تلاحظون فيها تكرر ورود الرافضة فيها لما كان من تصدي الشيخ لهم و لتكفيرهم الصحابة الكرام حتى كفرهم الشيخ غير آبه بما قد يصله من أذاهم حتى إنهم قد ائتمروا بقتله حين ذهب لتلقي العلاج في ألمانيا و لكن الله أحبط مخططاتهم - أحبط الله أعمالهم - فأترككم مع القصيدة
رثاء العلامة ابن جبرين رحمه الله
اهتزتِ الأرضُ من تحتي و ما حملتْ ... منَ الجبالِ وفاضَ البحرُ و النهَرُ
وأسبلتْ دمعَها السماءُ و احتجبتْ ... حواجبُ الشمسِ حزنًا واختفى القمَرُ
والطيرُ ما غرِدتْ فوقَ الغصونِ وما ... تفتّحَ الزهْرُ بل ما أورقَ الشجَرُ
فدارَ في خلَدي أنْ قد ثوى جبلٌ ... فعُذتُ من شرِّ ما يأتي به القدَرُ
حتى أتى الخبرُ اليقينُ أنّ يدَ الـ ... يقينِ قد خطفتْ ذا الطاهرَ الأثَرُ
مضى ابنُ جبرينَ عنّا حينَ علّقنا ... بحبِّه ويحَ قلبي كيف يصطبرُ
قدِ امتطى صهْوةَ العلمِ فبلّغَ ما ... بلّغه خيرُ منْ أنجبتِ البشرُ
و راحَ يدفعُ عن أصحابِ أحمدَ لا ... يخشى الروافضَ ما زنوا وما غدروا
كم درسِ علمٍ حللتمْ فيه معضلةً ... وشبهة ٍ كُشِفتْ مصيرُها سقَرُ
من للفقيرِ وأصحابِ الشفاعةِ بعْـ ... دكم وما لكَ فيما عندَهم وطَرُ
ومن لشيخٍ عفيفٍ كنتَ تطعمُهُ ... سِرًا فلا كسرَ قلبٍ فيه أو بطَرُ
تبكيك عينُ الهدى والصالحون إذا ... رأوا مكانَكَ خالٍ منك فادّكروا
تبكيك كِلْمةُ حقٍ ضلَّ آسرُها ... و هانَ ما في سبيلِ الحقِ تنتظِرُ
اهنأْ أبا مُرَةٍ هدَّكَ من ثلَمٍ ... في الدينِ لا رؤبةٌ له ولا حجَرُ
اهنأ و حزبَك بشِّر إذْ به ائتمروا ... كما بأحمدَ أهلُ مكةَ ائتمروا
يا ربِّ لوكان ضيفي كنتُ مكرمَه ... و أنت أكرمُ معطٍ ما له خطَرُ
بلِّغه مقعدَ صدقٍ وارضَ عنه كما ... نالَ رضاك أبوبكرٍ كذا عمَرُ
وصلِّ ربِّ على محمدٍ و على الْ ... آلِ و أصحابِه و من به ائتثروا
ما دام رافضةٌ في الأرضِ وانتقصوا ... من بانتقاصهمُ تقاتهم كفروا
رثاه محب آل البيت والصحابة: أبو الطيب النجدي 4/ 8/1430 هـ
ـ[زينب هداية]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 03:18 م]ـ
تبارك الله ... قصيدة رائعة
اللّهمّ صلّ على الحبيب محمّد ... صلّى الله عليه و سلّم.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 05:18 م]ـ
هذه قصيدة عدة أبياتها تسعة عشر بيتا أحصيت من بينها عشرة أبيات وقع فيها زحاف مستثقل كالخبن الذي قال عنه أبو العلاء المعري: "والجزء الثالث من البسيط أي حرف سقط منه بان فيه (لصاحب الذوق) وليس كذلك غيره من الأجزاء، كقول الأعشى:
علقتها عرضا وعلقت رجلا = غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
فقوله: (وعلقت) هو الجزء الثالث، وقد أصابه الخبن ... ولو أصابه الطي كان أبشع وهو (كالمفقود في شعر العرب). فإن أصابه الخبل فهو أشنع وذلك كالمفقود في شعر العرب أيضا. على أن الخليل قد أجازه في الأجزاء السباعية كلها من هذا الجنس".
وقد لاحظت أن الأخ النجدي في مرثيته قد تجنب الخبل، وشاهده الذي ذكره الخليل:
وزعموا أنهم لقيهم رجل = فأخذوا ماله وضربوا عنقه
سؤالي للشاعر: هل قبلت أذنك الموسيقية كل هذه الزحافات التي كادت تندثر بعد عصر الخليل، بل ربما تلافاها تماما الشعراء في العصر الجاهلي ولم توجد في أشعارهم؟ أم أنك جاريت فيها نماذج من الشعر في عصر كانت تقبل آذان الشعراء فيها تلك الزحافات. فإن كانت الأولى فلماذا تجنبت الخبل في هذه القصيدة التي يمكن أن أرشحها للقب مجمع الزحاف؟!
وأيضا لم التجأت إلى التدوير في هذا البحر الذي يندر التدوير فيه .. وهل كان ذلك لغايات بلاغية معينة؟
كل ذلك لا ينقص من إعجابي بقصيدتك الرائعة، ومع ذلك فسوف أحرص على تتبع تطورك الشعري لأرى إن كان سيستمر هذا النهج عندك أم سنشهد تحولات تناسب ما اطرد عليه النظم في هذا العصر.
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 06:06 م]ـ
بارك الله فيكما أستاذيّ مريم و سليمان
و الحق أنني ما كنت أطمع أن أشرُف بتعليقيكما الثمينين و لكن الله قدّر فله الفضل من قبل و من بعد
أستاذي الكريم سليمان أشكر لك اهتمامك بقصيدتي و دراستك لها وزنًا ما كان له أثر كبير في نفسي و أطلعني على أشياء لم أكن أعرفها في العروض
أما قولك أستاذ سليمان فيما لو وقع الخبن في الجزء الثالث صار مستثقلا فلعل أكثر ما أحصيت من الأبيات لا تحوي خبن الجزء الثالث فيها
على أني لا أجد ثقلا في ما يقع فيه الخبن بل أراه كغيره من أبيات البحر مع اختلاف بسيط لا يذهب بموسيقاه و لا أعلم لماذا فقد أكون كما قال المعري بالاقتضاء: لست بصاحب ذوق ( ops
و أما قولك إن الشعراء الجاهليين قد أهملوه فلعل في ظهور بحور غير بحور الخليل ما يشفع لي فيما ركبت!!؟؟
وصدقني أستاذي إنني لم أتقصد امتطاء هذه الزحافات و لم أعلم بها إلا منك و ما كنت لأميز بين بيتين أحدهما سالم و الآخر محشو بالزحافات سماعاً و لكن أستطيع معرفة البحر الذي ينتميان إليه
و أما تسميتك لها بمجمع الزحافات؛ فأضحك الله سنك و أيامك حيث أضحكتني و أكرم بها من تسمية و لعل عقيقتها تكون الأسبوع القابل حيث سأضحي بأحدهم هجاءً!!: D
و لم أفهم معنى التدوير؟؟
أهو اتفاق تفعيلة الضرب مع تفعيلة العروض؟؟
إن كان كذلك فلعل الغرض موسيقي لا غير
و أشكرك على حرصك الذي ولا جرم سيكون حافزا لأن أكتب مستقبلا بنظرة مبنية على ما استفدت من نقدك
¥