تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إطلالةعلى الضرائر الشعرية، بلا صياريف ولا دراهيم]

ـ[عادل نمير]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 11:07 م]ـ

عادل نمير طبيب بشري من مصر يحييكم

إطلالة على أهم الضرائر الشعرية

من كتابي تعلم أوزان الشعر بلا معلم، ولا صياريف ولا دراهيم فيها، بل فيها أهم وأسوغ الضرائر


الضرائر (الضرورات) تصرفات في اللغة، يأتي بها الشاعر ليقيم الوزن، وقد تأتي من أجل التوافق اللفظي، هي كالزحاف، يلجأ إليها شاعر، لكن لا يشترط أن يلتزم بها، حتى في خلال البيت الواحد. ومنها المشهور، ومنها ما هو قبيح. وأغلب الضرائر محكي كأصول في معاجم كثيرة، ومشهور في لغات العرب، ولو سردنا أنواعها كلها بتفصيل، لم يكفنا كتاب. ونتعرض الآن لأشهرها.

أولا- ضرائر غير مختصة بالضرب

قد يحدث أن تأتي ضرورة تغير قواعد النحو والصرف، منها:

- صرف الممنوع: ويكثر في أسماء الأعلام، مثاله، والبيت ليزيد بن معاوية:
ولي صبر أيّوبٍ، ووحْشة يونسٍ، وآلام يعقوبٍ، وحسرة آدمِ

، فكل الأعلام التي في البيت صرفت، وكان أصلها الجر بفتحة واحدة، نيابة عن الكسرة، ومثاله عندي في مدح من أعزني مديحه: بوركْتَ، بُوركَ للأنام نواجذ ٌ بسمَتْ؛ فلألأت الدُّنا شفتاها ... فـ (نواجذٌ) التي نوّنت جمع على الوزن الصرفي (مفاعل) ممنوعة من الصرف وأصلها (نواجذُ). وقد تصرف الكلمة لإقامة القافية، فكلمة: أُخَر (بضم الهمزة وفتح الخاء) ممنوعة من الصرف، لكني صرفتها في قولي:
خبّريني، هندُ، من يرسم في
عينك السَّوْدا جبينَ القمرِ
سهمها مزّق صدري، فاحلفي
إنه ما من سهامٍ أُخَرِ

- حذف فاء اقتران جواب الشرط يقول شوقي:
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران، لي أملٌ في الله يجعلني في خير معتصَمِ

وجواب الشرط (لي أمل) جملة اسمية، الأصل فيها الاقتران بالفاء (إن جَلَّ ذنبي عن الغفران، فلي أمل).

- حذف الفاء في جواب "أمَّا" مشددة الميم، فالمعروف أن حرف "أمّا" يقترن جوابه بالفاء، كقوله تعالى {أما السفينة فكانت لمساكين} الكهف (79)، وفي القرآن أمثلة لحذفها، كقوله تعالى {وَأَمَّا الَّذِين كَفَرُوا أَفَلَم تَكُن آَياتِي تُتلَى عليكُمْ} الجاثية (31)، والشاعر يحذف هذه الفاء، كقول أحدهم: أمّا الحقيقة من منا سيعرفها؟،،،، وكان أصلها: أمّا الحقيقة فمن منا سيعرفها.

- قد لا توضع علامة النصب فوق حرفَي الياء والواو في الأفعال المضارِعة المنتهية بهما (أن يقضيَ، كي يدعوَ)، وهي أفعال منصوبة بالفتحة، ليصير (أن يقضي، كي يدعو) بلا فتحة. وقرئ قوله تعالى {إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُو الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَة النِّكَاحِ} البقرة (237)، بلا فتحة على الواو من (يعفو) المنصوبة. ويكون ذلك في الأسماء المنقوصة (إن الليالي التي) بدلا من (إن اللياليَ)، وتكتب عروضيا بعد الضرورة (إنْ نَل ليا لِلْ لتي)، وقرئت {ثاني اثنين} التوبة (40) بلا فتحة على الياء من (ثاني)، عروضيا (ثا نث نين).

- هاء الضمير: نجدنا في أغلب روايات القرآن ننطق حرف مد بعد هاء الضمير للمذكر إذا كان ما قبلها متحركا، وما بعدها كذلك متحركا، كقوله تعالى: {له معقبات} الرعد (11)، ننطقها (لهو معقبات)، فإذا كان ما بعدها ساكنا- وهذا لا يكون إلا عندما تبدأ الكلمة التي تليها بهمزة وصل، مثل {وله الحمد وهو على كل شيء قدير} التغابن (1) - فلا ينطق مد بعدها أبدا، بل يُسقط هذا المد مع همزة الوصل، أما إذا كان ما قبلها ساكنا وما بعدها متحركا {ويخلد فيه مهانا} الفرقان (69)، فإنها لا توصل بمد في النطق المعتاد، إلا بضرورة توافق رواية لهذه الآية، إذ تُقرأ (ويخلد فيهي مُهانا)، ويقول شوقي:
مُضْناكَ جَفاه مرقدُه وبكاه ورَحّم عُوَّدُهُ (1)

، وشوقي يريدك أن تنطق (بَكاه) بدون وصل واو بعد الهاء، أي ألا تنطقها (بَكاهُو)، فلا تخالف نطقها الذي يوافق القاعدة الأشيع؛ لأن ما قبلها ساكن (ألف المد)، بينما يريدك أن تنطق الأولى (جفاهُ) على أنها (جفا هُو مرقدُ)، ليستقيم وزن البيت من بحر الخَبَب، وليصير البيت في كتابته العروضية:
مُض نا كجفا هومر قدهو وبكا هُوَرَحْ حَمَعُوْ وَدُهُو
أما إذا كانت الهاء في نهاية الشطر الأول، فتُوصَل بمد دائما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير