تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ماهي طبيعة حرف الجر ... مِن ... في هذه العبارة

ـ[عروبي]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 06:56 ص]ـ

[[ font=Comic Sans MS][size=3]font=Simplified Arabic][size=4] بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانت بخير

إخوتي الكرام

ماهي طبيعة حرف الجر (مِنْ) في هذه العبارة

اتخذ اللغويون من الشعر الجاهلي مصدراً لأبحاثهم

وهل يوجد تباين دلالي أو نحوي بين العبارة السابقة والعبارة الآتية:

اتخذ اللغويون من الشعر الجاهلي مصدراً لأبحاثهم [

وبارك الله فيكم ... والسلام عليكم

ـ[عروبي]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 06:59 ص]ـ

في الجملة الثانية وددت حذف حرف الجر على هذه الشاكلة ...

اتخذ اللغويون الشعر الجاهلي مصدراً لأبحلثهم

وشكرا

ـ[حازم]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 11:05 م]ـ

الأخ الفاضل " عروبي "

تحية طيبة

(اتخذ اللغويون من الشعر الجاهلي مصدرًا لأبحاثهم)

مِن: تفيد التبعيض

وأرى – والله أعلم – أنه يوجد تباين دلالي بين العبارة السابقة والعبارة الآتية:

(اتخذ اللغويون الشعر الجاهلي مصدرًا لأبحاثهم)

فالعبارة الأولى تفيد أنَّ اللغويين اتخذوا بعض أشعار الجاهلية مصدرًا لأبحاثهم.

بينما أفادت العبارة الثانية أنهم اتخذوا الشعر الجاهلي كلَّه مصدرًا لأبحاثهم.

فالفرق واضح إذا قلت: أنفق من مالِك في سبيل اللهِ

أو قلتَ: " أنفق مالَك في سَبيلِ اللهِ "

قال الله تعالى: {لن تَنالوا البرَّ حتَّى تُنفِقوا ممَّا تُحبُّونَ} سورة آل عمران

أي: بعض ما تُحبُّونَ

وفي قوله تعالى: {وءَاتُوهُم مِن مالِ اللهِ الذي ءَاتاكُمْ} سورة النور

وقال تعالى: {فَآتُوهُمْ نَصيبَهُم} سورة النساء

فالآية الأولَى نصَّت على إعطائهم شيئًا من المال، والثانية نصَّت على إعطائهم نصيبهم كاملاً، والله أعلم.

أما من جهة الفرق النحوي:

فالفعل: " اتَّخَذَ " يتعدَّى بنفسه إلى مفعولين، قال الله تعالى: {واتَّخَذَ اللهُ إبراهيمَ خَليلاً} سورة النساء

ويجوز أن يصل إلى أحد المفعولين بحرف الجرِّ، كما في قوله تعالى {ويَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ} سورة آل عمران.

من: للتبعيض.

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[عروبي]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 01:35 ص]ـ

على هذه الإجابة الشافية الوافية وفتح الله عليك ... وإلى مناقشات أخرى بحوله تعالى

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 10:01 م]ـ

أشعر أن التبعيض بعيد .. والله أعلم

فالمعنى المفهوم من العبارةلا يفيد اتخاذهم بعض الشعر مصدرا

قد تكون زائدة لتوكيد اتخاذهم إياه مصدرا

ويؤكد الأمر في نظري أن الفعل يتعدى لاثنين

ـ[حازم]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 11:10 م]ـ

الأخ الفاضل " عروبي "

أسعد الله أوقاتك بالطاعات، وملأها بالمسرَّات.

أرَى أنَّ ما ذكرتْه " الأستاذة الفاضلة " وجيهٌ جدًّا.

فالقول بأن " مِن " قد تأتي زائدة في كلام موجب، قبل معرفة، هو رأي الأخفش، وهو خلاف رأي الجمهور.

فالبصريون يرون أنَّ " مِن " لا تزاد إلاَّ بشرطين:

أن يكون المجرور بها نكرة، أن يسبقها نفيٌ أو شبهه، نحو قوله تعالى في سورة الأنعام: {وما تَسْقطُ مِن وَرقةٍ إلاَّ يَعلمُها}.

وقوله تعالى في سورة هود: {وما مِن دابَّةٍ في الأرضِ إلاَّ على اللهِ رزقُها}

وأجاز الكوفيون زيادتها في الإيجاب بشرط أن يكون ما بعدها نكرة، نحو قولهم: " قد كانَ مِن مَطرٍ "

وبقول عمر بن أبي ربيعة، (من المتقارب):

ويَنمي لها حُبُّها عِندنا * فمَنْ قالَ مِنْ كاشِحٍ لمْ يَضِرْ

وثمرة الخلاف بين الجمهور والأخفش يتجلَّى في نحو قوله تعالى: {يَغفِرْ لكم مِن ذُنوبِكم} في سورة نوح

فالأخفش لم يشترط واحدًا من الشرطين لزيادتها، واستدلَّ بزيادتها بقوله تعالى: {إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعًا}، الزمر 53.

ومَن يرى أنها للتبعيض، قال: التبعيض على حقيقته، ولا يلزم من غفران جميع الذنوب لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - غفران جميعها لغيرهم.

فإن كنتَ " أخفشيًّا "، فكلمة " مِن " زائدة في قولك:

(اتخذ اللغويون من الشعر الجاهلي مصدرًا لأبحاثهم)

ومعناه: (اتخذ اللغويون الشعرَ الجاهلي كله مصدرًا لأبحاثهم.

والله أعلم.

هل هناك رأي آخر في المسألة؟

أرى – والله أعلم – أنها قد تكون لبيان الجنس، والمعنى: اتخذ اللغويون الشعر الجاهلي مصدرًا لأبحاثهم من جملة سائر المصادر.

وأما قولها: (ويؤكِّد الأمر في نظري أن الفعل يتعدَّى لاثنين)

فقول فيه نظر.

إذ أنه من المعلوم أنَّ الجارَّ مع مجروره ما زال تعلُّقه بمحبوبه " الفعل " شائعًا لدى كلِّ الناس، وفي كلِّ الأمصار والأمكنة، وما زال استخدامه عذبًا على الألسنة، على مَرِّ الأزمنة.

وما زالت العلاقة الحميمة بينهما لا تغيِّرها السنون، ولا تخالطها الظنون، ولا يعتريها ريبُ المَنون.

وما زالت الأفعال تتعدَّى بنفسها مباشرة، أو بحرف الجرِّ، ولا يقال: إنَّ حرف الجرِّ زائدٌ إذا تعدَّتْ به.

فكيف يُستدلُّ على زيادة " مِن " من أجل أنَّ الفعل متعدٍّ؟!!!

إذا قيل: شَربَ زيدٌ من ماء النهر.

فهل يُعقل أن يحكَم بزيادة " مِن " لأنَّ الفعل " شربَ " متعدٍّ.

فيكون المعنى: شربَ زيدٌ ماءَ النهر.

والشواهد التي تنفي هذا الإيراد كثيرة جدًّا.

قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقةً} سورة التوبة.

كلمة {مِنْ} تفيد التبعيض، فلو حكمنا بزيادتها، لأنَّ الفعل " أخذ " متعدٍّ، لكان الأمر بأخذ كلِّ أموالهم، وهذا لم يقل به أحد من العلماء.

وقال جلَّ وعزَّ: {واغضُضْ مِن صَوتِكَ} سورة لقمان.

غضُّ الصوت: جعله دون الجهر، وجيء بـ" مِن " الدالة على التبعيض لإفادة أنه يغض بعضَه، أي بعضَ جهره، أي ينقص من جُهُورته، ولكنه لا يبلغ به إلى التخافت والسرار.

فهل يمكن أن يقال: إنَّ " مِن " زائدة، لكون الفعل " غضَّ " يتعدّى إلى مفعول.

فقد تبيَّن جليًّا أنَّ الحكمَ على " مِن " بالزيادة، بالنظر إلى تعدِّي الفعل، لا يمكن أن يصحَّ في الأذهان، ولا يختلف في غرابته اثنان.

والله أعلم

ولكما عاطر التحايا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير