[إلى أهل فن العروض،،]
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 05:57 م]ـ
الموشح الأول:
وَأَبْدَلَ النَّغَمَا ... إِلَى الصِّبَا الْغَيْسَانِ
فَصَوَّرَ الْعَدَمَا ... فِي مَنْظَرٍ فَتَّانِ
جَوٌّ مِنَ الْأَثِيرِ ... مُذَهَّبٌ فِضِّي
سَمَاءُ أَيْكٍ شَجِيرِ ... يَرِفُّ فِي الْأَرْضِ
مُنَوَّرُ النُّوَارْ ... كَالْمَخْمَلِ الْمُفَوِّفْ
طَرَّزَهُ النُّوبَهَارْ ... مُفَرِّقًا وَمُؤَلِّفْ
**********
الموشح الثاني:
وَأَبْدَلَ النَّغَمَا ... إِلَى شُحُوبِ الْمَشِيبِ
فَصَوَّرَ الْعَدَمَا ... فِي مَنْظَرٍ كَئِيبِ
جَوٌّ مِنَ الْبَرْدِ ... إِعْصَارُهُ ثَلْجُ
يُذِيبُ فِي الْجِلْدِ ... رُوحًا بِهِ الثَّلْجُ
وَدَغْلٌ مُصْوَحْ ... يَشُقُّهُ الذُّبُولُ
لَا طَائِرٌ فَيَصْدَحْ ... بِهِ وَلَا خَمِيلُ
**********
الموشح الثالث:
وَأَبْدَلَ النَّغَمَا ... فِي رَنَّةِ الْحُزْنِ
فَصَوَّرَ الْعَدَمَا ... فِي مَنْظَرٍ مُضْنِ
حَدِيقَةٌ فَيْحَاءْ ... فِي زَمَنٍ رَبِيعِ
يَمْشِي انْقِبَاضُ الشِّتَاءْ ... فِي حُسْنِهَا الْوَدِيعِ
**********
الموشح الرابع:
وَأَبْدَلَ النَّغَمَا ... إِلَى صَغِيرِ الْأَمَانِي
فَصَوَّرَ الْعَدَمَا ... مِنْ أَزْهَرِ الْأَلْوَانِ
مُشْجَرَةٌ غَيْنَاءْ ... سِحْرِيَّةُ الْأَزْهَارِ
تَسْطَعُ فِي دَكْنَاءْ ... مِنْ عَبَقِ الْأَعْطَارِ
نُسبت هذه الأبيات في الموسوعة الشعرية إلى الموشحات، ولكن أين المطلع والغصن والدور والقفل،،،
ومع مجهودي المتواضع في تقطيعها توصلت إلى أنها مزيج من مجزوء المجتث ومنهوك المنسرح، فهل ما توصلت إليه صحيح؛ بمعنى أنها نوع من أنواع التجديد في الشعر، لا سيما أن شاعرها يحمل فكر شعراء مدرسة أبوللو، وهو الشاعر محمد عبد المعطي الهمشري،،،
ومع كونه مزج بين مجزوء المجتث ومنهوك المنسرح، فكذلك ذهب مذهب التجديد في تفعيلات البحرين المذكورين، بحيث أتى بزحافات وعلل لم تدخل على كليهما،،،
أرجو من أصحاب هذا الفن الإفادة إن تيسر .. بوركتم،،،
منقول
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 08:35 م]ـ
هذا فن أبدع فيه شعراء أبوللو، وقد سماه النقاد فن المقطوعة. حيث نجد هؤلاء الشعراء قد نوعوا في أوزان وقوافي مقطوعاتهم كما يلاحظ في مقطوعات الهمشري الأربع التي أطلق عليها وصف الموشح خطأ. ويلاحظ أيضا أن كل شطر من أشطر المقطوعة ينتهي بضرب؛ فأبياتها إذن لا عروض فيها.
فالمقطوعة الأولى على وزن:
مستفعلن فاعلن
ولكن الضرب وهو (فاعلن) يتنوع ما بين فَعِلُن، وفَعْلُن، و فاعلان، وفعلان، وحتى فاعلاتن. ولكننا نجده في بعض الضروب وقد تحول إلى مستفعلن أو متفعل نحو قوله في المقطوعة الثانية،البيتين التاليين، وهما من مجزوء الرجز:
وَدَغْلٌ مُصْوَحْ ... يَشُقُّهُ الذُّبُولُ
لَا طَائِرٌ فَيَصْدَحْ ... بِهِ وَلَا خَمِيلُ
غير أننا نجد اختلالا في وزن بعض الضروب، ومنها قوله:
مُنَوَّرُ النُّوَارْ ... كَالْمَخْمَلِ الْمُفَوِّفْ
طَرَّزَهُ النُّوبَهَارْ ... مُفَرِّقًا وَمُؤَلِّفْ
ولعله لو قال: مفرقا مؤلف، لكان أقوم لوزن الشطر.