تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الثورة على أوزان الخليل وقافيته ليست جديدة!]

ـ[ترياق]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 11:38 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخوة والأخوات

من كتاب العروض العربي ومحاولات التطوير والتجديد فيه - فوزي سعد.

يقول:

يعتبر أبو العتاهية من أبرز الشعراء الذين كانت لهم محاولات واضحة في الخروج على الأوزان الخليلية. يروى أن أبا العتاهية سئل مرة: هل تعرف العروض؟ فقال: أنا أكبر من العروض!.

من المحاولات هذه القصيدة لأبي العتاهية والتي تحرر فيها من الالتزام بالقافية تحررا تاما:

للمنون دائرات ** يدرن صرفها

هن ينتقينا ** واحدا فواحدا

ولم يقف الشعراء عند الخروج عن القافية فقط، كما رزين العروضي مولى طيفور الحميري ولذا سميّ بالعروض، حيث يخرج الكثير من شعره عن العروض الخليلي التقليدي من ذلك أبيات من قصيدة في مدح الحسن بن سهل وهي على عروض جديد لا يدخل من ضمن الدوائر الخليلية، ولم يلتزم بقافية:

قربوا جمالهم للرحيل ** غدوة أحبتك الأقربون

خلفوكم ثم مضوا مدلجين ** منفردا بهمك ما ودعوك

أما عن التجديد في القوافي فنذكر محاولة لأبي العتاهية أيضا حيث يقول في قصيدة (الأمثال) التي تتألف من أربعة آلاف بيت:

حسبك مما تبتغيه القوت ** ما أكثر القوت لمن يموت

هي المقادير فلمني أو فذر ** إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر

وهذا النوع يصنف من ضمن المزدوجات أي أن كل بيت يتألف من شطرين يستقلان بقافية خاصة ثم يعقبهما البيت التالي الذي يتألف من شطرين يستقلان بقافية أخرى تختلف عن قافية البيت الأول.

وتطورت المزدوجات الثلاثية والرباعية والخماسية وعرفت بالشعر المسطمط (تشبيها بسمط اللؤلؤ). من أمثلة المسمط الخماسي أو المخمس قول ابن زيدون:

فقل لزمان قد تولى نعيمه

ورثت على مر الليالي رسومه

وكم رق فيه بالعشى نسيمه

ولاحت لساري الليل فيه نجومه

((عليك من الصبّ المشوق سلام))

وقد وجدت في الشعر الجاهلي محاولات لتجزئة القوافي وترصيعها لإثراء الشعر بالموسيقى ومن ذلك قول امرئ القيس:

كحلاء في برج، صفراء في نعج ** كأنها فضة قد مسها ذهب

وقوله أيضا:

أفاد، فساد، وقاد، فزاد، وساد، فحاد، وعاد، فأفضل

ومن قول الخنساء في رثاء أخيها:

جواب قاصية، جزار ناصية، عقاد ألوية، للجيش جرار

حلو حلاوته، فصل مقالته، فاش حمالته، للعظم جبار

ومن قول أحمد بن سعد المتوفى سنة 321 هـ:

وبلدة قطعتها بصامرٍ خفيددٍ عيرانة كوب

وليلةٌ سهرتها لزائرٍ ومسعدٍ مواصلٍ نجيب

وظهر أبو نواس ليتخلى عن قوانين البحور الصارمة والقافية تماما مكتفيا بترتيب تفعيلات البحر الخفيف فيكون أول من كتب الشعر الحر في قوله:

ولقد قلت للمليحة قولي

من بعيد لمن يحبك

إشارة قبله

فأشارت بعصم ثم قالت

من بعيد خلاف قولي

إشارة لا لا

فتغنيت ساعة ثم إني

قلت للبغل عند ذلك

إشار امش

ولم يكن هذا المثال هو الوحيد ولكن ثمة قصائد تحذو حذوه وترقى به من مجرد كونه نادرا إلى ما يمكن أن يمثل ظاهرة عامة في الشعر العربي في تلك العصور. ومن هذه الأمثلة قول الشاعر:

رب أخ كنت به مغتبطا ** أشد كفي بعرى صحبته

ممسكا مني بالود ولا ** أحبه يزهد في ذي الأمل

أكتفي بالنقل من الكتاب إلى هنا، يتطرق الكتاب بعد ذلك إلى الموشحات وما جاء بعدها من تطور في حركة الشعر.

السؤال هنا:

لماذا لا يعترف المحافظون من العروضيين بهذه المحاولات عند ذكر الشعر الحر؟ مكتفين بذكرهم لنازك الملائكة والسياب وعبدالصبور وبا كثير؟

هل ليهربوا من حقيقة وجود الشعر الحر في زمن سبق الملائكة والسياب وعبدالصبور؟ أم ماذا؟

عمتم صباحا .. ترياق

ـ[ترياق]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 12:54 م]ـ

نسيت أن أذكر عيبا وقع فيه الخليل من خلال استنباطه للعروض.

الخليل للأسف نقل الواقع الشعري ولم يستطع بناء وضع القاعدة لهذا الواقع.

أقصد أنه لم يفكر في منطقة علمه (منقطته بحسب المنطق).

هو نقل لنا كلام جامد لا أكثر (الواقع الشعري) ولم يعرف أو ربما عرف وتجاهل، المنطق الأساس الذي سار عليه العروض.

في البحور مثلا اكتفى الخليل بنقل وتثبيت البحور الشائعة وتجاهل البحور النادرة.

وفي التفعيلات نقل لنا الخليل ما من الممكن أن يتعارض مع المنطق الذي نبحث عنه.

أضاف بحورا مكررة بتفعيلات مكررة.

في الزحاف اكتفى الخليل بنقل الزحافات الشائعة. وتجاهل أو أسمى بعضها بالشاذة والقبيحة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير