[الشاعر يوسف أبو هلالة]
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 09 - 2002, 02:24 ص]ـ
الشاعر يوسف محيي الدين أبو هلالة
هو الدكتور يوسف محيي الدين أبو هلالة، أستاذ متخصص في الدعوة، شاعر مسلم متألق، من أهل مدينة معان الأردنية التي يقول فيها:
(معان) العلا إني بحبك عانِ---بعادك أدمى خافقي وبراني
ذرعت قرى الدنيا رياضاً منيفة---وآيات حسن باهر ومغاني
فلم تلتفت إلا إليك نواظري--- ولم يتعلق في سواك جناني
درس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وواصل بها دراساته العليا، ثم انتقل للتدريس في كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم تركها وذهب إلى قطر، ثم عاد بعد ذلك واستقر في الأردن. وهو يدرس الآن في جامعة اليرموك بالأردن.
والشاعر يوسف أبو هلالة من أبرز وأصدق شعراء الدعوة الإسلامية في هذا العصر، وأنت تقرأ شعره تحس بالغيرة الدينية، والتفاعل مع قضايا المسلمين في كل مكان، ولا سيما في بلاد الإسراء والمعراج. وقد كان في مطلع شبابه يشارك في العمليات الفدائية ضد اليهود في فلسطين، وهو من مواليد عام 1948م ذلك العام الذي أعلن فيه اليهود دولتهم اسرائيل!! أو قبلها بعام فيما أظن.
أحببت شعر هذا الشاعر منذ سمعت به عام 1409 تقريباً، ولا زلت حتى اليوم، وقد لاحظت أن الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله يستشهد كثيراً بشعره في كلماته التي يتم بثها في الإعلام فعلمت أن الصوت الصادق يصل ولو بعد حين!!
يقول في إحى قصائده وهي متعددة القوافي:
المؤمنون هم الذين بربهم يستعصمونْ
وهم الذين إذا طمى سيل الردى لا يرهبونْ
وعلى شبا عزماتهم كيد العدا العاتي يهونْ
وبخير زاد للذي ذرأ الخلائق يركضونْ
لا ينحنون لغاشم ـ ولمجرم لا يركعونْ
صرخاتهم لحن الخلود ترن في سمع القرونْ
****
هم صيحة البأس الشديد ووثبة المجد التليدْ
والنور في غسق الدجى والنار تلتهم القيودْ
الهاتفون بأننا لا نرتضي حكم القرودْ
وإذا الثعالب أخنست وثبوا كما تثب الأسودْ
فحياتهم عطر الحياة يفيض بالأمل الوطيدْ
ومآبهم إما قضوا دار المقامة والخلودْ
****
إِنِّي لأَشهدُ أَنَّهم من كلِ بَتَّارٍ أَحَدُّ
يا طالما خاضوا الصعاب وطالما صالوا وشدوا
لم يثن عزمتهم بلاءٌ مطبق وأذى وصدُّ
حملوا مشاعل دينهم والدين تضحية وجهدُ
ومضوا يخوضون المنايا كلهم عزم وجدُّ
حتى أضاء بمَنْ قضوا منهم بجيد الدهر عقدُ
...
في كل معترك لهم هول موج البحر هادرْ
هزأوا بكل شديدة وفؤادهم بالذكر عامرْ
يتراكضون إلى المصارع مثلما تعدو الضوامرْ
والطفل يولد ثائراً فيهم ويلقى الله ثائرْ
وأكفهم كم كبلت دون الأسنة والبواترْ؟
لو لم تغل لأورثت مجد الأوائل للأواخرْ
...
إن أطبقت سدف الظلام وعضنا ناب أكولْ
وديارنا طفحت دماً ومضى بها الباغي يصولْ
ومن الميادين اختفى لمع الأسنة والصهيلْ
وعلت على الأنات أنغام المعازف والطبولْ
هبت عواصفهم تدك صروحه وله تقولْ
لن نلقي الأسياف حتى عن مرابعنا تزولْ
****
(كابول) إذ أسرت وأدمى زندها قيد ورقُّ
بروا بها وسواهم خانوا أمومتها وعقوا
وبساحها زرعوا الجهاد وللخلاص الدرب شقوا
وهم الذين بنارهم دقت من (السادات) عنقُ
وتساقطوا مطراً على ظمأ تكابده دمشقُ
هم للخلود وللفناء جميع من ذلوا ليبقوا
شتان ما بين الذين لربهم باعوا النفوسا
الباسمين على الردى والسيف يرمقهم عبوسا
الناصبين صدورهم من دون دعوتهم تروسا
والراقدين على الهوان يدوسهم (عيسى) و (موسى)
الجارعين إلى الثمالة من يد الخصم الكؤوسا
الخانعين بذلة للبُطْلِ يحنون الرؤوسا
وقد استشهد الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ببعض أبيات هذه القصيدة أثناء تعرضه لذكر شهداء غزوتي نيويورك وواشنطن رحمهم الله
وأرجو من الأعضاء المشاركة حول هذا الشاعر، وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 09 - 2002, 07:53 م]ـ
أخي أبا محمد وفقه الله
أشكرك على تفاعلك مع الموضوع، وقد استغربت تأخرك إلى الآن وبقية الأعضاء عن المشاركة في هذا الموضوع، فإن الشاعر يوسف من أبرز الشعراء المهضومين في هذا الزمن بسبب صدقه، وعدم تسوله بشعره، وقد حدثني أنه ما ترك دار نشر إلا وعرض عليها طباعة ديوانه، وعندما يقرأونه يعتذرون عن نشره لما فيه من الصراحة الصادقة، التي تغضب المتنفذين في عالمنا المريض!!
¥