تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يكاد لفظها يكون لغزا = ولا يرى الكلام إلا رمزا

فجئت إذ ذاك بترجمان = يبوح بالمكنون في الجَنان

نظم لتبيين المراد جامز = يسفر عن خب رموز الرامز

وربما فصلت نظمي بدرر = لغيره غصت عليها في زفر

سميته مجدد العوافي = من رسمي العروض والقوافي

وقصيدة الخزرجي التي شرحها الدماميني في كتابه "العيون الغامزة" هي قصيدة ملغزة بلا شك، ولا يتصور من الشنقيطي أن يكون قادرا على شرحها نظما، ومع ذلك فقد كان شرحها نثرا يتطلب كتابا بأكمله كالذي رأيناه في عمل الدماميني. ولكن ما يحمد للشنقيطي هنا أنه جاء بمعادل من النظم سهل المتناول، مفهوم من القارئ الذي لا يرغب في تكليف نفسه حفظ رموز تعمل عمل روابط للإحاطة بشرح المادة المطلوبه كقول الخزرجي في هذه القصيد مثلا:

خَ ثَمّنْ أبِنْ زَهْرٌ ولَهْ فَلِستّةٍ = جَلَتْ حُضّ لذ بَلْ وَف ِّزِنْ شِمِ وَوْطَلا

وطولُ عزيزِكم بِدعبِلكُمْ طَووْا = يُعَزِّزُ قِسْ تَثمينَ أشْرَفَ ما ترى

فالخاء تشير إلى دائرة المختلف، و (ثمن) إلى أنها مثمنة الأجزاء، والألف والباء من (أبن) تشيران إلى "أصابت بسهميها" أربع مرات، وهو وزن بحر الطويل، والنون ملغاة لأنها ليست من أحرف الرمز.

والزاي وبعدها الهاء من (زهر) إلى "زائراتي" و"همة"، والراء لغو لا يعتد بها في الرمز، .......... وعلى ذلك النحو يمضي الدماميني في شرح ألغاز مقصورة الخزرجي.

فلم يجئ الشنقيطي إذن بترجمان يبوح بالمكنون في الجنان كما زعم، ولكنه جاء بشرح للعروض في منظومة تحاكي ما جاء به ابن عبد ربه في أرجوزته المشهورة بالعقد الفريد، وإليكم بعضا مما قاله ابن عبد ربه من هذه الأرجوزة:

صفة الدوائر [وصورها]

فاسمَع فهذي صِفةُ الدَوائرِ = وَصفَ عَليمٍ بالعَروضِ خابِرِ

دَوائرٌ تَعيا على ذِهنِ الحذق = خَمسٌ علَيهُنّ الخُطوطُ والحَلق

فما لَها من الخُطوطِ البائنة = دَلائلٌ على الحُروفِ الساكِنة

والحَلَقاتِ المُتَجَوّفاتِ = عَلامةٌ لِلمُتَحَرِّكاتِ

والنُقَطُ التي على الخُطوطِ = عَلامةٌ تُعَدّ للسُقوطِ

والحَلَقُ التي عليها تُنقَطُ = تَسكُنُ أحيانًا وحيناً تسقُطُ

والنُقَطُ التي بأجوافِ الحَلَق = لِمبتدا الشُطورِ منها يُخترَق

فانظُر تَجِد من تَحتِها أسماءها = مَكتوبة قد وُضِعَت إزاءها

والنُقطَتانِ مَوضِعُ التعاقُِبِ = ومِثلُ ذاكَ مَوضِعُ التَراقُبِ

وهذِه صورة كُلّ واحِدة = مِنها ومَعنى فَسرِها على حِدة

وقد نظمنا جميع ما ذكرناه من هذه الأبواب في أرجوزة ليسهل حفظها على المتعلم؛ إذ كان حفظ المنظوم أسهل من حفظ المنثور. وقد ذكرنا فيها كل الدوائر الخمس، وما ينفك من كل دائرة من عدد الشطور التي قالت عليها العرب، والتي لم تقل عليها، وموضع الزحاف منها.

[الأولى: دائرة المختلف]

أوّلُها دائرةُ الطَويلِ = وهيَ ثَمانٍ لِذَوي التَفصيلِ

مُقَسّمُ الشَطرِ على أرباعِ = بَينَ خُماسيّ إلى سُباعي

حُروفُه عِشرونَ بَعدَ أربَعة = قَد بَيّنوا لِكلّ حَرفٍ مَوضِعَه

يَنفَكّ مِنها خَمسة شُطورُ = يَفصِلُها التفعيلُ والتقديرُ

منها الطَويلُ والمَديدُ بَعدَهُ = ثمّ البَسيطُ يُحكِمونَ سَردَهُ

ثلاثةٌ قالت عَليها العَرَبُ = واثنانِ صدّوا عنهُما وَنَكَبوا

وهذه صورتُها كما ترى = وذِكرُها مُبَيّناً مُفَسّرا

واعلم أن الدائرة الأولى مؤلفة أربعة أجزاء: سباعيين مع خماسيين، وهي:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

الطويل: مبني على: فعولن مفاعيلن ثماني مرات

المديد: مبني على فاعلاتن فاعلن ست مرات [بعد الحذف].

البسيط: مبني على مستفعلن فاعلن ثماني مرات.

الثانية: دائرة المؤتلف

وبَعدَها الثانيةُ المَخصوصة = بالسَبَبِ الثقيل والمَنقوصة

أجزاؤها ثلاثةٌ مُسبّعة = وكَرِهوا أن يَجعَلوها أربَعة

لأنّها تخرُج من مِقدارِهِم = في جُملة الموزونِ مِن أشعارِهِم

فَهيَ على عِشرينَ بَعدَ واحِدِ = مِن الحُروفِ ما بها مِن زائِدِ

يَنفكّ منها وافِرٌ وكاملٌ = وثالِثٌ قد حارَ فيهِ الجاهِلُ

والدائرة الثانية من ثلاثة أجزاء سباعية، وهي:

مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

الوافر: مبني على مفاعلتن ست مرات. فقطعوا عروضه وضربه.

الكامل: مبني على متفاعلن ست مرات.

الثالثة: دائرة المجتلب

والدارةُ الثالثةُ التي حَكَت = في قَدرها الثانيةَ التي مَضَت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير