إذا خاب في منيتي أملي ... وقلبي بشتى الهموم ابتلي
تمثلت قول الإمام علي ... رضيت بما قسم الله لي
وفوضت أمري إلى خالقي
إذا ضاق بالنفس رحب الفضا **** وقُلِّبتُ فوق جمار الغضى
فلي أمل في لطيف القضا ***** كما أحسن الله فيما مضى
كذلك يحسن فيما بقي
ـ[عادل نمير]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 10:48 م]ـ
شكرا لأساتذتي ولكل من رد
أؤيد آراءكم
من كتابي تعلم أوزان الشعر بلا معلم،
وأجد جوابي شافيا جامعا بفضل من الوهاب ومنة لكل أحوال ألف التأسيس
أقول وبالهادي التوفيق إنه:
إذا أتى الشاعر بألف يفصلها عن الرويّ حرف متحرك، فإن هذه الألف حرف مهم، إذ سيلتزم بها طوال القصيدة، ذلك مثل قول المتنبي في قوافٍ: ........... راضيا ............ رجائيا ........... هاجيا، فالياء في الأبيات السابقة روي، وهذه الياء (الرويّ) يتواجد قبلها أيّ حرف متحرك، كأن يكون: (الضاد: را ضـ ــيا، الهمزة: رجا ئـ ــيا، الجيم: ها جـ ــيا)، لكن تسبقه ألف (راضيا، رجـ ائيا، هـ اجيا). ولا يلتزم بأي مد في هذا المكان غير الألف. وإليك مثالا:
.................... يا لِلقتيل بكى من حب قـ ا تلِهِ!
، والتي سيقول بعدها قوافيَ مثل: (حا ملِه، با ذلِهِ، عا ملِهِ) ملتزما بألف، يفصلها عن الروي أيّ حرف متحرك (الميم في حامله، الذال في باذله)، فنوع هذا الحرف لا يلزم، لكنه يلتزم بالألف التي تسبقه، واللام المكسورة بعده كـ رويّ (ويلتزم بحركتها). ووجود هذه الألف في القافية يجعلها من القوافي العالية موسيقيا.
لكن، هل كل ألف يفصلها عن الروي حرف متحرك يلتزم بها؟ الجواب لا،
* فلا بد من أن تكون الألف والرويّ من كلمة إملائية واحدة مثل (سامعي) و (قادرُ)، وتصير الألف هنا
مُلزمة، بلا استثناء، وبذا لا يجوز اجتماع: شاعرُ (وفيها الألف المشار إليها) مع يقدرُ (بلا ألف كما ترى).
* أما إذا كان الروي وهذه الألف من كلمتين منفصلتين إملائيا، لكن كان الروي ضميرا كما في (ما بيا) فالروي هو ياء المتكلم، وهي ضمير، .... أو بحيث كان الرويُّ جزءا من ضمير، كما في (ولا هيا)، فالرويّ
هو الياء وهي جزء من الضمير (هي) - ففي هاتين الحالتين تكون الألف حمّالة أوجه، أيْ تُعامل معاملة الألف التي يلتزم بها في القصيدة التي تكون باقي أبياتها ملتزمة بالألف (في القوافي التي تكون الألف والروي من كلمة واحدة)، فيجتمع (ما بيا) مع (فؤاديا)، وهذا أشيع، ولا تُعامل معاملة الألف اللازمة في القصيدة التي تكون كل أبياتها بلا ألف، فتجتمع (ما بها) مع قواف مثل (حبها، قلبها) (عميل مزدوج).
* أما إذا انتهت كلمة إملائية بألف، ثم كان الروي في الكلمة التي تليها، ولم يكن الروي ضميرا، ولم يكن جزءًا من ضمير، كما في (هنا معي)، فاتُّفق على أن عدم الالتزام بها أوْلى، ولا يجيز أغلب العلماء أن تستخدم في قصيدة التزمت بها، فلم تأت (غنّى بهِ) وفيها فصل بين الألف والروي في كلمتين- لم تأت مع (أحسابهِ، شهابهِ)، والألف فيهما من كلمة واحدة. وقليل من الشعراء من جمعها مع قواف التزمت بالألف.
* وفي كلمتين منفصلتين مثل (طابَ لي)، لا تكون الألف ملزمة أبدا، فلم تنتهِ الكلمة الإملائية الأولى بالألف، وهنا تعامل الألف معاملة غيرها من السواكن؛ فيجوز اجتماع (طاب لي) مع (لم تفعلي).
وحركة الحرف الذي يقع بين الروي والألف التي تحدثنا عنها (الميم في حامله، الذال في باذله)، يلتزم بها، فهو نفسه قد يتغير، أما حركته فالأصل فيها الثبات، وكثيرا ما تكون كسرة أو فتحة، وقد تكون ضمة، فهي ضمة في ................. تطاوُلُ، وهي كسرة في .............. مطامِعُ، وهي فتحة في ................. حاوَلوا، ولا ينبغي أن يجتمع الفتح مع حركة أخرى في القصيدة، وقد يُجاز اجتماع الضم مع الكسر، والأصل الثبات كما وضحنا.
* ومن عيوب القافية اختلاف الحركات على الحرف الذي يفصل الألف عن الروي، (كاجتماع: لو قاتَلوا مع العاجِلُ، وهو اجتماع الفتحة مع الكسرة)، وقد يجاز اجتماع الضمة مع الكسرة.
واختلاف الحركة قبل الروي المتحرك شديد الشهرة في شعر العرب، ولا يعتبر عيبا، فالمتنبي يجمع: عنده سقَمُ، مع: هُمُو، مع: يختصِمُ، ذلك إن لم تكن القافية ملتزمة بالألف السابق الحديث عنها.