تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم.

فضحك الحجاج فقال له: أخبرني عن أول من نطق في الشعر؟

فقال الغلام: آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل.

أنشد آدم يقول:

بكت عيني وحق لها بكاها ... ودمع العين منهمل يسيح

فما لي لا أجود بسكب دمع ... و هابيل تضمّنه الضريح

رمى قابيل هابيلاً أخاه ... وألحد في الثرى الوجه الصبيح

تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر كشيح

تبدل كل ذي طعم ولون ... لفقدك يا صبيح يا مليح

أيا هابيل إن تقتل فإني ... عليك الدهر مكتئب قريح

فأنت حياة من في الأرض جمعاً ... وقد فقدوك يا روح وريح

وأنت رجيح قدر يا فصيح ... سليم بل سميح بل صبيح

ولست ميت بل أنت حي ... و قابيل الشقي هو الطريح

عليه السخط من رب البرايا ... و أنت عليك تسليم صريح

فأجابه إبليس يقول:

تنوح على البلاد ومن عليها ... وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح

وكنت بها وزوجك في نعيم ... من المولى وقلبك مستريح

خدعتك في دهائي ثم مكري ... إلى أن فاتك العيش الرشيح

فقال الحجاج: أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم؟

فقال الغلام: هو بيت حاتم طي.

حيث يقول: ـــ

وأكرم الضيف حتما حين يطرقني ... قبل العيال على عسر و إيسار

فقال الحجاج: أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة

و جارية وسيف وفرس.

وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.

ثم قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية.

وقالت: خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول:ـــ

و قرقعت اللجان برأس حمراً ... أحب إلىّ مما تغمزني

أخاف إذا وقعت على فراشي ... وطالت علتي لا تصحبيني

أخاف إذا وقعنا في مضيق ... وجار الدهر بي لا تنصريني

أخاف إذا فقدت المال عندي ... تميلي للخصام وتهجريني

فأجابته الجارية تقول:ــ

معاذ الله أفعل ما تقول ... ولو قطعت شمالي مع يميني

وأكتم سر زوجي في ضميري ... وأقنع باليسير وما يجيني

إذا عاشرتني وعرفت طبعي ... ستعلم أنني خير القرين

فقال الحجاج: ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.

فقال الغلام: إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.

فقال الحجاج: خذهم لا بارك الله لك فيهم.

فقال الغلام: قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.

ثم قال الغلام: من أين أخرج يا حجاج؟

فأجابه الحجاج: أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.

فقال الجلساء للحجاج: هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب؟

فقال الحجاج: إنه استشارني والمستشار مؤتمن ...

وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 02:39 ص]ـ

قصة طريفة.

:)

لكن من العجيب أن ينادى الحجاج بأمير المؤمنين

لعل هذه القصة قد زيد فيها.

شكرا لك

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 09:08 ص]ـ

فعلا القصة طريفة و مفيدة، أما بالنسبة إلى أنها مزيدة بإضافات، فأنا نقلتها من موقع و بعد قراءتي لها استنتجت أن فيها إضافات ولكن لأنها أعجبتني صممت على نشرها في المنتدى (فالتوابل تضفي نكهة جميلة على الطعام و تجعله شهيا.) شكرا على المرور والتعليقز

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 09:10 ص]ـ

عفوا و (التعليق).

ـ[أبو الحسين]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:50 ص]ـ

قصة جميلة

إنما أشك كل الشك في صحتها

من هذا الغلام ذو العشر أعوام؟ ‍‍

أيعقل أن يكون بهذه الطلاقة، والفصاحة، والجرأة، ولا يذكر له اسم؟ ;)

ثم أهذه هي الصورة الحقيقية للحجاج؟

يغضب، ثم يرضى في لحظة.

أعتقد أنها رواية موضوعة

ولها أهداف محددة

الله أعلم بها

: mad:

ـ[بدرالبدر]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 07:53 م]ـ

قصه في منتهى الروعه والجمال

ذكاء الغلام كان خارقاً

نشكركِ على حسن الاختيار

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير