[جزاء الكبر والظلم (قصة مؤثرة)]
ـ[حروف]ــــــــ[12 - 08 - 2002, 04:13 م]ـ
تم الزفاف على الطريقة الإسلامية البسيطة، ودخل العروسان إلى منزلهما، وقدمت الزوجة العشاء لزوجها، واجتمعا على المائدة، وكانت تلك هي ليلة زفافهما الأولى، وفجأة سمع الإثنان صوت دق الباب، فانزعج الزوج وقال غاضباً:
من ذا الذي يأتي في هذه الساعة؟ فقامت الزوجة لتفتح الباب، وقفت خلف الباب وسألت: من بالباب؟ فأجابها الصوت من خلف الباب: سائل يريد بعض الطعام. فعادت إلى زوجها، فبادر يسألها: من بالباب؟ فقالت له: سائل يريد بعض الطعام ....... فغضب الزوج وقال: أهذا الذي يزعج راحتنا ونحن في ليلة زفافنا الأولى؟ فخرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً، ثم طرده شر طردة ....... فخرج الرجل وهولا يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده وكرامته .....
ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته، وفجاة أصابه شيء يشبه المسّ وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فخرج من منزله وهو يصرخ، وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ....... ولكنه قضاء الله وقدره ........
صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى، وبقيت على حالها لمدة 15 سنة، وبعد 15 سنة من تلك الحادثة، تقدم شخص مسلم لخطبة تلك المرأة، فوافقت عليه وتم الزواج، وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء، وفجأة سمع الإثنان صوت الباب يقرع، فقال الزوج لزوجته: اذهبي فافتحي الباب. فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب، ثم سألت: من بالباب؟ فجاءها الصوت من خلف الباب: سائل يريد بعض الطعام. فرجعت إلى زوجها، فسألها: من بالباب؟ فقالت له: سائل يطلب بعض الطعام ............ فرفع الزوج المائدة بيديه وقال لزوجته: خذي له كل الطعام، ودعيه يأكل إلى أن يشبع، وما بقي من طعام فسنأكله نحن. فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل، ثم عادت إلى زوجها وهي تبكي، فسألها: ماذا بك؟ لم تبكين؟ ماذا حصل؟ هل شتمك؟ فأجابته والدموع تفيض من عينيها: لا. فقال لها: فهل عابك؟ فقالت: لا. فقال: فهل آذاك؟ فقالت: لا. – إذن ففيم بكاؤك؟ قالت: هذا الرجل الذي يجلس على بابك ويأكل من طعامك، كان زوجاً لي قبل 15 عاماً، وفي ليلة زفافي منه، طرق سائل بابنا، فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده، ثم عاد إلي متجهماً ضائق الصدر، ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين، فخرج هائماً لا يدري أين يذهب، ولم أره بعدها إلا اليوم، وهو يسأل الناس ........ فانفجر زوجها باكياً، فقالت له: ما يبكيك؟ فقال لها: أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت: من؟ فقال لها: إنه أنا .............
فسبحان الله العزيز المنتقم، الذي انتقم لعبده الفقير المسكين الذي جاء مطأطئ الرأس يسأل الناس، والألم يعصره من شدة الجوع، فزاد عليه ذلك الزوج ألمه، وجعله يخرج وقلبه يعتصر لما أصابه من إهانة جرحت كرامته وبدنه .... لكنه علم أن الله لا يرضى بالظلم، فأنزل الله عقابه على من احتقر انساناً وظلمه، وكافئ عبداً صابراً على صبره، فدارت بهما الدنيا ورزق الله عبده المسكين فأغناه عن الناس، وأرسل بلاءه على الرجل الظالم ففقد عقله وفقد ماله، ثم صار يسأل الناس .....
وسبحان الله الكريم الذي رزق أمة مؤمنة صبرت على ابتلاء الله 15 سنة، فعوضها الله بخير من زوجها السابق.
هذه القصة سمعتها من والدي - ليلة 27 من رمضان من عام 1422هـ -، وقد أخبرني بأن هذه الخطبة لفضيلة الشيخ عمر البغدادي في مسجد الحمد بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد عاد والدي يومها على غير العادة مبتسماً يبدو عليه الرضا والارتياح، واخبرنا بهذه القصة التي كانت خاتمة لثلاث أو أربع خطب لنخبة من الشيوخ والائمة، وكانت كما يقول هي الخطبة الوحيدة التي سكنت لها أرجاء المسجد، وجعلت كل من فيه يستمعون بصمت وانتباه وكأنهم طلبة في مدرسة، و يستعيدون ثقتهم بالله وتفاؤلهم بالنصر، ونبهتني وإخواني إلى أهمية الصبر والدعاء.
(منقول من موقع: رسالة الإسلام) ....
ـ[حروف]ــــــــ[19 - 08 - 2002, 09:07 م]ـ
للرفع وللأهمية ....
: mad: :mad: :mad: