تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أبجدية القوافي]

ـ[علي الجابر]ــــــــ[19 - 08 - 2004, 06:05 م]ـ

المقدمة

الحمد لله رب السموات والأرض وما بينهما ورب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فاللغة العربية هي لغتنا الأم نعتز ونفاخر بها الأمم الأخرى، فهي الأقدم بين جميع اللغات حيث يعد عمرها الافتراضي ثمانية آلاف عام على وجه التقريب، وهي أجمل لغات الدنيا قاطبة، وأثراها كما ونوعا جذرا واشتقاقا، قديما وحاضرا ومستقبلا، بل هي لغة أهل الجنة، نزل بها القرآن الكريم تحديا وتكريما لنا فيما برع به أجدادنا الأولون من بلاغة في الشعر والخطابة، ومهما قيل ويقال فلن نرضى لها بديلاً، مع أننا مازلنا نحاول .. ونحاول سبر أغوارها للوصول إلى ما خفي علينا من هذه المفردات ومعانيها.

لقد عرف العرب التأليف المعجمي بمفهومه الاصطلاحي منذ منتصف القرن الثاني الهجري وعرفوا منذ ذلك الحين وعبر تاريخهم اللغوي الطويل مدارس معجمة مختلفة أبرزها المدرسة الصوتية التي أسس لها الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه الرائد "كتاب العين" فاعتمد فيه الترتيب الصوتي للأحرف ونظام الأبنية المختلفة للمفردة، ونظام التقاليب أو الاشتقاق الكبير، وقد أتبعه كثيرون في منهجه منهم أبو علي القالي في "البارع في اللغة" والأزهري في "تهذيب اللغة" والصاحب بن عباد في "المحيط" وابن سيده في "المحكم"، ثم أتت المدرسة الثانية والتي بدأت بكتاب "الجمهرة" لابن دريد وكتاب "المجمل والمقاييس" لأحمد بن فراس، ثم تبعتها المدرسة الثالثة وهي مدرسة القافية والتي أسسها الجواهري في معجمه "الصحاح" وتبعه الصغاني في "العباب" وابن منظور في "لسان العرب" والفيومي في "المصباح المنير" ثم الفيروزآبادي في"القاموس المحيط" والزبيدي في "تاج العروس" والشيرازي في "معيار اللغة"، ثم أتت المدرسة الرابعة الهجائية والتي بدأت بأساس البلاغة والفائق للزمخشري، ثم أتت المعاجم الحديثة مثل محيط المحيط لبطرس البستاني وأقرب الموارد لسعيد الشتروني والمعجم الوسيط والوجيز والجزء الأول والثاني من المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد اعتمدت هذه المدرسة على الترتيب الألفبائي للأحرف العربية، ولكنها أعتمدت الحرف الأول فالثاني فالثالث وكل ذلك بعد تجريد المفردة وتتبع هذه المدارس المذكورة مدرسة معاصرة تتبع النظام الهجائي ولكنها لا تجرد المفردة وإنما يتم البحث عنها كما تنطق وتسمى بمدرسة المنهج النطقي، ومن أبرز المعاجم هنا الرائد ورائد الطلاب لجبران مسعود ومعجم لاروس "المعجم العربي الحديث"، كذلك معجم الطلاب لمحمود إسماعيل صيني وحيمور حسن يوسف، وعرف العرب أيضا أشكالا مختلفة من المعاجم مثل المعاجم الاشتقاقية، والمعاجم المتخصصة، ودوائر المعارف، والمعاجم المصورة، ومعاجم الألفاظ ومعاجم المعاني، ومعاجم التضاد، ومعاجم الترجمة الثنائية، وغيرها كثير ..

كيف بدأت الفكرة مع الشرح:

رأينا ونحن نسترجع هذا الموروث العلمي المعجمي الضخم أن نقدم لكم نمطا آخراً يختلف في أهدافه عن المعاجم العربية فهو ليس معجما في اللغة، مع أنه آخذ في هذا الاتجاه، وهو يختلف في منهجه لاختلاف طريقة تناول المفردة فقد بدأت بتنفيذ فكرته قبل سبعة أعوام، وكنت وقتها أحاول نظم الشعر إلا أنني قابلت صعوبة في عملية إيجاد القافية، حينئذٍ بدأت بتكوين فكرة جديدة لمعجم يكون مقفى على أن يكون ترتيبه أبجديا أفقيا ولكن من اليسار إلى اليمين ورأسيا من الأعلى إلى الأسفل لكي أتمكن من الحصول على قافية ثلاثية أو رباعية أي أن تكون الحروف الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من المفردات متشابهة، إلا إنني عندما أردت تنفيذ هذا العمل وجدت أنه يتطلب الكثير من الجهد والوقت، ذلك أنه يحتم علي أن أراجع معجما واحدا ثلاثة وثلاثون مرة إن لم يكن أكثر أي بزيادة عن عدد الحروف الأبجدية، مما حملني على نبذ هذه الفكرة لصعوبة تنفيذها وتوقفت عن العمل بها، وفي أحد الأيام وأثناء عملي على الحاسب عرضت لي فكرة استخدامه لتنفيذ تلك الفكرة وذلك باستخدام برنامج word Microsoft ثم طباعة عدة مفردات ومحاولة فهرستها لكن هذه الفهرسة أصبحت من اليمين إلى اليسار أي حسب الحرف الأول من المفردات وهذا لا يخدمني في شيء فأنا أريد أن تكون فهرسته من اليسار إلى اليمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير