تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علة البتر في بحر الرمل]

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 09:42 ص]ـ

ظاهرة بتر الوتد هي من العلل التي أشار إليها الخليل بمسميات عديدة؛ فهي في (فاعلاتن) في المديد (على غير مذهب الزجاج)، و (فعولن) في المتقارب تسمى البتر، (والأبتر ما قطع وتده بعد حذف سببه). وفي (فاعلاتن) المحذوفة في المديد (على رأي الزجاج)، و (فاعلن) في البسيط و (متفاعلن) في الكامل و (مستفعلن) في (مجزوء البسيط) والرجز، تسمى القطع، (والمقطوع ما أسقط ساكن وتده وسكن متحركه). وفي (فاعلاتن) في الخفيف،وكذلك في المجتث (عند بعض العروضيين)، تسمى التشعيث، (والمشعث ما سقط أحد متحركي وتده).

وقد اخترت للدلالة على هذه الظاهرة في عموم صورها مصطلحا واحدا هو البتر.

ولم يذكر الخليل البتر في الرمل، ولكن الشواهد الغزيرة التي جاء بها د. عمر خلوف على بحر الرمل تدلنا على تحقق هذه الظاهرة فيه بشكل واضح وجلي.

فالشكل الرابع من المسدسات عنده، وهو:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن = فاعلاتن فاعلاتن فاعلن

له ضرب أبتر، جعله الخامس من المسدسات، نحو قوله:

حبّذا المرجَةُ ذاتُ الشّرَفَيْنِ = صادَتِ الناسَ بصدْر البازِ

وأما البيت الثالث من الرمل عند الخليل، وهو:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلن = فاعلاتن فاعلاتن فاعلن

فقد أورد له د. خلوف ضربا أبتر نحو قوله:

كم على صَبٍّ جَنَتْ وجنَتُهُ = وسَباهُ الغَمْزُ بالعَيْنَيْنِ

وكذلك عروضا وضربا أبترين، نحو قوله:

ورعى الجامعَ رَحْبَ النادي = كم بهِ منْ غُصْنِ عِلْمٍ راقِ

وأما الضرب السادس من الرمل عند الخليل وهو:

فاعلاتن فاعلاتن = فاعلاتن فاعلن

فقد أورد د. خلوف شاهدا على بتر وتده، ولكنه سها عن عده شكلا خامسا من المربعات، ومع ذلك فقد ألحقه خطأ بالشكل الرابع عنده وهو قوله:

في دِيار القومِ آثا=رٌ لقومٍ ماتوا

ومَضَوا يا لَهْفَ نفسي=لأُناسٍ فاتوا

فهذا الشكل يجب أن يكون على التفعيل التالي:

فاعلاتن فاعلاتن = فاعلاتن فعْلن

هذا ما بدا لي أن أعلق به على جهود الدكتور عمر خلوف في إخراج كنوز الشواهد العروضية من مخابئها والتي أفادتنا في تصحيح كثير من الظواهر التي لم يلتفت إليها الخليل في عروضه، فهذا العروض مع أنه ولد كاملا، إلا أن نموه لم يتوقف بعد موت الخليل.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 12:16 ص]ـ

بمثل عينك الناقدة يا أبا إيهاب آمن على نفسي من العثرات ..

جزيت خيراً، وبارك الله فيك.

وأود الإشارة هنا إلى الشكل العاشر من المربعات، حيث جاء البتر فيه عروضاً وضرباً.

10 -

فاعلاتن فعْلن=فاعلاتن فعْلن

يقول الصنوبري:

مَنْ رأى لي خِشْفا=بابِليّاً طَرْفا

كسْرَويّاً شكْلاً=قيصريّاً ظَرْفا

لابِساً في كفٍّ=يا فَدَيْنا الكفّا

خاتماً مسلولاً=كادَ سَلاًّ يَخْفى

قلتُ: ماذا يُدعى=اَلْمُحلّى لُطْفا

قال: هذا يُدعى=ضُمّني لا أُطْفا

ـ[خشان خشان]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 12:23 ص]ـ

تتلمذت وأتتلمذ على قطبي العروض أستاذيّ د. عمر خلوف وسليمان أبو ستة، وتعجبني الدرجة المتقدمة من شمولية تناولهما. على أني أميز فيهما معالم اتجاهيين ربما يؤسس كل منهما لفرع من الرؤية العروضية مختلفا عن الآخر.

فلدى أستناذي سليمان توجه إلى التقعيد، والتقعيد بطبيعة الحال يميل إلى الأخذ بالأعم الأغلب. كما يتضح ذلك من كتابه (نظرية في العروض العربي)، شأنه في ذلك شأن علماء النحو الذين لولا أخذهم بالأعم الأغلب لربما كان النحو على حال مختلف عما هو عليه اليوم، حال تغمرها التفاصيل والتفريعات.

وأما أستاذي د. عمر خلوف فيجمع إلى هذه الدرجة من الشمولية ميلا إلى استقصاء شوارد الشواهد وإحاطة بها واتخاذها مرجعية. لدرجة أجد فيها أحيانا تعارضا بين توجهين عنده توجه التعميم وتوجه الأخذ بالنادر.

وأكرر دوما أن الحمد لله أن أستاذي د. خلوف لم يكن نحويا في عصر تقعيد النحو وإلا لكان أتعب من جاء بعده.

أجدني أقرب إلى نهج أستاذي سليمان، ولكني أراه ينحاز عنه إلى النادر من شواهد أستاذنا د. خلوف.

وهنا ملاحظة على انتهاء الصدر بسببين بغض النظر عن التوصيف التفعيلي لهما، لاحظت اطرادها في بحور الشعر الخليلية وما أحسبها إلا معبرة عن خاصية أصيلة من خواص العروض العربي، رغم الخروج عليها استثناء بتفاوت بين درجة ندرة الشواهد، ولئن كان ذكر شواهد الخروج على هذه القاعدة المطردة جدا واردا، فالحق أن يشار إليها كشذوذ على القاعدة، أما أن توضع هذه الشواهد على نفس الدرجة من المرجعية مع القاعدة التي تشمل الأعم الأغلب فربما كان فيه إجحاف بالقاعدة العامة.

الرقم 4 (السببان الخفيفان = 2 2 = 4) في آخر الصدر:

رجوعا إلى جدول البحور:

ط§ظ„ط£ط¹ط§ط±ظٹط¶ ظˆط§ظ„ط£ط¶ط±ط¨ â€ژ(alarood)â€ژ (http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/23-alaareed-wal-adhrob)

4 = 2 2 لا تجيء في آخر الصدر - في غير التصريع - إلا في حالتين وذلك حيث يخلو الوزن من الرقم 2 (وهما أشبه بالحالة الواحدة):

أ – مجزوء الوافر.

يأتي آخر الصدر في القصيدة الواحدة أي من 3 1 3 = 3 ((4) و 3 2 2 = 3 4

يجوز انتهاء عجز القصيدة الواحدة إما ب 3 1 3 = 3 ((4) أو 3 2 2 = 3 4 ولا يتجاوران في آخر عجز ذات القصيدة (التزاما بالقافية)

ب- الهزج:

وما تقدم يعتبر من استئثار هذين البحرين.

وفي سواهما لاتأتي 4= 2 2 في آخر الصدر (مستقرة) على الأعم الأغلب. وإنما ينتهي الصدر دوما ب

3 1 3 = 3 ((4) ويتنهي عجز القصيدة الواحدة إما ب 3 1 3 = 3 ((4) أو 3 2 2 = 3 4 (التزاما بالقافية)

وبتوصيف التفاعيل إن الصدر ينتهي بمفاعلَتن (أو ما يعادلها علن فعلِن) في منطقة عروض البسيط، بينما ينتهي العجز إما بمتَفاعلن (أو ما يعادلها) أو متْفاعلن (أو ما يعادلها .. علن فعْلن) في منطقة ضرب البسيط

وتفصيل ذلك في القاعدة رقم 7 في الرابط الذي يقدم بعضا من القواعد العامة للعروض العربي.

ظ‚ظˆط§ط¹ط¯ ط¹ط§ظ…ط© â€ژ(alarood)â€ژ (http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/qawaed)

وما ينطبق على السببين في آخر الصدر (غير المصرع) يفترض أن ينطبق من باب أولى على الثلاثة أسباب.

والله يرعاكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير