تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 02:20 م]ـ

كنت قد ذكرت قديما أن (مفاعيلن فعولن) نسق يستخرج من دائرة يشترك معه فيها الطويل والبسيط اللذان يستخدمان نسقا مزدوجا منه، فأما النسق المزدوج من (مفاعيلن فعولن) فلا يوجد إلا في المهمل من الدوائر، ويسمى المستطيل، ومثاله المعروف:

لقد هاج اشتياقي غرير الطرف أحور= أدير الصدغ منه على مسك وعنبر

وقد ظل هذا المثال مجمدا في ثلاجة البحور المهملة ولم يخرج للاستعمال قط إلا في بيتين ينسبان لامرئ القيس وهما:

ألا ياعين فابكي على فقدي لملكي =وإتلافي لمالي بلا حرف وجهد

تخطيت بلادا وضيعت قلابا = وقد كنت قديما أخا عز ومجد

وفي اعتقادي أن هذين البيتين يمكن أن يستقيما على النسق المفرد، في أبيات أربعة، ونمثل له بالشكل المعروف بالمسمط، نحو:

ألا يا عين فابكي = على فقدي لملكي

وأتلافي لمالي = بلا حرف وجهد

تخطيت بلادا = وضيعت تلادا

وقد كنت قديما = أخا عز ومجد

وقد نسب بعضهم هذا النسق إلى عروض من الهزج محذوفة وضربها مثلها، ومثل له بالبيت:

سقاها الله غيثا = من الوسمي ريا

وأما الوزن الذي ذكره أبو الحسن العروضي، ومثل له بقصيدة منها قوله:

أعاذلتي سفاها أجد بك البكور = عذلت حليف وجد لعذلك ما يحور

فقد نحا في باقي أبياتها التي بلغت نحوا من سبعين بيتا نحو المسمط، وأراد بها أن يثبت أن هذا الوزن الغريب ليس صعب المركب ولا بعيد المتناول، قال:

وكيف رجوع صب = صبا وفقيد لب =مناه دوام شرب = ولذته الخمور

فهذا إذن من بحر المستطيل المهمل بعد تثقيل سبب مفاعيلن فيه. وقد ظل هذا النسق مهملا كالمستطيل لأن شرط تثقيل السبب هو أن لا يكون في النسق كله سبب حر الحركة، وسبب فعولن في حشوه يلزم أن يكون حر الحركة في الزحاف، ولو كان في العروض والضرب للزم البسط.

ومثله أيضا ما أنشده الزجاجي، قال:

سقى طللا بحزوى = هزيم الودق أحوى

عهدنا فيه أروى = زمانا ثم أقوى

وأروى لا كنود = ولا فيها صدود

لها طرف صيود = ومبتسم برود

وعلى ذلك فإن النسق المفرد من بحر المستطيل الخببي مقبول في رأيي، ويمكن أن نمثل له بهذا الوزن الذي نسبه الجوهري إلى المضارع وهو:

أشاقك طيف مامة = بمكة أم حمامة

وقد طارت سريعا = وجاوزت اليمامة

وخلتني وحيدا = فيا ربي السلامة

ولو قال الجوهري إنه من مجزوء الوافر وعروضه مقطوفة لوافق قوله ذاك قول أختنا أم مالك ولقلنا معهما إن عروض مجزوء الوافر تأتي على (فعولن).

ومن الجدير ذكره هنا أن د. عمر خلوف قد جعل هذا النسق سابع القوالب التي ذكرها على البحر الوافر في كتاب "كن شاعرا" ثم سها عند تفصيل شواهدها أن يشير إليه فلعله يستدرك ذلك في الطبعات القادمة للكتاب إن شاء الله.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 07:02 م]ـ

شكر الله لك أستاذ خشان والأستاذ سليمان أبو ستة على ما تفضلتكم به

بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 11:22 م]ـ

ومن الجدير ذكره هنا أن د. عمر خلوف قد جعل هذا النسق سابع القوالب التي ذكرها على البحر الوافر في كتاب "كن شاعرا" ثم سها عند تفصيل شواهدها أن يشير إليه فلعله يستدرك ذلك في الطبعات القادمة للكتاب إن شاء الله.

شكراً لك أستاذي سليمان ..

الحقيقة أنني سهوتُ عن حذفه من جدول القوالب، بعد أن حذفت الكثير غيره، توخياً للسهولة والاختصار في الكتاب ..

ولكن كرمى لعينيك لا بأس أن أستدرك هنا ما سجلته عن هذا الوزن.

مفاعلَتن فعولن=مفاعلَتن فعولن

جعله الجوهري مرةً من المجتث، ومرة من المضارع، حيث قال في الأولى: "وهذا يشبه المضارع والوافر"! وقال في الثانية:"وهذا يشبه مربع الوافر" ()! كما ذكره ابن القطاع ()، والشنتريني في شواذه ()، وقال عنه الزنجاني: "وهو قليل جداً" ()، وحكاه الدماميني عن الأخفش، وذكر أن ابن برّي جعله من المجتث (مفاعِلُ فاعلاتن) كذلك.

وله عندهم عدة شواهد، منها قوله:

أشاقَكَ طيفُ (مامَهْ) = بمكّةَ أم حمامهْ

تبيتُ أخا همومٍ= إلى يوم القيامَهْ

وقوله ():

عُمَيْرةُ أنتِ همّي= وأنْتِ الدهْرَ ذكْري

وقوله:

وإنْ يهلكْ عبيدٌ= فقد بادَ القرونُ

وأورد الشنتريني قول النابغة الذبياني:

ولا تَصِلَنْ خليلاً= لهُ بالسّرِّ هَتْفُ

ومنه ما يعدّونه من المجتث:

أولئكَ خيرُ قومٍ= إذا ذُكِرَ الخِيارُ

ومثّل له ابن الفرخان بقوله:

وقفتُ على الثنايا= تُنازِعُنا الشكايا

وقد رحلَتْ بحزوى=مطايا كالحَنايا

فكم حملَتْ قلوباً= ذهَبْنَ بها سبايا

وقد وجدتُ عليه موشحةً لابن شرف القيرواني يقول فيها:

ألا بأبي شرابُ= تطوفُ بهِ كؤوسُ

ثَناياهُ الحَبابُ= لَماهُ الخَندريسُ

وقد عبَثَ الشبابُ= بأعطافٍ تميسُ

ويقول ابن الوردي:

أقولُ: طلَبْتِ مالاً= ومِلْتِ عنِ افْتِقاري

فقالتْ: كلُّ قلْبٍ= يميلُ إلى اليسارِ

ويقول عبد الغني النابلسي:

ويومٍ في (مَنينِ) = مُسَلٍّ للحزينِ

قصدْنا فيه رَوْضاً= لدى ماءٍ مَعينِ

وكمْ غصْنٍ تَثنّى= بلُطْفِ هوىً ولينِ

وقد وافى إلينا= نسيمُ الياسمينِ

ومن المعاصرين، يقول مصطفى خريف من قصيدة طويلة ():

أعيدوا واستعدّوا= فما منْ ذاكَ بُدُّ

أقيموا الأُسَّ وابْنوا= قِلاعاً لا تُهَدُّ

وسَوّوها جسوماً= تُريدُ فلا تُرَدُّ

هوَ المجْدُ الذي لا= يَطولُ عُلاهُ مَجْدُ

مُفاعلَتن فعولن= مُفاعلَتن فعولْ

وعليه بعض أبيات موشحة ابن شرف القيرواني (مقلوباً):

ق

ضَتْ خَمْرُ الثُّغورْ= بِسُكْرِ الصّائمينا

يُعَتّقُها الفتورْ= فيُشْفِقُ أنْ يكونا

رياضٌ في غديرْ= قدِ انْفجَرَتْ عُيونا

ومُندَمِجِ الحُضورْ= بِنَغْمتهِ حَيينا

مُفاعلَتن فعو= مُفاعلَتن فعو

وضعته قياساً، ومثّلتُ له بالقول:

أَشاقَكَ طَيْفُها= وهَزَّكَ عَرْفُها

فَوا كبِدي إذا= تَطاوَلَ خُلْفُها

فلمْ يُرَ حُسْنُها= ولم يُرَ ظرْفُها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير