تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن المقاومة العراقية الماجدة قد حققت نقلة كمية في فضاء شبكة الإنترنت، باللغة العربية الفصحى، حيث يلاحظ أن أعداد هائلة من المنتديات والمواقع والصفحات واللوائح والمجموعات قد تكونت وتكاثرت بشكل فاق كل التوقعات، حتى في المواضيع التي تبدو بعيدة عن الصراع الحضاري، مثل المواد العلمية البحتة والمواضيع المتعمقة في البرمجة وتقنيات الحاسوب والمواضيع العلمية، والمواضيع الطبية، بل ظهرت أيضاً مواقع عديدة ومتنوعة تبحث في فن الطبخ العربي! حيث يندر أن تبحث في موضوع عام ولاتجد فيه مواد مكتوبة على الإنترنت باللغة العربية الفصحى.

يشير الخبراء إلى أن الوطن العربي قد تجاوز ما يعرف بفجوة الإنترنت في مرحلة زمنية تقل كثيراً عما كان سائداً في التوقعات، وأن العالم العربي دون أدنى شك قد التحق بثورة المعلومات وأخذ مكاناً لا بأس به ولم يكن من المتوقع له أن يأخذه في مثل هذه الفترة الزمنية، متخطياً بذلك شعوباً وأمم أخرى كان من المتوقع أنها تسبقه بمراحل، مثل الهند، مثلاً، من حيث استعمال وتوظيف الأنترنت، وشعوب أمريكا اللاتينية من حيث استعمال وتوظيف الإنترنت و أيضاً من حيث التمكن من التقنيات العلمية المتعلقة بها. هذا ومن الجدير بالذكر أن اللغة العربية قد تجاوزت اللغة الإسبانية على شبكة الإنترنت، وذلك رغم التحيز الواضح لمحركات البحث الأمريكية وتعاملها الظالم والمجحف مع اللغة العربية. غير أن كمية الطلب وطبيعة سوق الإنترنت قد ساعدت اللغة العربية الفصحى في التمكن من موقعها. كما أن هناك منافسة يمكن أن تسد ذلك النقص المقصود والمتعمدن حيث تاتي تلك المنافسة من وجود زخم تصاعدي لمحركات بحث ومتصفحات عربية صرفة، تستعمل تقنيات متطورة ويمكنها أن تحصل على حصة ضخمة في السوق. كما أن هناك محركات بحث ومتصفحات روسية وصينية تدعم اللغة العربية بدأت تدخل في المنافسة.

أن المقاومة العراقية الماجدة قد حققت نقلة نوعية في فضاء شبكة الإنترنت، باللغة العربية الفصحى، حيث يلاحظ وبشكل ملفت للنظر ان طبيعة الموضوعات الأكثر قبولاً شعبياً أصبحت موضوعات جادة تحتوي على معلومات كما أن الرسائل البريدية تحتوى في أغلبها على معلومات، بينما كانت الإستعمالات الترفيهية للإنترنت هي الغالب في السابق.

كما اشار الخبراء إلى زيادة هائلة في عدد وحجم وتطور نوعية المواقع الإسلامية، بكافة اللغات، و وجود تنافس واضح بين علماء الدين الإسلامي على إقتناء مواقع على فضاء الإنترنت، وإستعمال التقنيات الحديثة، ونشر الدعوة وبث روح الجهاد والمقاومة.

كما لاحظ الخبراء أن النشاط العشائري اصبح له تواجد ملحوظ على شبكة الإنترنت حيث أن مواقع ذات طبيعة عشائرية ووظيفة إجتماعية قد تكونت وتكاثرت بسرعة واضحة.

والأمر كذلك بالنسبة للمواضيع التجارية والقانونية والأدبية والثقافية والفنية والترفيهية والرياضية وغيرها.

بالمقابل لاحظ الخبراء تراجعاً نسبياً ملحوظاً في المواقع الرسمية والحكومية العربية، حيث تراجعت بشكل ملحوظ وواضح سواء في نوعيتها أو في أهميتها أو في كمية محتواها، بعد أن كانت في السابق أكثر حضوراً في حيز الإنترنت باللغة العربية، عندما كان حجم ذلك الحيز أصغر جزء من آلاف الجزاء من حجمه الآن. حيث يعزو الخبراء ذلك التراجع النسبي إلى الجمود والخمول وإنعدام القدرة على المنافسة للقطاع الحكومي حتى في أن يتواجد على شبكة الإنترنت. ويبدو أن كثر من المواقع الحكومية والرسمية لم تتطور أو تطورت بشكل بطئ لا يلاحظ مقارنة بالجهد الشعبي. ويضرب الخبراء امثلة عديدة على أعلى المستويات، منها على سبيل المثال موقع جامعة الدول العربية، الذي يعتبر مهزلة المهازل في المواقع العربية، حيث أن بعض مواقع إنترنت التي يشرف عليها طلاب مدارس تستخدم تقنيات أكثر تطوراً وتحتوي على محتوى أكبر وتطرح نفسها بشكل اقوى إعلامياً وحضوراً على العالم. ومعظم المواقع الحكومية والرسمية تتخلف من كافة النواحي بسرعة، ويبدو أنها لا تتطور بعد أن يتم إنشائها. وربما يكون ذلك نتيجة طبيعية لإنخفاض الإقبال عليها، مثل موقع "مقاتل من الصحراء" الذي يمتلكه الامير وزير الدفاع السعودي، على سبيل المثال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير