تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال يحتاج إلى جواب]

ـ[خالد ارف]ــــــــ[21 - 03 - 2005, 12:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الكرام

اريد جوابا على هذا السؤال

ما هى اهم مميزات كتاب الصحاح للجوهري

ارجو ان اجد اجابة

وشكرا لكم جميعا

:; allh

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 03 - 2005, 09:02 ص]ـ

الأخ الكريم خالد أهلاً بك معنا في الفصيح.

يقال: الصِّحاح، والصَّحاح، والأول المشهور.

وكان غرض الجوهري - رحمه الله - من وضع الصحاح التزام الصحيح من المفردات اللغوية، ولذا قال في مقدمة كتابه: " أودعت هذا الكتاب ما صحّ عندي من هذه اللغة، شرّف الله تعالى منزلتها ".

وقد انتهج الجوهري طريقة جديدة في طريقة تبويب الكتاب لم ينتهجها أصحاب المعجمات من قبله من ترتيب الحروف على المخارج ونظام التقاليب أو تقسيم الكتاب إلى أبواب بحسب أبنية الألفاظ التي يحتويها، إلا أنه يقال إن مبتكر الطريقة هو البندنيجي، صاحب التقفية، ولكنه قال في مقدمته: " على ترتيب لم أُسبَق إليه " وهذه الطريقة تعتمد أواخرالألفاظ في ترتيبها، بدلاً من أوائلها، ربما لغلبة فن السجع على كتّاب عصر الجوهري، ومَن يقرأ مقدمته يرَ هذا الفن واضحًا في كلامه. فقسم معجمه إلى ثمانية وعشرين بابًا، بدءًا بالهمزة إلى آخرالحروف، وجعل ما آخره واو أو ياء في باب واحد، وبعده باب الألف اللينة. ثم قسّم كل باب إلى فصول، للحرف الأول، وفصَل الواو عن الياء في الفصول، إلا أنه رتبهما هكذا: فصل الواو، ثم فصل الهاء، ثم فصل الياء، وفصل بينهما بالهاء من أجل أن يوضح الفصل بينهما، وكذا فعل في الحرف المتوسط، أو الحروف المتوسطة، إن كانت المادة أكثر من ثلاثة أحرف.

وهذه الطريقة شاعت ولقيت من الشهرة ما لم تلقه أي طريقة أخرى، وسارت عليها معجمات كبيرة، كالعُباب للصغاني، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيرز آبادي، وتاج العروس للزبيدي.

الجوهري في صحاحه لا يسند الأقوال إلى أصحابها، وإنْ فَعَله أحيانًا، وهو يأخذ من معجم العين للخليل، والجمهرة لابن دريد، والتهذيب للأزهري، وغيرها، ويزيد عليها كثيرًا، إلا ما في التهذيب. وربما فرّق الصيغ ذات المعنى الواحد داخل المادة، وفصل بينها بالصيغ ذات المعاني الغريبة عنها. وينبه، في الأفعال، على ماضيها ومضارعها ومصدرها، أو المضارع فقط، أو المصدر فقط، ويبين المتعدي واللازم، والمفرد والجمع من الأسماء. وعلى شدة اهتمامه بالصحيح إلا أنه لم يغفل المعرّب من الألفاظ، وربما وضّح اللفظ العربي بلفظ فارسي يعرفه الناس في زمنه، كما قال عن (الزُّمَّج) و (الشُّفارج)، وربما نبّه على المولّد، كما في (طنز) و (البُرْجاس).

ويهتم الجوهري كثيرًا بالقواعد النحوية والتصريفية، ولذا قيل إن الجوهري أنحى اللغويين.

ولا تعني هذه الدقة في الوصف لدى الجوهري للمادة والتزامه الصحيح من الألفاظ عدم وجود مآخذ على الكتاب، ولعل مِن أكثر ما ينتقد به الكتاب وقوعَه في التصحيف، وقد تعقّبه الفيروز أبادي في القاموس، وعقد السيوطي في المزهر (2/ 390 - 394) فصلاً عن تصحيفات الجوهري، وهذا التصحيف من الجوهري، وليس من النُّسّاخ، لأن الكتاب مبني على الحروف، ولا تخلو هذه الكتب الكبار من سهو يقع فيها أو غلط، كما قال التبريزي.

وقد فات الجوهريَّ بعض الصيغ والمواد، مما جعل الفيرز آبادي يستدرك ما فات الجوهري عليه، ويميز المستدرَك باللون الأحمر، فقال في مقدمة القاموس (1/ 3): " ولمّا رأيت إقبال الناس على صحاح الجوهري - وهو جدير بذلك، غير أنه فاته نصف اللغة أو أكثر، إما بإهمال المادة، أو بترك المعاني الغريبة النادّة - أردتُ أن يظهر للناظر - بادئ بدء - فضلُ كتابي هذا عليه، فكتبت بالحُمرة المادة المهملة لديه ".

وقد ألف الصغاني أو الصاغاني ت 650 هـ (نسبةً إلى صاغانيان، وهي مدينة فيما وراء النهر، فتحها قتيبة بن مسلم، رحمه الله) كتابه: التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية، وقال في مقدمته (1/ 3): " هذا كتاب جمعت فيه ما أهمله أبو نصرإسماعيل بن حماد الجوهري، رحمه الله، في كتابه، وذيّلت عليه ". والكتاب حققه عبد العليم الطحاوي، وطبع في القاهرة سنة 1970م في ستة مجلدات.

وحشّى على الصحاح ابنُ بري، وسمى حاشيته: التنبيه والإيضاح عما وقع في كتاب الصحاح، وهو إكمال لِما ابتدأه ابن القطاع في حاشيته على الصحاح.

وهناك مآخذُ أخرى على الصحاح، مِن خطأ في وضع بعض المواد، وخلط بين المعتل والمهموز، وخطأ في التفسير أو التعليل النحوي أو التصريفي، واختلال في الشواهد، إلا أن هذه الهنات لا تزعزع مكانة الصحاح بين معجمات العربية، حتى إنه نُقل إلى الفارسية والتركية.

أرجو أن أكون قد وقعت على ما تريد في سؤالك.

تقبل ودادي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير