تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ضوّعْتَ منْ مسْكٍ ومنْ ريحانْ=فسَمَوْتَ بي وسمَوْتَ بالإخوانْ

عن بعضِ واجِبِنا أفَضْتَ بشُكْرِنا= كَرَماً، وليس لِواجِبٍ شُكْرانْ

ونسَبْتَ لي ماليسَ لي فضْلٌ بهِ=فاللهُ خلْفَ شجاعةِ الشجْعانْ

خيرٌ حَباكَ بهِ الإله فقال: كنْ=للخيرِ حين أتى الأوانُ فكانْ

فاحمدْ إلهكَ وحدَهُ واشكرْ لهُ=فأنا وأنتَ بفضلِهِ سِيّانْ

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 12:39 ص]ـ

أستاذي الفاضل

جزاك الله خيرا على هذه الأريحية في الجواب

ـ[أنوار]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 11:10 م]ـ

ما تزال هذه القاعدة سارية في بحور الشعر ولم يشذ المتقارب عنها، ولكن الأخت لا شك تقصد وقوع علة الحذف في عروض المتقارب على سبيل الزحاف، فتجد عروضا صحيحة في بيت وأخرى محذوفة في بيت آخر، نحو قول البحتري:

لوت بالسلام بنانا خضيبا = ولحظا يشوق الفؤاد الطريبا

وزارت على عجل فاكتسى = لزورتها أبرقُ الحزن طيبا

نعم هو ماعنيت، ولكن ألا تعتبر أستاذنا الكريم أن العلة أحدثت به شذوذا من حيث الالتزام وعدمه، وخروجًا عن مألوف البحور في العروض والضرب.

وفي رأيي أن وحدة العروض متحققة هنا برغم وقوع هذا الزحاف؛ لأن الملاحظ أن المنشد يعوض هذا الحذف بإطالة أمد النطق بالحرف آخر العروض المحذوفة لتتساوى التفعيلة مع طول تفعيلة العروض الصحيحة. ولذلك فإن الوقفة التي تكون في العادة قصيرة الأمد تبدو هنا أطول.

أيمكن أن يكون مقياسًا ثابتًا، إذ أني - وعلى حسب ظني القاصر - أعتقد أن إطالة الصوت راجعة لمعايير ذوقيّة.

والله أعلم

وهذه الوقفة (الطويلة) تلاحظ بشكل واضح عند تدوير البيت، نحو قول البحتري:

هو المجد أبدت له الحادثا .... تُ عزما وشيكا ورأيا صليبا

وأعطاه من كل فضل يُعَدّ .... حظّا ومن كل مجد نصيبا

فعروضا البيتين الأخيرين ينتهيان بصوت يساعد على إطالة النطق بالحرف (صوت المد، وتضعيف الحرف)، ولا أظن ذلك ممكنا في حروف غير هذين النوعين.

!

لكم جزيل الشكر وهذا الزخم العلمي

ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 05 - 2010, 10:15 م]ـ

حتى لا تتوقف هذه النافذة ,,

تحدث القرطاجني في منهاجه عن البحور الشعرية وأضاء عليها إضاءات نقدية

فهل اتسمت آراءه بالموضوعية عندما وصف بحورًا بالحلاوة والطيش،

وأخرى بالسذاجة والحدة؟؟

أم كانت نابعة من منظار شخصي؟؟

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 01:29 م]ـ

يعد القرطاجني من أوائل النقاد الذين حاولوا تأصيل علم للبحث في صفات الأوزان الشعرية وذلك في كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء. ويرجع ذلك إلى اطلاعه بشكل مكثف على أعمال الفلاسفة المسلمين وما ترجموه أو شرحوه من كتب اليونان القدماء، فقد كان هؤلاء يخصصون لكل وزن معين غرضا لا يخرج عنه.

وقد أخذ بهذه الفكرة في عصرنا الحالي علماء لغويون وعروضيون نذكر منهم إبراهيم أنيس وعبد الله الطيب وكانت لهما أحكامهما الخاصة بهما، وإن لاحظ المتتبع لأعمال هؤلاء العلماء الثلاثة أن آراءهم لا تتفق على معنى معين لكل وزن مما يدل على أن هذا (العلم) ما يزال عصيا على التقعيد أو التنظير، وربما ظل عرضة للأحكام الشخصية والذوقية، مثله في ذلك مثل الأحكام المتصلة بالزحاف ومدى حسنه أو قبحه.

صحيح أن الزحاف قد وجد قاعدة تحكمه بما قام به المعري من إحصاءات، وبما ذكره بعض العروضيين من أن الحسن من الزحاف ما كثر استعماله، والقبيح ما قل استعماله، والصالح ما توسط بين الحالين. فأما الصفات التي تسبغ على بعض الأوزان فلا توجد إحصائيات تدعمها، بل إن الواقع أن أي وزن يصلح للنظم عليه بلا قيد. وربما تكون المعارضات التي يتنافس على نظمها الشعراء إعجابا بقصيدة معينة أن تسبغ على وزن معين صفة ما كما أحس عندما أسمع قصيدة على وزن وقافية قصيدة كعب: بانت سعاد.

المسألة كما أراهما لا تعدو أن تكون ارتباطا شرطيا نفسيا بين وزن معين وغرض التصق به لكثرة ما طرقه الشعراء، ولكن هذا لا يمنع شاعرا آخر من تحويل مجرى هذا الإيقاع لغرض غيره. وأعتقد أن أخي الأستاذ خشان قد ناقش هذا الموضوع في منتداه، فإذا احتجت إلى مزيد من التواصل فهذا هو الرابط:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=597

ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 10:45 م]ـ

شكر الله لك أستاذ سليمان

سأرى الرابط، ولعلي إن اعترضني أمر أعود ..

جزتم خيرًا

ـ[الباز]ــــــــ[08 - 05 - 2010, 04:44 ص]ـ

نافذة ماتعة و أسئلة تستحق الوقوف طويلا و البحث عن إجابات ..

بالنسبة لمسألة علاقة الوزن بالغرض الشعري أحاول أن أقول:

مع أن ما تفضلتم به من آراء الأساتذة شيء جميل و مفيد و نرجو أن يتسع البحث في هذا المجال

فهو ميدان خصب لم يستوفه أحد بالدراسة الكاملة لأنه يتطلب استقصاء و إحصاء كاملا للشعر العربي قبل

البت النهائي الذي لا يقبل الجدال.

إلا أني أرى -والله أعلم- أن العروض العربي يتميز بكون بحوره عامة صالحة للكتابة على أي غرض

من الأغراض -باستثناء بعض البحور النادرة أو بعض البحور التي وصفت بالركاكة- ..

و الأمر يتوقف على الشاعر و على مدى مقدرته و تمكنه من لغته وشاعريته بحيث

يستطيع في البحر الواحد أن يبكي أو يضحك أو يسعد أو يحزن أو يحمس على حسب ما يقتضيه غرضه

أي أن الحالة النفسية للشاعر أو الإحساس الذي يريد أن يضفيه الشاعر على نفوس المتلقين

تخضع لتخيُّر الألفاظ و طريقة الربط و التأليف بينها و هو ما يسمى بالإيقاع -و الإيقاع غير الوزن- ..

و أنقل هنا كلمة عن الوافر للعلامة محمود فاخوي في كتابه موسيقى الشعر:

"

الوافر ألين البحور وزنا وأكثرها مرونة، يشتد إذا شددته ويرق إذا رققته

وهو في كلا الحالين يشيع فيه نغم جميل وموسيقى عذبة ... "

وفي رأي أن هذا الكلام ينطبق -بنسب متفاوتة- على أغلب بحور الشعر العربي

و الله أعلم

على أني سأنقل لكم فقرات رائعة تصب في الموضوع للدكتور عز الدين اسماعيل من كتابه

التفسير النفسي للأدب:

http://front1.monsterup.com/upload/1273282883646.gif

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير