تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فداك نفسي يا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ]

ـ[الحياة مستمرة]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 06:31 م]ـ

:::

إن الشعر ليس كلام ينظمه المرء من عنده فحسب، بل هو أعمق من ذلك بكثير ..

إنه لتعبير عن مكمون ما، ويعتبر رسالة في حد ذاته إلى من هم حولك، وتتخذه عادة لتعبر به عما يعجزوصفه عندك، قد يكون فرحا أو حزنا، أو حادثة قد دخلت شغاف قلبك، فألهمت بذلك كلاما غير عادي، ومخرجا لكلام غير معروف لديك مسبقا، فبذلك يتأثر ويستشعر من هم حولك بمنظومك الشعري ذاك، وهذا ما حدث معنا هنا، لنتمعن جيدا ذلك.

جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، ذات يوم، أب كبير السن، يشكو إليه عقوق ولده، فقال:

يا رسول الله كان ضعيفا ًوكنت قوياً، وكان فقيراً وكنت غنياً، فقدمت له كل ما يقدم الأب، الحاني للابن المحتاج،ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي، وكان غنياً وأنا محتاج، بخل علي بماله، وقصّر عني،بمعروفه ثم التفت إلى ابنه منشداً:

غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً ... تعلُّ بما أدني إليك وتنهلُ

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ... لشكواك إلا ساهراً أتململُ

كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقتَ به دوني وعيني تهملُ

فلما بلغت السن والغاية التي ... إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّلُ

جعلت جزائي منك جبهاً وغلظة ً ... كأنك أنت المنعم المتفضلُ

فليتك إذ لم تَرعَ حق أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعلُ

فأوليتني حق الجوار ولم تكن ... عليّ بمال دون مالك تبخلُ

فبكى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك ...

أقول النبي صلى الله عليه و أله وسلم لا يبكي إلا لأمر عظيم وقلائل هذه المواقف التي يبكي فيها فانظروا إلى عظمة بر الوالدين عند النبي صلى الله عليه وأله وسلم وفي الإسلام

فلنبر والدينا ولندعو الله لهم، من كان حيا فليطل الله في عمره، ومن كان منهم ميتا فليرحمه ويتجاوز عن سيئاته، إنه ولي ذلك والقادر عليه

وهذه القصيدة والقصة هي السبب في مقولة

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنت وما تملك ملكا لأبيك ..

وأصبحت قاعدة شرعية في كل المحاكم الإسلامية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير