الله سائلُ
ـ[سمير العمري]ــــــــ[04 - 12 - 2002, 02:51 ص]ـ
تدانتْ للقياكِ الليالي الفواصلُ
************ ودانتْ لسقياكِ السحابُ الهواطلُ
أيا نجمةَ الإصباحِ والمهجةَ التي
************ لطلعتها تصبو العيونُ الهواملُ
وذكرى الصِّبا فيها وأهلٌ ومنزلٌ
************ أجَدَّ حنيني فهوَ للجسمِ هازلُ
ولا عجبٌ أنْ شاقَ قلبي ربوعها
************ وأيَّة نفسٍ لم تشقها المنازلُ
تزاورها الأعيادُ ثكلى كسيرةً
************ بحزنٍ وعين الطفلِ فيها سواحلُ
كأنَّ هلالَ العيدِ زورقُ مشفقٍ
************ يبادرُ بالتسليمِ ثمَّ يواصلُ
فيا نفسُ صبراً للبلايا فربَّما
************ أتى فرجٌ للمرءِ والمرءُ غافلُ
وكم ضاقَ أمرٌ ثمَّ وافى اتساعه
************ وكلُّ دجى ليلٍ وإنْ طالَ آفلُ
همُ الأهلُ والأحبابُ والعزوة التي
************ عليها رسولُ الدمعِ في الخدِّ سائلُ
أغارتْ عليهمْ في ذرى الشرِّ غارةً
************ يطيرُ الحصا من وقعها والجراولُ
فولَّى دعاةُ السلمِ غدراً ولمْ تزلْ
************ بنو الحربِ في يومِ التلاقي تحاولُ
همُ القومُ حلوا ذروةَ المجدِ والتقى
************ فهم في سما العليا البدورُ الكواملُ
رموهُمْ حجارَ المستعينِ بساعدٍ
************ ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ
حجارة سجيلٍ لها البأسُ خائفٌ
************ على نفسهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ
تملَّكهُ رعبٌ وحقدٌ مخامرٌ
************ فكرَّتْ أساطيلٌ لهمْ وجحافلُ
فيا فارسَ الإقدامِ تحكي بعزَّةٍ
************ وقائع خطتها القنا والقنابلُ
جهادكَ مقبولٌ وعزمكَ قابلٌ
************ ألا في سبيلِ الله ما أنتَ فاعلُ
ومن دانَ هذا الدينُ حقَّاً بنصرِهِ
************ فليس لهُ من أهلِ دنياهُ خاذلُ
لقدْ جُزتَ مقدارَ الشجاعةِ والندى
************ وتربُكَ في لعبِ الصبا متشاغلُ
سراجُ العلا وابنُ الأباةِ مكرَّماً
************ فهلْ أنتَ لي مصغٍ لما أنا قائلُ
ويا سائلي عن شأنِ فضلٍ ولم يزلْ
************ بغيضاً إليَّ العالمُ المتجاهلُ
أقولُ وقدْ طالَ اهتمامي وعبرتي
************ على الخدِّ منها مستهلٌّ وجائلُ
أيا شاعراً من طبعه الجدُّ في النهى
************ إذا ضيَّعَ التدبيرَ في الرأي هازلُ
ويا كاتباً للحقِّ أفردَ همَّهُ
************ وأحيا بأفكارِ العُلا وهو صائلُ
أخا الهمَّة العليا فإمَّا قصيدةٌ
************ وإمَّا مقالٌ صادقُ الحرفِ فاصلُ
لأقلامكَ السمرُ العوالي تواضعتْ
************ وهابتكَ في أغمادهنَّ المناصلُ
وإن لاحَ في القرطاسِ أسودُ خطِّها
************ يقولُ الدجى يا صبحُ لونكَ حائلُ
وُهِبتَ الهدى والعلمَ نعمةَ رازقٍ
************ فحدِّثْ بما أوتيتَ فالله سائلُ
وكونوا كما الشمِّ الرواسي رزانةً
************ إذا ما استخفَّ الحلمَ حقٌّ وباطلُ
وهيَّا إلى دارٍ وجارٍ ومنبرٍ
************ فما ضاعَ حقٌّ حين يرعاهُ كافلُ
إلى دوحِ آدابٍ إذا الفكرُ حفَّهُ
************ لكانَ محالاً أنْ يُرى وهوَ ماحِلُ
إذا الفكرُ والشعرُ استقرا براحةٍ
************ ترقَّتْ لها نحوَ النجومِ أناملُ
دعِ الشعرَ حتى يشملَ العدلَ حِكمةً
************ وقاربْ بأنْ تبدو كأنَّكَ كاملُ
إذا عرضتْ قلتَ السطورُ أزاهرٌ
************ ترفُّ نعيماً والطروسُ خمائلُ
وما زينةُ الإنسانِ إلا مناقبٌ
************ يفرِّعُها أصلانِ عزمٌ وباذلُ
وقدْ يكبرُ الخطبُ اليسيرُ فيجتني
************ أكابرَ قومٍ ما جنتهُ الأسافلُ
أؤمِّلُ نفسي بالتوحِّدِ ساعةً
************ لنأتي بما لم تستطعه الأوائلُ
وحقَّ لمثلي أنْ يؤمِّلُ مثلهُ
************ وفي الناسِ مأمولٌ يُرجى وآمِلُ
تعالوا لنبني قلعةَ المجدِ والعُلا
************ بجيلٍ طواهُ الجهلُ والجهلُ قاتلُ
وهلْ دونَ هذا عندَ حَزْبٍ وسيلةٌ
************ إذا انقطعتْ فيما سواه الوسائلُ
إذا حال أمرٌ دونَ ما الفضلُ طالبٌ
************ فجهدٌ وذو الإحسانِ والجودِ فاضلُ
لقدْ منحَ اللهُ العقولَ تمايزاً
************ منابعُ أفشتْ محتواها الجداولُ
فنبعٌ زلالٌ وافر الدفقِ سائغٌ
************ ونبعٌ ضنينٌ علقمُ الطعمِ جاهلُ
وما النيِّرُ الوهَّاجُ إلا مجاهداً
************ بحَدِّ سنانٍ أو يراعٍ يناضلُ
لهُ الخيرُ في دنيا وأخرى وجنَّةٌ
************ بها الفرحةُ الكبرى وفيها الظلائلُ
جزى اللهُ أهلَ الفضلِ أفضلَ ما جزى
************ فعنْ طَوْله المحمودِ تنسى الطوائلُ