[عجبا لشعرائنا النثريين!!!!!!]
ـ[الجهني]ــــــــ[22 - 09 - 2002, 11:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
شعراء مصر و قصيدة النثر
القاهرة التي شهدت في الخمسينات معركة ضارية حول الشعر الحديث، عادت اليوم وبعد نحو خمسين عاما لتشهد رحى معركة أدبية ضارية حول ما يسمى بقصيدة النثر.
صلاح حزين
يوليو 24, 2001 تمام الساعة 09:01 ص
بتوقيت جرينتش عمّان (أريبيا أون لاين)
- في أواسط الخمسينات، كان الكاتب الكبير عباس محمود العقاد رئيسا للجنة الشعر في دار الإذاعة المصرية. ويروى عنه أنه تسلم قصيدة للشاعر الشاب آنذاك المرحوم صلاح عبد الصبور، لإذاعتها، و كانت القصيدة من الشعر الحديث المعروف بشعر التفعيلة الذي كان العقاد أحد أكبر خصومه، فما كان من الأخير إلا أن أحال القصيدة "إلى لجنة النثر للاختصاص". بمعنى أن شعر التفعيلة ليس شعرا بل نثرا.
و لكن الشعر الحديث المعروف بأسماء عدة منها "شعر التفعيلة" لأنه يعتمد على الوزن من خلال التفعيلة المكونة لبحور الشعر و ليس على البحر بوزنه و قافيته، استمر وأصبح الشعر الحديث هو اللون السائد من ألوان التعبير الشعري، و برحيل الشاعر بدوي الجبل في العام 1981 وعمر أبو ريشة بعده بخمسة أعوام، و محمد مهدي الجواهري في العام 1997، لم تعد للشعر الكلاسيكي أو العامودي الذي يعتمد الوزن و القافية قواعد راسخة.
و تكاثر شعراء القصيدة الحديثة في العراق ولبنان ومصر وسوريا وغيرها، وفي مصر على وجه الخصوص برزت أسماء صلاح عبد الصبور و أحمد عبد المعطي حجازي و أمل دنقل، الذين تمكنوا من ترسيخ قواعد الشعر الحديث منذ أوائل الخمسينات.
و لكن القاهرة التي شهدت في الخمسينات معركة ضارية حول الشعر الحديث، عادت اليوم و بعد نحو خمسين عاما لتشهد رحى معركة أدبية ضارية حول ما يسمى بقصيدة النثر. و عمر قصيدة النثر من عمر الشعر الحديث، أي منذ أوائل الخمسينات، وهي تختلف عن قصيد التفعيلة في أنها لا تهتم لا بالوزن ولا بالقافية، في حين أن قصيدة التفعيلة كما ذكرنا، تهتم بالوزن لكنها لا تهتم بالقافية.
الطريف في الأمر أن معركة قصيدة النثر المشار إليها قد أشعلها شاعر كبير، بل من كبار شعراء قصيدة التفعيلة، هو أحمد عبد المعطي حجازي، الذي كان يوما بشعره الحديث هدفا لنقد وخصومة من جانب شعراء القصيدة الكلاسيكية، وعلى رأسهم عباس محمود العقاد الذي لم يتورع عن تحويل قصيدة حديثة إلى لجنة النثر.
فالزمن الدوار جعل أحمد عبد المعطي حجازي، وهو أحد رواد القصيدة الحديثة في الشعر المصري يتحول إلى عدو لدود لقصيدة النثر، فقد امتنع حتى اليوم عن نشر أي قصيدة نثر في مجلة "إبداع" التي يرأس تحريرها بذريعة أن هذه ليست قصائد، مقتفيا في ذلك أثر عباس محمود العقاد حين اعتبر الشعر الحديث ومنه شعر حجازي، نثرا وليس شعرا.
و من على صفحات جريدة الأهرام نفسها التي انتصرت للشعر الحديث، يشن حجازي منذ أسابيع حملة شعواء على قصيدة النثر، ومثلما وجد العقاد نفسه موضع انتقاد الشعراء الشباب المجددين في الخمسينات، وعلى رأسهم عبد الصبور وحجازي، وجد حجازي نفسه موضع هجوم شرس لم يخل من التهكم والسخرية، من جانب الشعراء الشباب في مصر و خارج مصر، وهم الشعراء الذين ظهروا على الساحة الشعرية في السبعينات على وجه الخصوص، من أمثال حلمي سالم ورفعت سلام وحسن طلب وكريم عبد السلام وآخرون.
حلمي سالم و رفعت سلام و هما المع اسمين في عالم الشعر المصري اليوم من جيل الشباب، هاجما حجازي من دون هوادة، وانتصرا لقصيدة النثر، و حسن طلب وقف مع حجازي ضد قصيدة النثر و أوضح مآخذه عليها، لكنه في الوقت نفسه وقف مع حق شعراء قصيدة لنثر في التجريب.
أما الدكتور جابر عصفور، أبرز نقاد مصر اليوم فقد اتخذ موقفا عقلانيا من القضية فلم يهاجم قصيدة النثر على رغم قوله إن نحو 90 في المئة من قصائد النثر رديئة، و طالب بدلا من ذلك بضرورة الوقوف مع حركة التجديد الشعري مشيرا إلى أن الذوق الأدبي في مصر ضد التجديد. و قارن بين موقف اللبناني ميخائيل نعيمة والمصري عباس محمود العقاد في العشرينات، حين وقف نعيمة مع حرية الشاعر في التعامل مع اللغة، في حين وقف العقاد ضد هذه الحرية، وهو موقف ازداد تعنتا مع السنين حتى حول قصيدة حديثة إلى لجنة النثر.
وهذا رابط الموضوع0
http://www.arabia.com/life/article/arabic/0,4884,57628,00.html
والله من وراء القصد