ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 08:43 ص]ـ
تنقسم الأصوات اللغوية إلى نوعين: نوع يسمى صامتا ويرمز له بالرمز (ص) نحو الباء والتاء والثاء وغيرها، ونوع يدعى حركة ويرمز له بالرمز (ح) نحو الفتحة والكسرة والضمة. وتعتبر حروف المد من قبيل الحركات فالألف فتحة طويلة وقيمتها ضعف قيمة الفتحة ولذلك يرمز لها بالرمز (ح ح) وكذلك واو المد وياؤها.
وأما المقطع ففكرة لغوية جمعت هذه الأصوات وقسمتها إلى قسمين: طويل وقصير. وأصبحت هذه الفكرة هي السائدة عالميا في كل درس لغوي. وأما العرب فلم يكونوا يعرفون مصطلح المقطع اللغوي، واستعاروه لاحقا عن طريق الترجمة وبفضل جهود الفلاسفة المسلمين.
ولم تكن تنقص الخليل فكرة المقطع ليقيم نظامه العروضي فالكتابة العربية هي في أصلها أقرب إلى الكتابة المقطعية وذلك بإهمالها لكتابة بعض الأصوات ومن أهمها الحركات القصيرة. ولو اختار الخليل مصطلح المقطع بدلا من السبب والوتد لقال إن المقطع القصير يتألف من متحرك (ص ح) والطويل من متحرك فساكن (ص ح ص)، والمديد من متحرك فساكنين (ص ح ص ص) أو (ص ح ح ص). غير أنه وجد فكرة السبب والوتد أجدى في التعبير عن الإيقاع المتفرد للشعر العربي الذي لا يفي مصطلح المقطع وحده ببيان فرادته. ثم إن السبب والوتد مصطلحان عروضيان أما المتحرك والساكن وكذلك المقطع فهي مجرد مصطلحات صوتية لغوية بحتة.
ويمكن تشبيه الأسباب والأوتاد في النظام الخليلي بمربعات هندسية تعامل معها الخليل بوصفها أوعية تضم في محيطها مقادير محددة من الأصوات اللغوية، وسمى أحد المربعات سببا (س) وسمى غيره وتدا (و). وأما خشان فقد رمز لهذه الأوعية بالرموز 2، 3 ولا فرق جوهريا بين مصطلحات الخليل ومصطلحات خشان فهي كلها تعبر عن مفهوم واحد بأشكال مختلفة.
وسأعيد هنا صياغة الجملة التي أدت إلى الالتباس عند أخي خشان:
فالنوع الخفيف منه (وهو المربع س أو 2) لا يمكنه أن يستوعب مقطعين قصيرين [ص ح = 1] ُ معا كما يمكن للسبب الثقيل [(س) أو (2)] ذلك بكل يسر وسهولة.
وأما قول أخي خشان إن "السبب الأخير دوما خفيف" فهو صحيح ولكن في نظام الخليل وحده. وأما عند العبد الفقير فهو يمكن أن يكون ثقيلا أيضا، مثله تماما مثل سبب متفاعلن ومفاعلتن الأول حين يصيران بالزحاف مستفعلن ومفاعيلن. وكذلك سبب مفاعلتن الأخير هو ثقيل بالقوة (بمصطلح الفلاسفة) ولكن منع ظهوره كما يظهر السبب الثقيل في أول التفعيلة أن الكلام لا ينتهي بمتحرك.
وأما مصطلح الفاصلة فلا مكان له عند الخليل ولا معنى له في ظل وجود السببين الخفيف والثقيل، ويبدو أن العروضيين بعده اختاروه اكثارا منهم لعدد المصطلحات كما زادوا الفاضلة (بالضاد المعجمة).
ـ[خشان خشان]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 09:19 ص]ـ
شكرا لك أستاذي الكريم
نقطة واحدة وهي قولك:" وأما عند العبد الفقير فهو يمكن أن يكون ثقيلا أيضا، مثله تماما مثل سبب متفاعلن ومفاعلتن الأول حين يصيران بالزحاف مستفعلن ومفاعيلن. وكذلك سبب مفاعلتن الأخير هو ثقيل بالقوة (بمصطلح الفلاسفة) ولكن منع ظهوره كما يظهر السبب الثقيل في أول التفعيلة أن الكلام لا ينتهي بمتحرك"
أتفق معك عندما يترافق آخر التفعيلة مع آخر الكلام. ولكن ماذا عن التفاعيل التي في الحشو؟
وبالمناسبة أنقل من منتدى الرقمي:
ما بين هذين القوسين مني []
يقول د. أحمد رجائي في كتابه أوزان الأشعار (ص – 99):" تميز شعوب الأرض في لغاتها بين الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير، إلا أن أغلب هذه الشعوب – إن لم يكن كلها- يميز بينهما في اللفظ ولا يميز بينهما في الكتابة. فمن حيث الكتابة يتساوى الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير [كما نلاحظه في a في كلمتي:
مان man
وُمَنْ woman ]
فللإثنين شكل واحد في الكتابة. أما لفظ الحرف الصوتي من حيث الطول والقصر، ففيما عدا ما توضحه المعاجم يترك الأمر للخبرة والمران وتواتر السمع.
¥