[كيف نعيد اقتناعهم بها؟؟!!]
ـ[العَرف]ــــــــ[01 - 10 - 2004, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من ينظر لحال أبنائنا وبناتنا في أرجاء الوطن العربي - حالهم مع أمنا اللغة- يجد حالا يدمي القلوب والعقول معا .. فكيف وصلنا إلى تلك المرحلة من انحدار الفكر، واضمحلال الثقافة؟
أعلم أن السؤال جاء متأخرا ونسأل الله أن يكون في الوقت متسع
أصبح الأطفال والكبار يكررون عبارات كالببغاوات في تأثُّر مذموم، و ترديد دون فهم ولا وعي للأثر، مجرد تقليد أعمى البصر والبصيرة معا، يرون فيه شيئا من التطور والتقدم؛ يفخرون به بين رفاقهم
وقفت على عدة مشاهد مبكية وكلها في رحاب ذلك الصرح التربوي الذي يُعوّل عليه انتشال تلك البراعم من بين براثن الأسد – التطور المزعوم - وعليه تلقى مسؤولية غرس الولاء لتلك الأم الروم، و البراء من كل ما عداها، والفخر بها وفي رحابها.
فلا ولاءً لها رأينها، ولا براءً من غيرها شهدنا
حالٌ مبكٍ .. وخطبٌ مدمٍ
فتاة تصطدم بزميلتها دون قصد .. فتلتفت إليها لتعتذر: سوووري .. ثم تمضى.
طفلة لم تتجاوز السادسة برعمٌ في الصف الأول الابتدائي ترفع يدها لتلقي التحية على زميلتها: هاي!! وترد الأخرى التحية بدورها: هااااي، ثم تمضي كل منهما في طريقها.
مربية الأجيال تلقي بعض التعليمات حول عملٍ ما على مجموعة من تلميذاتها، ثم تختم حديثها لتتأكد من فهمهن: أوكي؟!
وفي الختام تودعهن لتنطلق كلٌ منهن لصفها: باي باي!!!
لا يظن أحدنا بأن الأمر لا يعدو مزاحا بين صغيرتين أو مداعبة، فالمسألة تجاوزت طور المداعبات لتتحول إلى شبح يهدد نظام حياة بأكمله .. يمسخ ثقافة .. و يميّع هويّة
فوا أسفي ويا وجدي.
أناشدكم أخوتي بالشد على يدي .. فأنا أبحث عن طرق للعلاج .. ومسالك للتغيير .. سنجد الوقت بإذن الله لكن أدعو نفسي لمشاركتكم عقولكم وتجاربكم .. الأمر جديٌّ وحريٌّ باهتمامكم و سعة صدوركم
نريد حلولاً مبتكرة وأساليب غير مباشرة
أبحث عن صدمات تعيد الوعي .. وصفعات تسترجع الرشد
أعلم أن التنفيذ ليس بقدر سهولة التخطيط .. لكن التخطيط أولى الخطوات وأهمها .. و ها أنا أفكر بصوتٍ عالٍ للإجابة عن السؤال:
كيف يمكننا أن نعيد لأبنائنا فهمهم للغة و إتقانهم لها واعتزازهم بها وفخرهم بانتسابهم إليها؟
كيف نجعلهم يطلقونها مدوّية: لغتي هي هويتي .. لغتي هي أنا!!
رجائي لكم حار بقدر حرارة الأسى في نفسي .. لا نريدها مناقشات حول أسباب المشكلة .. ولا استعراضا لأبعادها .. فكلنا يعيها ويدركها .. فلنترك المساحة أوسع والوقت أكبر للحلول وكيفية تطبيقها!!
ودمتم للضاد أبناء بَرَرَة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 10 - 2004, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
في رأيي القاصر، أن أول الحلول هو عدم حصر اللغة العربية في فصول التعليم والواجبات المدرسية، رغم ضحالة المواد التي تدرس للطلبة وسوء منهجية تعليمها، وذلك بنقلها إلى أذواق الناس خارج أسوار دور التعليم، فإذا تحقق هذا الحب زاد اهتمام عامة الناس وخاصتها في اللغة العربية، وهذا هو المطلوب0
الحل الثاني، وهو في استقطاع جزء في محطات التلفزيون لبث حلقة عن اللغة العربية وفنونها على أن تكون حلقة أسبوعية مثلا، وهذه المهمة يجب أن تنطلق من أقسام اللغة العربية في المعاهد والجامعات0
والحل الثالث، هو التوعية لنبذ المفهوم الفاشل عند كثير من المدرسين بأن التعليم وظيفة ومهنة المراد منها الراتب فحسب! واستبدال هذا المفهوم بأن التعليم رسالة دينية بشرية بل هي مصنع العلم وانطلاق أول شرارات المعرفة والثقافة إنما يكون منها وبها0
نقل حب العربية إلى العامة أمر مهم، وثمرته ستكون كبيرة دون شك،وها نحن نرى الكثيرمن شبابنا وبناتنا ما أن يسمعوا بأغنية جديدة إلا ورأيتهم يتغنون بها ويقتنون نسخا منها، يهتمون بها بشغف كبير يحكي اتساع الفراغ المعشش والمهيمن على أفكارهم الخاوية،وحب العربية أولى باحتلال هذا الفراغ لملئه بأداة العلم والنهوض به إلى عالم المعرفة، وما أداة العلم إلا العربية، ومن ضيع المفتاح فلن يفتح الباب، والعربية ليست باب علم ومعرفة فقط، بل هي مدخل واسع لتهذيب النفس والارتقاء بالنفس الانسانية من الانخفاض إلى الرفعة والعلو بإذن الله تعالى0
هذا أهم مايجول في بالي بهذا الخصوص، ويجب أن نركز على هذا الجانب، لأن اللغة العربية أصبحت كالمسمار في يد النجار! فلا يستعمله إلا في المنجرة، وربما كان اهتمام النجار بمسماره أكبر من اهتمام معلم العربية بعربيته!
هذا مالدي، كتبته على عجل، وأسأل الله السلامة من الزلل0
والله الموفق0
ـ[العَرف]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 02:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخي الكريم وأعتذر على تأخري في الرد فقط أما كلماتك فقد كان لها حيز كبير من التفكير
أخي الكريم قد ذكرت لنا: كان طرحك على عجالة فأغريتنا بالاستزادة مما تنطوي عليه ذخيرتك
فليتك تعطينا شيئا من ذلك الفيض لنبدأ التطبيق. أوضحت لنا أخي ثلاث نقاط فيها الحل الجذري بإذن الله وهو السؤال الذي نبحث عنه فليتك أخي تسعفنا - إن كان في وقتك متسع - بكيفية تحقيق ذلك فرديا وجماعيا، بحيث تكون كيفية قابلة للتطبيق في محيط المدرسة أو تحت إشرافها.
نقل اللغة والولاء لها إلى أذواق الناس خارج أسوار دور التعليم؛ فحب العربية هو المفتاح لبوابة إتقانها
استقطاع جزء في محطات التلفزيون لبث حلقة عن اللغة العربية وفنونها
التوعية لغرس مفهوم: أن التعليم رسالة دينية بشرية بل هي مصنع العلم
ودمتم على طاعة الله