ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 08:51 ص]ـ
يشير ابن سينا في تعريفه إلى صور الإيقاع المختلفة في الطبيعة ومنها الإيقاع اللحني ومادته النغمات، والإيقاع الشعري ومادته المقاطع اللغوية. ويمكن أن نضيف إلى هذه الصور الإيقاع الحركي في الرقص ومادته الخطوة، فالمشي العادي لا إيقاع محدداً فيه، كالنثر مثلا، وأما الرقص فهو الحركة الموقعة. وهكذا يمكن أن ننظر إلى صور مختلفة أخرى للايقاع في كل فن كالإيقاع اللوني في الرسم والإيقاع السينمائي في حركة تعاقب المشاهد لإحداث أثر معين. ولعل ابن سينا لخص ذلك كله في قوله "وهو بنفسه إيقاع مطلقا"،وإلا فماذا إذن تسمين الإيقاع الذي تحسين به حين تنقرين باصابعك الطاولة أمامك مثلا؟
أما تساؤلك "ألا ينطبق هذا القول على بعض البحور ذات النغمة السريعة .. " فلم أفهم المقصود منه، وربما كنت تعنين أن الإيقاع أظهر في البحور القصيرة كالهزج من تلك البحور التامة كالطويل، ومع ذلك فالإيقاع ظاهر في كل بحر شعري ولكن يتحكم في إظهاره المستوى الثقافي للمتلقي. ومعروف أن الشعوب البدائية تميل إلى الإيقاع الظاهر في الحركة والنغمة السريعتين، وغيرهم يحس بالإيقاع حتى في الحركة البطيئة من السيمفونية التي يستمع إليها.
سوف أمثل الآن لقولي "المقطع اللغوي يعبر عن نقرة واحدة"، فالكلمة (كَتَبَ) تتألف من ثلاثة مقاطع قصيرة، فهي إذن تتألف من ثلاث نقرات. والكلمة (كاتبٌ) تتألف من ثلاثة مقاطع الأول: طويل مفتوح، والثاني: قصير، والثالث: طويل مغلق، فهي إذن تتألف من نقرة فسكون فنقرتين فسكون. وفي العروض العربي هناك السبب الخفيف وهو يتألف من نقرة فسكون، فإذا كان مزاحفا فهو يتألف من نقرة واحدة لا سكون بعدها. وهناك السبب الثقيل وهو في حالة الإضمار أو العصب يتألف من نقرة واحدة فسكون كالسبب الخفيف،إلا أنه أطول زمانا، وبسبب من هذا الطول يمكن أن ينقسم إلى نقرتين متتابعتين لا سكون يعقبهما في (متفا) من (متفاعلن).
أما في الموسيقى فالنغمة الكاملة وتسمى (روند) يمكن ان تنقسم إلى نصفين وإلى أربعة أرباع وإلى ثمانية أثمان (لكل منها اسم يعرف به) .. وهكذا حتى واحد على أربعة وستين من النغمة وهو حد يتعذر على المقطع أن ينقسم مثله.
أرجو أن أكون قد أضأت جانبا من تساؤلاتك، مع أني لست خبيرا بالموسيقى، وينقصني الكثير من المعرفة بدقائقها. ولعل غيري يزيد الموضوع إضاءة.
ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 12 - 2009, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم .. اعتذر لتأخري عن هذه الزاوية
أشكر ما تفضلتم به .. حقيقة معلومات قيمة جداً .. فجزاكم الله كل خير ..
أما تساؤلك "ألا ينطبق هذا القول على بعض البحور ذات النغمة السريعة .. " فلم أفهم المقصود منه، وربما كنت تعنين أن الإيقاع أظهر في البحور القصيرة كالهزج من تلك البحور التامة كالطويل،
نعم أستاذنا الكريم هذا ما عنيته ..
وكذلك البحور الغنائية كالوافر والرمل فإن النبرة الإيقاعية بها تتسم بالوضوح