تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خامس المديد في لحنين للرحابنة]

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 02:16 م]ـ

في المديد عروض محذوفة مخبونة، وضربها مثلها، وهو البيت الخامس من أبياته الستة. وعلى هذا البيت نظم الأخوان رحباني ولحنا قصيدتين شدت بهما فيروز. أما الأولى فوطنية حماسية وأما الأخرى فعاطفية تهتز لها النفس وتتحرك المشاعر.

وسبب عرضي للقصيدتين معا يرجع إلى محاولة مني لفهم دور الوزن في تهذيب اللحن الموسيقى من جانب، ودور الإيقاع الموسيقي في تغطية عيوب الوزن من جانب آخر. وبافتراض أن مؤلف القصيدتين رجل واحد ندعوه (الأخوين رحباني) لمسؤوليتهما المشتركة في اعتماد الشكل النهائي للقصيدة، لاحظت أن بين القصيدتين فرقا في درجة الصقل الذي توفر في واحدة وتخلف في الأخرى.

فالقصيدة التي تبدأ بقوله:

مصر عادت شمسك الذهب = تحمل الأرض و تغترب

لا تجري كل أبياتها على هذه العروض، إذ أنها في سبعة أبيات منها (وذلك أكثر من نصفها) تبنى على العروض (فاعلن) وليس لهذه العروض مثل ضرب البيت الخامس الذي يفترض أن يكون هو وزن القصيدة من أولها إلى آخرها. إذن، هو بيت جديد جاء به الأخوان رحباني ولم يجزه الخليل الذي لا يدانيهما معرفة بالموسيقى ولا التوزيع ومع ذلك فلا شك عندي أنه لو سئل عن مثله لكان عده كسرا.

وفي هذا الوزن الذي كتبت عليه القصيدتان يلاحظ عندي أنه لا بد من الالتزام بسلامة فاعلن في الحشو ولكن الأخوين رحباني أخلا بهذا الالتزام في ستة من الأبيات هي الأول والثالث والخامس. ولكي يستقيم لفيروز سلامة هذه التفعيلة في غنائها لجأت إلى التضحية بسلامة اللغة حين قالت:

تحمل الأرضا وتغترب، يحمل الحقا وينتسب، جئت يا مصرو وجاء معي. وأما عند قولها:

فسما بالمبدع سببا، وهو الشطر الذي لم أفهمه ولم أعرف الوجه النحوي لنصب كلمة (سببا) فيه، إضافة إلى الكسر الفظيع حين اضطرت إلى مد كسرة عين (المبدع)، وهو موضع وتد فاعلن، فاصطبغ كلامها بلحن القول النبطي الشائن الذي قصر لحن الأخوين رحباني عن تغطيته.

وأما القصيدة الثانية التي تبدأ بقوله: أنا يا عصفورة الشجن، فلولا أني قرأت في المواقع التي أشارت إليها أنها من نظم الأخوين رحباني لقلت إنها لشاعر أكثر منهما تمكنا في وزنه وأسلوبه وحتى في صوره الشعرية، ولقلت إنها ربما كانت لسعيد عقل الذي لحنوا له عددا من روائعه قبل ذلك. ومع ذلك فقد أخل الشاعر بالتزام فاعلن في حشو شطرين اثنين من القصيدة هما: أول الليل يد الوسن، أنا عيناك هما سكني.

هاتان، إذن، قصيدتان يفترض أنهما تحملان إيقاع هذا الضرب من المديد، فأيهما ترى يصلح أكثر من غيره لتمثيل هذا الإيقاع، وهل يترتب على ذلك أن نطرح القصيدة الأخرى في مكان خارج مضمار الوزن، كما طرح العروضيون قبلها معلقة عبيد؟

القصيدة الأولى:

مصر عادت شمسك الذهب = تحمل الأرض و تغترب

كتب النيل على شطه = قصصاً بالحب تلتهب

لك ماض مصر إن تذكري = يحمل الحق و ينتسب

و لك الحاضر في عزه = قبب تغوى بها قبب

جئت يا مصر و جاء معي = تعب إن الهوى تعب

و سهاد موجع قلته = هارباً مني و لا هرب

صرت نجم الحب أحصى إذا = أحصيت في الظلمة الشهب

فسماً بالمبدع سبباً = يا حبيبي إنك السبب

الحضارات هنا مهدها = بعطاء المجد تصطخب

نقشت في الصخر أسفارها = فإذا من صخرك الكتب

مصر يا شعباً جديد غدٍ = صوب وجه الشمس يغترب

هذا رابط فيه القصيدة غير مكتملة:

وهذا رابط آخر فيه القصيدة كاملة:

القصيدة الثانية:

أنا يا عصفورة الشجن = مثل عينيك بلا وطن

بي كما بالطفل تسرقه = أول الليل يد الوسن

و اغتراب بي و بي فرح = كارتحال البحر بالسفن

أنا لا أرض و لا سكن = أنا عيناك هما سكني

راجع من صوب أغنية = يا زمانا ضاع في الزمن

صوتها يبكي فأحمله = بين زهر الصمت و الوهن

من حدود الأمس يا حلما = زارني طيرا على غصن

أي وهم أنت عشت به = كنت في البال و لم تكن

ـ[خشان خشان]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 06:55 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم

سلمت وسلم ذوقك وعلمك

خامس المديد = 2 3 4 3 1 3 ............. 2 3 4 3 1 3

سادس المديد = 2 3 4 3 1 3 ............. 2 3 4 3 2 2

ثاني الوافر = 3 4 3 1 3 ................ 3 4 3 1 3

ثالث الوافر 3 4 3 1 3 ................ 3 4 3 2 2

فيها جميعا لا تكون منطقة العروض 3 2 3 أبدا. لا وتد في آخر مقطعين.

يرعاك الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير