تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عبقرية اللسان و لسان العبقرية .. !!]

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 01:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا مقال كتبته فيما مضى .. و أحببتُ أن أنشره في صفحات الفصيح ..

..........

عبقرية اللسان و لسان العبقرية.

لستُ بقيسٍ يماني، أو عنترة عبسي، بل أنا فتاة عربية ترثي أمها، قد تعتقدون أن أمي ميتة لذا أرثيها، لا أمي حية. و لكن الموت أهون من الحياة التي تعيشها.

أمي يا عرب تموت في اليوم آلاف المرات فما بالكم بسنواتٍ تقاسيها موتاً مريراً.

أمي تتلقى الهجاء اللاذع من جميع إخوتي الكرام، أولئك الذين نسوا قدرها، هجروها، و أودعوها عالم النسيان ... أسكنوها الجحيم و قد أرضعتهم الحنان إرضاعاً و أذاقتهم حلاوة النعيم، علمتهم، أخلصت في تربيتهم، لم تبخل عليهم بشئ، أياً كان ثمنه ... و الآن بكل بساطة و جهالة يتجاهلونها، يرمون بها إلى الحضيض ... يعتقدونه فلاحٌ ذلك الذي يفعلونه، و ما أدراكم كيف يفعلونه!. يهجروها و هم باسمون، ضاحكون، فرحون ... جهلة أولئك الأبناء.

أيها الأحبة. أمي هي لغتي الحبيبة، لغة الفصاحة التي شملت من الجمال أتمه، و من العذوبة أرقها، و من الحسن أفضله، و من الحلاوة أروعها. تلك التي رفعت قدر أمة محمد؛ فأصبحت بفضلها مهابة محترمة ... تلك اللغة التي اختارها الباري لتكون لغةً يتنزل بها أسمى الكتب على الإطلاق. ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) يوسف:2

لغة زادت عظمتها بتحدث خير البرية بها ((أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش، و نشأت في بني سعد)). فكيف أيها العرب تهجرونها .. كيف؟؟!

لغة القرآن التي محاسن لم تحوها لغة غيرها، فإليكم بعض ما أفتخر به من محاسن حبيبتي .. و أظل أنشد هذه المحاسن غزلا و اعتزازا.:

أولا: هي لغة إيجاز و إعجاز، و لغة اشتقاقية فريدة، لا سيما أنها أفضل اللغات في الاشتقاق.

ثانيا: لغة غنية بأفعالها و حروفها.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً جعل الجمالَ و سره في الضادِ.

ثالثا: لغة تحتمل الإضمار، و التقديم و التأخير و الحذف، و غير ذلك الكثير ... الخ.

رابعا: لغة ذات تراكيب إعرابية كثيرة، فإذا تعذر الإتيان بهذا التركيب جي ء بغيره.

خامسا: يكفي أنها لغة قرآن كريم و بلاغة محمدية فصيحة، و لغة ضادية .. احتوت على حرف لا يوجد في أي لغة أخرى. ((وقال الشيخ صالح بن حميد رئيس شؤون الحرمين من أحبّ الله أحبَّ محمداً، ومن أحبّ محمداً أحبّ القرآن الكريم، ومن أحبّ القرآن الكريم أحبّ اللغةَ العربية، لذا .. كان تعلّمها وإتقانها من الديانة؛ فهي أداة علم الشريعة، ومفتاح التفقّه في الدين)).

لغة الفرقان لغة عنيدة الجمال، و بديعة الكمال ... تتربع على عرش الرقي، و تتحلى بأسمى ملامح الإبداع، كيف لا و قد استفاض بها الأدباء، و تغنى بها الشعراء؟!، بل و أسرت قلوب العلماء، كما استخدمها كافة الفقهاء ... فكيف اليوم نهجرها بهذا الجفاء و نتهمها بالعقم و نصفها باللغة الشمطاء الخرقاء ....

أي عقل ذاك الذي يصدق أن تكون لغة كانت ذات يوم أسمى لغات الأرض و أعلاها مرتبة و منزلة و أرفعها مكانةً أردأ اللغات في نظر أبناء اليوم و أكثرها تخلفاً و عجزاً عن مواكبة الحضارة.

شهدت اللغة العربية في الآونة الأخيرة ضعفاً ملحوظاً و تراجعاً ظاهراً كان سببه عدة عوامل من أهمها

o الابتعاد عن القرآن و ألفاظه المعْجَزة، و الحديث الشريف بألفاظه و أساليبه الثرية ..

o الغزو الثقافي المبرمج لإضعاف اللغة العربية و الحط من شأنها. و لا سيما وفود اللغات الأعجمية التي أسهمت إسهاماً كبيراً في تعدد الألسنة.

o اعتقاد الكثير من المثقفين بعجز اللغة العربية عن استيعاب العلوم الحديثة و مواكبة الحضارة.

o تدني حركة الترجمة من و إلى العربية.

o عدم تحفيز القائمين على الأنشطة الثقافية العربية.

o الاعتماد الكلي على اللغات الأعجمية في معظم المجالات.

o وجود لغات قومية غير عربية في بعض الدول العربية.

قد يعتقد الكثير أن لغة الضاد لغة عقيمة، تعجز عن مسايرة ركب الحضارة و مواكبة قطارها. و لكنه بكل تأكيد ظلم عظيم في حق هذه اللغة.

و إليكم دحض هذا الاعتقاد الباطل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير