تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العروض والقافية]

ـ[دكتور]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 11:26 ص]ـ

العَرُوض. أما العروض فهو علم يعرف به صحيح أوزان الشعر وغير صحيحها. وأول من وضع هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثاني من الهجرة. ولم يتأثر الخليل فيه بأية أمة من الأمم الأخرى. وكان الشعراء قبل الخليل ينظمون الشعر دون ميزان. انظر: الخليل بن أحمد. وقد جعل الخليل الشعر في خمسة عشر بحرًا هي: الطويل، والمديد، والبسيط، والكامل، والوافر، والخفيف، والرجز، والرمل، والهزج، والمضارع، والسريع، والمنسرح، والمقتضب، والمجتث، والمتقارب. وأضاف عليها الأخفش بحرًا آخر سماه المتدارك؛ إذ استدركه على أستاذه الخليل بن أحمد. انظر: الأخفش، سعيد.

وتنحصر أوزان الشعر العربي في عشرة تفاعيل، ومنها تتركب جميع البحور الستة عشر، والتفاعيل هي: فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، فاع. لاتن، فاعلن، فاعلاتن، مستفعلن، متفاعلن، مفعولات، مستفع. لن. ورغم أن هذه التفاعيل عشرة في الحكم فإنها ثمانية في اللفظ. انظر: العروض.

القافية. جاء في لسان العرب لابن منظور أن القافية من الشعر هي التي تقفو البيت، وسُميت قافية لأنها تقفو البيت. وفي الصحاح لأن بعضها يتبع إثر بعض. قال الخليل بن أحمد: القافية هي من آخر البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن، كما في قول امرئ القيس:

كلمع اليدين في حَبِيٍّ مكلَّل

فالقافية وفق قول الخليل هي (كَلْلَلي) لأن الياء هي آخر ساكن وأول ساكن هو اللام ثم المتحرك الذي قبله هو الكاف.

وقال تلميذه الأخفش: القافية هي آخر كلمة في البيت. إذن، في قول امرئ القيس، القافية هي مكلّل، وفق قول الأخفش.

ومن العروضيين من يقول: إن البيت كله قافية. ومنهم من يقول كذلك: إن القصيدة كُلها قافية. لكن بعض المصنفين الذين يصنفون الأشعار يقولون عن معلقة امرئ القيس مثلاً:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدَّخول فحومل

أن قافيتها لامية. والواقع أن حرف اللام فيها ليس قافية بل هو حرف الروي. وقد كانت القصيدة العربية تنسب لحرف الروي فيها.

أما القافية فهي، وفق قول الخليل بن أحمد، من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه والمتحرك الذي قبله. فتصبح أنماط القوافي خمسة هي: المتكاوس والمتراكب والمتدارك والمتواتر والمترادف.

1 - المتكاوس: هو مافيه أربعة أحرف متحركة بين ساكنين مثل:

قد جَبَرَ الدينَ الإلهُ فَجَبَر

¸لاهُفَجَبَرْ· -/ ه ـ ـ ـ ـ ه

2 - المتراكب: ما اجتمع فيه ثلاثة أحرف بين ساكنين، نحو قول الشاعر:

ضَنَّتْ بِشيءٍ ما كان يَرْزَؤُهَاْ

¸يَرْزَؤُهَاْ· - / ه ـ ـ ـ ه /.

3 - المتدارك: ما اجتمع فيه حرفان بين ساكنين، نحو قول طرفة:

خشاش كرأس الحية المتوقّد

¸متوقْقِدي· - / ه ـ ـ ه /.

4 - المتواتر: مافيه متحرك بين ساكنين، نحو قول الشاعر:

لقد زادني مسراك وجدًا على وَجْدِ

¸وَجْدِيْ· ـ ـ ه ـ ـ / ه ـ ه /.

5 - المترادف: هو ما اجتمع في قافيته ساكنان نحو قوله:

ماهاج حسَّان رسوم المقام

اجتمع الألف الساكن والميم في المقام.

ويجيء في القافية ستة حروف وست حركات. فالحروف هي: الروي و الوصل و الخروج و الردف والتأسيس و الدخيل.

الروي، هو الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة وتُنسب إليه، فيُقال: قصيدة دالية وتائية ولابُد لكُل شعر من روي نحو قوله:

مابالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ كأنّه من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرِبُ

فالباء هي الروي.

الوصل يكون بأربعة أحرف هي: الألف والواو والياء والهاء سوا كن يتبعن حرف الروي. فالألف في قوله:

وقولي إن أصبت لقد أصابا

فالألف وصل والباء روي.

والواو كقوله:

متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيامو

فالواو وصل، والميم روي

والياء كقوله:

هيهات منزلنا بنعف سويقة كانت مباركة من الأيَّامِي

فالياء وصل في الأيامي، والميم روي

والهاء الساكنة، كقول ذي الرُّمة:

وقفتُ على ربع لميّة ناقتي فما زلت أبكي حوله وأخاطبه

فالهاء في أخاطبه وصل، والباء روي.

الخروج يكون بثلاثة أحرف وهي: الألف والياء والواو السواكن يتبعن هاء الوصل.

فالألف نحو قول لبيد:

في ليلة كفر النّجوم غمامها

والياء نحو قول أبي النّجم:

تجرّد المجنون من كسائِهي

والواو نحو قول رؤبة:

وبلدٍ عاميةٍ أعماؤهو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير