تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لغَة هَذيْل - مبحث نفيس ماتع ...

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 2005, 12:22 م]ـ

لغَة هَذيْل ـــ عبد الفتاح المصري

دراسة نفيسة أنقلها لكم من مجلة التراث العربي وهي مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب - دمشق

العدد: 13 و 14 - السنة الرابعة

محرم وربيع الثاني 1404هـ. الموافق تشرين الأول "اكتوبر" و كانون الثاني "يناير" 1984ر.

* خطة الدِّرَاسَة

أ-العربية ولغات القبائل:

مقدمة – معنى اللغة واللهجة – وجوه اختلاف لغات القبائل وتصنيفها.

-فائدة معرفة لغات القبائل – مصادر هذه اللغات وصعوبات البحث.

ب-لغة هذيل:

-مقاييس اللغويين في تدوين العربية ولغات القبائل.

-هذيل من القبائل المعتمدة في التدوين لفصاحة لغتها.

-أدلة على هذه الفصاحة.

جـ-خصائص في لغة هذيل:

-خصائص صوتية.

-خصائص صرفية.

-خصائص نحوية.

-خصائص دلالية.

د-الخلاصة والخاتمة.

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 2005, 12:27 م]ـ

العربية ولغات القبائل

إن وجود العربية الفصحى المثالية التي كان العرب، وما يزالون، يجنحون إليها حين يريدون الأداء اللغوي الرفيع، لم يكن ليمنع وجود لغات، أو لهجات أخر خاصة لأهل هذا القطر أو ذاك، وهذه القبيلة أو تلك، يستعملونها فيتفاهمون بها أكثر من غيرهم، وهذا أمر بات معروفاً لمن يطلع على تاريخ اللغة العربية منذ العصر الجاهليّ إلى اليوم، وقد بدا على نحو واضح حين شرع اللغويون الأقدمون يدونون اللغة، ويقعِّدون لها القواعد، وهو ملاحظ في لغتنا المعاصرة، إذ أن العربي منا يتكلم بلهجته الدارجة في قطره أو مدينته، بل في حيه، ليصرف شؤون حياته المعتادة، فإذا ما أراد أن يكتب أو أن يؤلف أو أن يتكلم إلى عربيّ آخر لا يفهم لهجته، أو أن يصلي، عمد إلى ذلك النمط المثالي في الأداء، وهو الذي اعتدنا أن نسميه العربية الفصيحة أو الفصحى (1)، هذا كله مع فارق واحد بين الماضي والحاضر، هو أن العربي اليوم يأخذ اللغة بالتعلم والدربة، بينما كانت للعربي القديم سليقة وفطرة طبيعية (2).

وقد سمى العلماء الأقدمون هذا الكلام الخاص لقطر أو قبيلة معينة لغة – فكان من تعريفات اللغة عندهم (الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة) (3) ونسميه اليوم لهجة، وهي في الاصطلاح العلمي الحديث (مجموعة من الصفات اللغوية التي تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك فيها جميع أفراد هذه البيئة) (4). فاللغة تشمل عادة عدة لهجات، والعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة العام بالخاص، ولكل من اللهجات ما يميزها، وإن اشتركت واللغة الفصحى المثالية بمجموعة من الصفات اللغوية والعادات الكلامية.

وقد تنبه علماؤنا الأقدمون على اختلاف لغات القبائل، أو لهجاتها، وحفظوا لنا فيما ألفوه وجوهاً لهذا الاختلاف متعددة (5)؛ منها الاختلاف في الإمالة والتفخيم نحو قضى ورمى، فبعضهم يميل، وبعضهم يفخم، أو في الحركات نحو نَستعين ونِستعين، أو في الحركة والسكون نحو مَعكم ومعُكم، والاختلاف في الإبدال نحو أولئكَ وأولالك، أو في صورة الجمع نحو أسرى وأسارى، والاختلاف في الإعراب نحو ما زيد قائماً وما زيد قائم، والاختلاف في التضاد نحو ثب وهي اقعد في لغة حمير، واقفز في لغة غيرهم.

وإذا نظرنا إلى وجوه الاختلاف هذه بمنظار علم اللغة الحديث أي اللسانيات استطعنا أن نردها إلى أربعة جوانب تعالج منها اللغة اليوم عادة هي:

1 - الجانب الصوتي (أصوات الكلمة) Phonology phonetics.

2- الجانب الصرفي (بنية الكلمة) Morphology.

3- الجانب النحوي (بناء الجملة) Syntax.

4- الجانب الدلالي (معنى الكلمة) Semantics.

أما إذا قسنا لهجة ما إلى اللغة العربية الفصيحة، أمكننا أن نرى فيها ضابطاً عاماً هو أن (اللهجة الواحدة يجب أن تخضع لقاعدة مطردة في الكثرة الغالبة من صيغها) (6).

على أن معرفة لغات القبائل معين كبير على فهم العربية ولغة القرآن الكريم خاصة، فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال على المنبر: ما تقولون فيها؟ يقصد كلمة التخوّف في قوله تعالى: (أو يأخذهم على تخوف (7) –فسكتوا، فقام شيخ من هذيل، فقال: هذه لغتنا، التخوّف التنقُّص، فقال: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟، فقال: نعم، قال شاعرنا أبو كبير:

تخوَّف الرحلُ منها تامكاً قرِدا كما تخوَّف عود النَّبَعة السَّفَنُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير