[سؤالان في المديد]
ـ[خشان خشان]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 11:18 ص]ـ
قصيدة الشنفرى الأزدي التي مطلعها
إِنَّ بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ ..... لَقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ
وعروض القصيدة صحيحة وضربها صحيح كلاهما فاعلاتن
استرعى انتباهي أن القصيدة التي تبلغ أبياتها 28 بيتا ندر فيها خبن فاعلاتن التي في العروض والضرب فهي:
1 - وردت مخبونة في العروض مرتين في قوله
خَلَّفَ العِبءَ علَيَّ وَوَلّى ..... أَنَا بِالعِبءِ له مُستَقِلُّ
2 3 2 1 3 1 3 2 .................................
بَزَّنِي الدَّهرُ وكانَ غَشُوماً ..... بِأبِيٍّ جَارُهُ ما يُذَلُّ
2 3 2 1 3 1 3 2 ..............................
2 - لم ترد مخبونة في الضرب.
3 - في البيتين اللذين وردت فيهما فاعلاتن مخبونة في الضرب وردت قبلها فاعلن مخبونة كذلك.
فاعلاتن فعلن فعلاتن
ورجائي من أساتذتي الأفاضل هو استعراض ما لديهم من قصائد المديد التي على هذه الصورة صحيحة العروض والضرب والتي وردت في العصور من الجاهلي للعباسي واستقصاء مدى ندرة أو انتشار هذا النمط.
****
وردت هذه الأبيات ليحيى بن زياد الحارثي
إن شيب الرأس بعد الشباب .... لنهى عن جامحات التصابي
إنما الشيب سهام المنايا .... ولذي الصبوة أدنى العتاب
مرحباً بالشيب من زائرٍ .... وسقى الرحمن شرخ الشباب
ما يازال الدهر يرمي الفتى .... كل حينٍ بسهام صياب
ببياض الرأس من بعدما .... كان عمراً كجناح الغراب
أو بنقض بان في قوةٍ .... بعد تأييد الفتى ذي الشغاب
أو بأفراد امرئٍ ربما .... كان في ما نابه ذا حجاب
لو استثنينا البيت الأول المقفى (وربما المصرع)، فإن البيت الثاني قد انفردت عروضه دون الأبيات بورودها صحيحة (فاعلاتن)
بينما أعاريض بقية الأبيات محذوفة (فاعلا)
فما قولهم في ذلك؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 10:05 م]ـ
أخي خشان
- حول السؤال الأول:
هذا ما كتبته قبل نحو سبعة عشر عاما حول بحر المديد، وحتى الآن لم أجد إجابة وافية على تساؤلي الذي طرحته اليوم من جديد. فعسى الله أن يقيض لهذا الأمر من يقدم له الجواب الوافي والكافي:
(5 - 8) /. ـ / /. ـ /. ـ / المديد
وهذا النسق هو الذي مثل له الخليل بالشاهد التالي من قول المهلهل:
يا لَبكرٍ أنشروا لي كُليبا يا لَبكرٍ أينَ أينَ الفِرارُ
وعليه القصيدة المنسوبة لتأبط شراً، وأولها:
إن بالشِعبِ الذي دون سَلْعٍ لقتيلاً دَمُه ما يطلّ
خلف العبء علي وولّى أنا بالعبء له مستقل
والنسق الإيقاعي الذي يفترض أن يطرد عليه النظم ليصبح سائغاً في الذوق هو:
/. ـ /ِ /ِ. ـ /. ـ /
والملاحظ في النماذج الواردة على هذا النسق، وهي قليلة، أن الشعراء لا يلتزمون بسط السبب الثاني من التشكيل السببي الثنائي، كما في قوله:
لَقَتيلاً دَمُهُ ما يَطِلّ
ومع ذلك نلاحظ ارتباطاً شبه وثيق بين قبض هذا السبب وبين بسط السبب المفرد الذي يليه، وهو في الحشو. فقد عدت إلى قصيدة تأبط شراً لأجد أن من بين أبياتها الستة والعشرين بيتين فقط لا يتحقق فيهما هذا الارتباط، وهما:
2 - خلف العبء عليّ وولّى أنا بالعبء له مستقلّ
6 - بزّني الدهرُ وكان غَشوماً بأبيّ جارُه ما يذِلّ
ولخلف الأحمر قصيدة من سبعة وأربعين بيتاً على هذا الوزن والروي، وقد عدت إليها في الأشباه والنظائر فوجدت الارتباط الذي ذكرت متحققا في أبياتها جميعاً.
- حول السؤال الثاني:
ليس في العروض الخليلي هذا البيت:
فاعلاتن فاعلن فاعلن = فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
(العروض: فاعلن، والضرب: فاعلاتن)
ولذا من المرجح أن يكون البيتان الأولان من قصيدة، وباقي الأبيات من قصيدة أخرى. (ولا ننسى أن يحيى بن زياد قد توفي سنة 160هـ؛ أي أن الخليل ربما اطلع على قوله في قصيدتين اثنتين لا في واحدة ولذلك لم نجد له ولا لغيره تعقيبا على هذا الشذوذ).
ثم لكي يستقيم القول على البيت الثاني من المديد يجب أن تكون الأبيات المذكورة التي اعتبرناها من قصيدة أخرى، موقوفة (فاعلانْ)، فهل عدت يا أخي إلى ديوان زيد المطبوع المحقق، إن كان ثمة ديوان له تلك الصفة، ونقلت لنا رأي المحقق حول هذه الأبيات التي أثبتتها الموسوعة الشعرية بغير تثبت.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 11:01 م]ـ
شكراك لك أخي وأستاذي الكريم سليمان أبوستة
الأبيات وجدتها بنصها ذاته الذي ورد في الموسوعة في كتاب الدكتور محمد الطويل (في عروض الشعر العربي). وليس لدي ديوان زيد.
ملاحظة ونصيحة أخوية أرجو أن يتسع لها صدرك.
والنسق الإيقاعي الذي يفترض أن يطرد عليه النظم ليصبح سائغاً في الذوق هو:
/. ـ /ِ /ِ. ـ /. ـ /
والملاحظ في النماذج الواردة على هذا النسق، وهي قليلة، أن الشعراء لا يلتزمون بسط السبب الثاني من التشكيل السببي الثنائي
يعلم الله كم مرة رجعت لكتابك لأتذكر مصطلحي القبض والبسط (ورسخا في ذهني بعد لأي) والرموز ورغم ذلك فقد وجدتني متوجسا من التدقيق فيما تعنيه ولكني جمعت شجاعتي وفعلت.
قد تقول والرقمي من يفهمه والحق معك، والجواب أن الرقمي يفهمه من درسة وهم ندرة، وهنا الأمر كذلك. أعرف أن الأمر في غاية الوضوح واليسر لك، وكذلك لي بقليل من الصداع، ولكن لو سألت المشاركين الكرام من منهم فهم معناه بيسر فربما يتأكد لك أن كثيرا من الدر الذي حواه كتابك القيم محجوب بما لا يألفه القارئ.
وهنا أذكر ما تفضلت به ونظيريه بمظهري طريقتي التفاعيل والرقمي:
/. ـ /ِ /ِ. ـ /. ـ / ... الشعراء لا يلتزمون بسط السبب الثاني من التشكيل السببي الثنائي
2 3 2 2 3 2 3 ... والشعراء لا يلتزمون عدم زحاف السبب 2
فاعلاتن فاعلن فاعلا ... والشعراء لا يلتزمون عدم خبن فاعلن.
أقول هذا بحافز حبي واحترامي لكم ورغبة في تيسير اطلاع القارئ على ثمين آرائكم.
والله يرعاك.
¥