[التأسيس في الشعر]
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 08:28 ص]ـ
قال صاحب كتاب العمدة في الشعر و آدابه في باب القوافي:
المؤسس من الشعر: ما كانت فيه ألف بينها وبين حرف الروي حرف يجوز تغييره؛ فذلك الحرف يسمى الدخيل، وحركته تسمى الإشباع، ويجوز تغييرها عند الخليل، ولا يجوز عند أبي الحسن الأخفش، مثال ذلك ما أنشده أبو زكريا الفراء:
نهوى الخليط وإن أقمنا بعدهم ... إن المقيم مكلف بالسائر
إن المطي بنا يخدن ضحى غدٍ ... واليوم يوم لبانة وتزاور
وهو جائز غير معيب، وأما القاضي أبو الفضل فرأيه أن حركة الدخيل ما دامت إشباعاً جاز فيها التغيير بالنصب والخفض والرفع؛ فإذا قيد الشعر وصار موضع الإشباع التوجيه لم يجز الفتح مع واحد منهما، واعتل في ذلك بحال المطلق غير المؤسس أن ما قبل رويه جائز تغييره، فإذا قيد لم يجز الفتح فيه إلا وحده، فهو سناد، ويشارك الضم والكسر، وهذا قول واضح البيان، ظاهر البرهان، والناس مجمعون على تغيير الدخيل حتى أن بعضهم لم يسمه لتغيره واضطرابه لكن عده فيما لا يلزم القافية فسكت عنه.
وأما الإشباع فالقول فيه ما قدمت، وإذا كان ألف التأسيس في كلمة وحرف الروي في كلمة أخرى لم يعدوها تأسيساً لبعدها، إلا أن يكون حرف الروي مع مضمر متصل أو منفصل، فإن الشاعر بالخيار: إن شاء جعل الألف تأسيساً، وإن شاء لم يجعلها تأسيساً؛ فالتي لا تكون عندهم تأسيساً قول عنترة:
والناذرين إذا لم ألقهما دمي
السؤال:
1 - متى تكون الألف تأسيسا؟
2 - ما الذي يترتب على كون الألف تأسيسا , أهو وجوب التزامها في سائر الأبيات؟؟
3 - هل للوزن أو تفعيلة الضرب أو القافية دور في تحديد نوع الألف من حيث التأسيس أو عدمه؟؟
4 - هل شاهدُ عنترة كما أُثْبِتَ موزونٌ , أم أنه قال غير ذلك؟؟
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 02:01 ص]ـ
قال صاحب كتاب العمدة في الشعر و آدابه في باب القوافي:
المؤسس من الشعر: ما كانت فيه ألف بينها وبين حرف الروي حرف يجوز تغييره؛ فذلك الحرف يسمى الدخيل، وحركته تسمى الإشباع، ويجوز تغييرها عند الخليل، ولا يجوز عند أبي الحسن الأخفش، مثال ذلك ما أنشده أبو زكريا الفراء:
نهوى الخليط وإن أقمنا بعدهم ... إن المقيم مكلف بالسائر
إن المطي بنا يخدن ضحى غدٍ ... واليوم يوم لبانة وتزاور
وهو جائز غير معيب،
وأما القاضي أبو الفضل فرأيه أن حركة الدخيل ما دامت إشباعاً جاز فيها التغيير بالنصب والخفض والرفع؛
أكثر العروضيين على أن اختلاف حركة الدخيل عيبٌ يسمونه: سناد الإشباع. ويرى بعضهم جوازه لوروده
ويرى آخرون عدم جوازه البتّة
وفي الحقيقة؛ معظم كلمات اللغة المهيأة بألف التأسيس يكون حرف الدخيل فيها مكسوراً، وأكثر قصائد الشعر المؤسسة تثبت ذلك
ولكن لا يمنع ذلك من مجيء بعض هذه الكلمات مفتوحة أو مضمومة حرف الدخيل، ولم يتورع الكثير من الشعراء عن ورودها في قصائدهم
فإذا قيد الشعر وصار موضع الإشباع التوجيه لم يجز الفتح مع واحد منهما،
في هذا القول إشكال لم أدرِ كيف فات على ابن رشيق في العمدة!
فموضع الإشباع يبقى إشباعاً سواء أكانت القافية مطلقة أم مقيدة، ما دامت القافية مؤسسة.
والتوجيه؛ وهو حركة ما قبل القوافي المقيدة؛ لا يكون إلا في القوافي غير المؤسسة منها.
واعتل في ذلك بحال المطلق غير المؤسس أن ما قبل رويه جائز تغييره، فإذا قيد لم يجز الفتح فيه إلا وحده، فهو سناد، ويشارك الضم والكسر،
وهذا قول واضح البيان، ظاهر البرهان،
والناس مجمعون على تغيير الدخيل حتى أن بعضهم لم يسمه لتغيره واضطرابه لكن عده فيما لا يلزم القافية فسكت عنه. وأما الإشباع فالقول فيه ما قدمت،
وإذا كان ألف التأسيس في كلمة وحرف الروي في كلمة أخرى لم يعدوها تأسيساً لبعدها، إلا أن يكون حرف الروي مع مضمر متصل أو منفصل، فإن الشاعر بالخيار: إن شاء جعل الألف تأسيساً، وإن شاء لم يجعلها تأسيساً؛ فالتي لا تكون عندهم تأسيساً قول عنترة:
والناذرين إذا لم ألقهما دمي
السؤال:
1 - متى تكون الألف تأسيسا؟
2 - ما الذي يترتب على كون الألف تأسيسا , أهو وجوب التزامها في سائر الأبيات؟؟
ألف التأسيس: هي ألف تسبق الروي، شريطة أن يفصلهما حرف دخيل. لأن الألف التي تسبق الروي وتلاصقه تسمى: ألف الردف.
وكلاهما واجب الالتزام في سائر الأبيات
فإذا بنى الشاعر قصيدته مؤسسة وجب عليه التزام التأسيس فيها
وإذا بناها غير مؤسسة وجب عليه التزام عدم التأسيس فيها أيضاً
3 - هل للوزن أو تفعيلة الضرب أو القافية دور في تحديد نوع الألف من حيث التأسيس أو عدمه؟؟
سؤالك غامض شيئاً ما.
ولكن لعل في إجابتي أدناه ما يفيد:
فالقافية المتواترة (فعْلن) تقبل التأسيس، كقولنا: سائبْ، ناشِبْ، جانِبْ ..
والقافية المتداركة (فاعلن) تقبله، كقولنا: سائبا، ناشِبا، جانِبا ..
والقافية المتراكبة (مفتعلن) تقبله، كقولنا: سائبها، ناشبها، جانبها ..
أما القوافي المتكاوسة (مفتعلتن)، والمترادفة: (فاعْ) فلا تقبله كما أظن.
4 - هل شاهدُ عنترة كما أُثْبِتَ موزونٌ , أم أنه قال غير ذلك؟؟
شاهد عنترة موزون على البحر الكامل، ولكن بتخفيف همزة ألقهما، وإلقاء حركتها على الميم قبلها:
والناذرين إذا لمَ القهما دمي
ويُروى الشطر أيضاً:
والناذرين إذا لقيتهما دمي
طيّب الله أيامك يا أبا الطيب