[ظهور كتاب "المعرب في شرح قوافي الأخفش" لابن جني]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 03:56 م]ـ
ذكرت صحيفة الحياة لهذا اليوم الخبر التالي:
"تمتلك مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض مخطوطة قيمة لعالم اللغة العربية أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، يعود تاريخها إلى بدايات القرن الخامس الهجري. وتحظى مخطوطة ابن جني، التي كانت في عداد المفقودات قبل أن تصل إلى قسم المخطوطات في المكتبة، بعناية فائقة بما يتناسب مع قيمتها العلمية والتاريخية ومكانة صاحبها، الذي يعد أشهر علماء النحو والصرف وعلوم اللغة العربية في عصره. والمخطوطة عبارة عن مجلد يضم عددا من الرقوق من دون ترتيب وكتبت بخط أندلسي أسود على رق من جلد الماشية، وبعض الرقوق التي تضمنتها المخطوطة بها ثقوب ناتجة من عمليات شدها قبل الكتابة عليها. ويرجح أن يكون عنوان الكتاب المخطوط هو "المعرب في شرح قوافي أبي الحسن الأخفش" إذ كتب في الصفحة الأخيرة منها "تم الاشتقاق" ولعله يريد شرح الاشتقاق للأخفش، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من التحقيق العلمي المتخصص لعنوان المخطوطة.
واعتمد في توثيق نسبة المخطوطة لابن جني على ما عرف عنه من إشادة في كتبه لما سبق تفصيله من المسائل في الكتب التي سبق له تصنيفها. وعني ابن جني بالدراسات اللغوية الشاملة واهتم بالصرف والنحو والبحث عن "حكمة اللغة" وتعليل ما ورد عن العرب تعليلا يوضح هذه الحكمة، وصرف جل اهتمامه إلى البحث عن العلل وتخريج الشواذ في اللغة، وتوفي في بغداد عام 392 هـ". انتهى الخبر.
إن ما يثير القلق الذي يعكر على السرور بهذا النبأ قول المحرر: "كتب في الصفحة الأخيرة منها "تم الاشتقاق" ولعله يريد شرح الاشتقاق للأخفش" وحقا إن للأخفش كتابا اسمه "الاشتقاق" ولكننا لا نعرف لابن جني شرحا لهذا الكتاب ولا نعلم ما الذي يمكن أن يكون حشر كتابا بهذا الاسم في هذا المجلد المخطوط، على العموم لنتظر حتى ينشر الكتاب محققا أو أن يتاح للجمهور الحصول على صورة منه، وآمل أن أكون في زمرة هؤلاء المحظوظين بقراءته إن شاء الله.
وقد أشار الأستاذ أحمد راتب النفاخ، رحمه الله، في مقدمة تحقيقه لكتاب القوافي للأخفش إلى أن أبا الفتح بن جني "شرحه في كتاب سماه "المعرب" وهو ـ كما يبدو من النقول المتبقية منه ـ كتاب حافل بسط فيه أبو الفتح القول في مسائل هذا العلم ودقائقه. وكان إذا ألم ببعضها في كتبه الأخرى أحال عليه في تقصي ذلك وتحقيق القول فيه. وربما سنح له في بعض تلك الكتب قول في مسألة منها لم يحضره وقت تأليفه "المعرب" فأشار بأن يلحق به، وعلى كتاب أبي الحسن وشرحه المذكور عوّل اللغوي الأندلسي أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده (ت 458 هـ) في مصطلحات هذا العلم ـ وقد أولاها في معجمه "المحكم" عناية كبيرة ـ فكان ينقل ما قال أبو الحسن في كل منها، ويسوق عقبه ما قال أبو الفتح في شرحه".
فإذا لم يوجد من هذا الكتاب المخطوط نسخة أخرى، ولا أظنه يوجد حتى هذا الحين، فإن معجم المحكم سيكون عونا كبيرا في تحقيق هذا الكتاب كما كان عونا لي في تحقيق كتاب العروض للزجاج.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 07:51 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: سليمان أبو ستة
جزاك الله خيرا .... معلومة قيمة وخبر مهم لكل محبي اللغة العربية والمهتمين بها ... أراهم وجدوا كنزا من كنوز اللغة ... فمؤلفات ابن جني كلها مفيدة وذات فوائد جمة .... جعل الله هذا الخبر الذي نشرته هنا في موازين حسناتك يوم تلقاه .... اللهم آمين
ـ[خميس جبريل]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 11:58 م]ـ
بالفعل خبر حري به أن يسعدنا ويبهج صدور قوم آمنوا بالقرآن العظيم ولغته
وأدعو الله أن يتوفر لك تحقيقه فأنت لها واللهِ أستاذَنا
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 01:19 م]ـ
ما طلعت شمس هذا النهار حتى باكرت مكتبة الملك عبد العزيز، ومن ثم سلكت سبيلي إلى قسم المخطوطات في الدور الأول أسأل عن مخطوطة المعرب، وهناك لقيت من مدير القسم والعاملين به كل حفاوة وترحيب، وأجبت إلى طلبي بأن قدمت لي المخطوطة المكتوبة بالخط الأندلسي على رق أبيض حسبته رق غزال. وما أن بدأت في تصفح المجلد الأنيق حتى اتجهت فورا إلى آخره أتحرى عن تلك الكلمة المحيرة التي انتهى بها المخطوط وكأنها تشير إلى كتاب الاشتقاق الذي كان حسبه محرر الخبر مقصودا به كتاب الاشتقاق للأخفش. وخلال تحاوري مع الأخوة بالقسم وصلنا إلى أن ابن جني يقصد بهذه الكلمة (اشتقاقا) ما سبق أن ذكره في موضع سابق من الكتاب وعليه فقد زال العجب الذي أدى إليه الاستعجال في القراءة، وعدم التروي لحين إتمام الكتاب بأكمله، وقد تبين لي من تصفحه أنه، من أوله إلى آخره، كلام ابن جني وحده في شرح قوافي الأخفش.
وحين سئلت عن غايتي من الاطلاع على هذا الكتاب أجبت بأني أرغب في تحقيقه إن أمكن، وإلا فسأكتفي بالاطلاع عليه وقد تكون لي ملاحظات أفيد بها من يتولى تحقيقه غيري. وهنا قال لي المسئول إن الدكتور سيف العريفي سبقني وحصل على نسخة من هذه المخطوطة وأنه أبدى الرغبة في تحقيها، فهم ملزمون باستئذانه. قلت أنعم بالدكتور سيف وأكرم به محققا تشهد له أعماله المعروفة في هذا المجال.وأنا أعرفه معرفة جيدة وهو يعرفني فلا أرى مانعا من استئذانه. ويبدو أنهم اتصلوا به على مكتبه بمركز الملك فيصل فرد عليهم أحد العاملين، ولم يكن الدكتور سيف هناك، فأفادوا بأنهم يعرفونني جيد المعرفة ولم يبدوا أي تحفظ على طلبي.
لقد علمت، إذن، أن الدكتور سيف العريفي يعمل على تحقيق هذه المخطوطة النادرة، الأمر الذي أثلج صدري وجعلني أوقن أن تحقيق هذه المخطوطة هو بين أيد أمينة، بل وفي يد من يفوقني كفاءة وعلما.
أسأل الله له أن يعينه على أداء هذه المهمة العظيمة وأن يوفقه في إكمال التحقيق على الوجه الأكمل، فللرجل جهود لا تنكر في التحقيق تشهد له وتبعث على الاطمئنان التام إلى عمله.
¥