تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهناك ضرورة بحذف المد المنطوق بعد هاء الضمير التي تقع بين متحركين، كنطقنا {يرضهُ لكم} الزمر (7)، ننطقها: يرْ ضهُلَكم / o / / / /o بلا واو (بدلا من يرضهُ ــو لكم)، كما في رواية حفص عن عاصم للآية الكريمة، وهي شاذة في الشعر.

- أما ميم الضمير كما في قولنا (هم) فقد تنطق (هُمو)، وقرئ قوله تعالى {كنتمو غير مدينين} الواقعة (86)، كمثال. ويتكون خلف الميم حرف مد كامل عند أغلب الشعراء، وليس مجرد ضمة، فتكون الكلمات: (عنـ همو قلـ بي) منطوقة مكتوبة عروضيا بهذا الشكل، وليس مجرد (عنهمُ قلبي بميم مضمومة). وهنا، يستحب للشاعر أن يكتبها بالواو؛ ليبين للقارئ أنه يريدها هكذا، وإن كانت أغلب الدواوين لا تهتم بهذا، مثاله:

إن كان سَركُمو ما قال حاسدنا، فما لجُرحٍ إذا أرضاكمو ألمُ

، وقد تأتي هذه الضرورة أيضا في كلمة من البيت، ولا تأتي في كلمة أخرى من نفس البيت، مثاله:

وتبكيهمو عيني، وهم في سوادها، ويشكو النوى قلبي، وهم بين أضلعي

وقد تحرك هذه الميم للكسر في نهاية البيت إن سبقت بمكسور، لتجتمع الميم مكسورة العين من آخر الشطر (وأنه خير خلق الله كلهمِ) التي تكتب عروضيا (كُلْ لِهِمي) – تجتمع كروي مع الميم من آخر (من العدمِ، غير ملتئمِ).

- وقد يسكن الشاعر الهاء من (هو وهي) في التراكيب (وهْو)، (فهْو)، (وهْي)، (فهْي)، وقليلا ما تكون في (لهْوَ، لهْي) و (ثم هْو، ثم هْي)، وقرئ قوله تعالى {وهْو على كل شيء قدير}، مثاله:

فهْي بردٌ بحسنها وسلامٌ، وهْي للعاشقين جهدٌ جهيدُ

، ومثاله لي، في مدح من شاقني غرامه:

بل زُرهُ بالأقفال تُفتحْ، أو تعا لَ بمُثقِل الأمراض؛ فهْو شِفاها

بينما لا توجد ضرورة تجعل كاف الخطاب للمذكر أو للمؤنث توصل بمد، اللهم إلا إذا كانت في نهاية بيت؛ لضرورة وصل أي متحرك في نهايته بمد للإطلاق، لكن ذلك موجود في لغة غير شهيرة لا يتكلم أكثرنا بها.

- وقد يحرك الشاعر ياء المتكلم للفتح، ومثاله عند أبي فراس الحمداني:

بلى، أنا مشتاقٌ، وعنديَ لوعةٌ، ولكنّ مثلي لا يذاع له سِرُّ

، وتلاحظ أن كلمة (عنديَ) فيها الياء متحركة، بضرورة، بينما كلمة (مثلي) من نفس البيت، ومن نفس التركيب، لم تتحرك فيها الياء؛ لأن الشاعر لا يريد الضرورة في هذا الموضع، وقرئ قوله تعالى {وليَ دين} الكافرون (6)، بفتح الياء من (لي)، وكثير من القراء قرأها بسكون الياء للمد. وقد يُسقط الشاعر ياء المتكلم بضرورة لا تشيع في الشعر، لكن يشفع لها قوله تعالى {يا عبادِ فاتقون} الزمر (16)، والتي إن كتبناها عروضيا تكُن: يا عبا دِفَتْ تَقون، ويستحب للشاعر؛ ليظهرها، أن يكتبها بدون ياء.

- وكلمة: (أنا) الأصل فيها أن تسقط الألف منها (أنا) في منتصف الكلام، وقد يستخدمها شاعر بإسقاطها كالمعتاد، كقول المتنبي: أنا في أمّة تداركها اللهُ غريب كصالحٍ في ثمودِ (بإسقاط الألف)، وهو يقول في قصيدة أخرى: وأنا منك لا يهنئ عضوٌ بالمسرات سائر الأعضاءِ (بإثبات الألف، وهما لغتان من لغات العرب). والبيتان من نفس الصورة لبحر الخفيف.

- ضرائر في الهمزة: قد تحذف الهمزة، كمثل قولي:

ورأى تقلب وجه أحمد في السما، "لنولينّك قِبلة ترضاها"

، وقد تقلب الهمزةُ حرفَ علةٍ ملائما لها، كمثل قول شوقي:

ولا ينبيك عن خلُق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا

، وشوقي هنا أضاع– بذكاء- الضمة، كعلامة إعراب الفعل المضارع (ينبئُ)، بأن قلب الهمزة المكسورة ياءً تلائمها، فلو كان قال (ولا ينبئُك)، لَكَسَر الوزن. وقلبُ الهمزة لحرف آخرَ أكثر ما يكون لأجل إقامة القافية في الضرب، كمثل قول أبي نُوَاس: ... سطوات باسِكْ (أصلها بأسك)

........ وحياة راسِكْ (أصلها رأسك)

... ......... أبا نُوَاسِكْ (تنطق نواس بضم النون، ولا تشدد الواو بل تفتح فقط)، فقلب الهمزة الساكنة بعد فتح (من: بأس ورأس) - قلبها لألف، فصارت تلك الألف حرف اللين الذي يسبق الروي، وكلمة سُؤْلي، مثلا، هي بهمز ساكن بعد السين، وموجودة في القرآن {أوتيتَ سؤلك} طه (36)، أي: أوتيتَ ما سألتَه، ومما يقع تحت الضرائر أن يقولوا (سُولي)، بواو مد بعد سين مضمومة؛ لتجتمع (سُولي) مع (رسُولي، ومأمولي) في قوافي قصيدة واحدة، وقس على ذلك قول عبد الله البردوني:

ومِن القتال دَناءة ٌ وحشيّة حَمقَى، ومنهُ عقيدة ومبادي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير