أحسنت، كتمانُ الهوى مستحسنٌ
ـ[الخيزران]ــــــــ[15 - 10 - 2002, 10:50 ص]ـ
الروايات فن من فنون الإنشاء، وهي عبارة عن ذكر قولٍ أو فعلٍ حدثا، أو أمكن حدوثهما.
ومن الروايات الطريفة ما جرى بين أبي تراب والشريف العباسي.
اجتمع يوماً أبو تراب هبةُ الله بن السريجي والشريف العباسي،وكانا شاعرين، فقال أبو تراب:
أسلوت حب بدور أمْ تتجلَّد ** وسهرت ليلك أم جفونك ترقد
فأجاب الشريف بديهاً:
لا بل همُ ألِفوا القطيعة مثلَ ما ** ألفوا نزولهم بها فتبعَّدوا
فقال أبو تراب:
فإلام تصبرُ والفؤاد متيَّمٌ ** ولظى اشتياقِك في الحشى يتوقد
فأجاب الشريف:
ما دام لي جلدٌ فلست بجازعٍ ** إذ كان صبري ي العواقب يُحمدُ
فقال أبو تراب:
أحسنت، كتمانُ الهوى مستحسنٌ ** لو كان ماءُ العينِ مما يجمدُ
فأجاب الشريف:
إن كان جفني فاضحي بدموعه ** أظهرتُ للجلساءِ أني أرمدُ
فقال أبو تراب:
فهبِ الدموعَ إذا جرتْ موَّهتها ** فيقال لم أنفاسه تتصعَّدُ
فأجاب الشريف:
أمشي وأسرعُ كي يظنوا أنها ** من ذلك المشي السريع تولَّدُ
فقال أبو تراب:
هذا يجوز ومثله مُستعملٌ ** لكنّ وجهك بالمحبة يشهدُ
فأجاب الشريف:
إن كان وجهي شاهداً بهوًى فما ** يُدرى إلى من بالمحبةِ أقصِدُ
فقال أبو تراب:
اخضعْ وذلّ لمن تحب فليس في ** حكمِ الهوى أنفٌ يشالُ ويعقدُ
فأجاب الشريف:
ذا لا يكون مع الحبيبِ وإنما ** مع ساقط متحيل يتعمدُ
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 06:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مااااا أروعها!
رائعة فعلاً ..
ودوماً كنت أتساءل؛؛
لمَ لا ينبغ منا من هم مثلهم؟!
أعني البديهة الحاضرة دوماً ..
ونظم الأشعار بسهولة كنظم الكلام! يخرج دون تكلّف .. ؟!
جزاكم الله خيراً على نقل هذه القصة (الطريفة) فعلاً
:)